كيـري لديـه أفكار لإقنـاع الأسـد بمحاورة المعارضـة وموسكو تستقبل المعلم والخطيب قريباً ولا تجمعهما
أعلنت موسكو، أمس، أنها ستستقبل قبل نهاية شباط الحالي وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب، من دون ان يعني ذلك جمعهما في لقاء واحد، لكنها كررت رفضها شرط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم كمقدمة للتفاوض بين الحكومة السورية والمعارضة.
وفي موقف أميركي لافت، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي تسلم منصبه مؤخراً، بعد لقائه نظيره الأردني ناصر جودة في واشنطن، أن لديه بعض الأفكار لتغيير الرئيس السوري بشار الأسد حساباته للبقاء في السلطة، موضحاً أنه سيطرح هذه الأفكار خلال زيارته إلى الشرق الأوسط وأوروبا. وأشار إلى انه يأمل أن يقتنع الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة لحل الأزمة السورية، مضيفاً إن لديه بعض الأفكار الجيدة حيال ما يمكن أن يعرضه ليغير الرئيس السوري تفكيره.
ميدانياً، تستمر المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في محيط المطارات والمراكز العسكرية في محافظة حلب، حيث يقوم المقاتلون منذ أمس الأول بهجوم واسع
وتعقد «الهيئة السياسية للائتلاف» اجتماعاً في القاهرة اليوم. وقال عضو الهيئة السياسية لـ«الائتلاف» هيثم المالح، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «اجتماع الهيئة سيناقش عدة محاور على درجة كبيرة من الأهمية، بينها المبادرة التي أطلقها الخطيب بشأن الحوار مع الحكومة السورية، بالإضافة إلى إمكانية البحث في تشكيل حكومة سورية انتقالية».
وفي حين أعلن «الائتلاف» المعارض أن «سفيره» المعين حديثاً في قطر سيتسلم مقر السفارة السورية في الدوحة، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن «شغل المعارضة السورية لمقعد سوريا في الجامعة العربية غير وارد في الوقت الراهن». وأعلن أن «مجلس وزراء الخارجية العرب سيعقد اجتماعاً عادياً يومي 5 و6 آذار المقبل للتحضير للقمة العربية المقررة أواخر الشهر المقبل في الدوحة وللاجتماعات الدورية».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن «موسكو تنتظر نهاية الشهر الحالي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حيث سيجري مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف متعلقة بسبل الخروج من الأزمة السورية»، مضيفاً إن «تحديد الموعد النهائي لهذه الزيارة سيتم قريباً، استناداً إلى برنامج الوزير الروسي المكثف خلال هذا الشهر».
وأعلن بوغدانوف أن «عدداً من الشخصيات السورية المعارضة سيصل أيضاً إلى موسكو، بمن فيهم معاذ الخطيب الذي أعرب عن اهتمامه بزيارة العاصمة الروسية تلبية للدعوة التي تلقاها مؤخراً من لافروف في مدينة ميونيخ الألمانية على هامش المؤتمر الدولي للأمن الذي جرى هناك». وأوضح أن «الخطيب سيزور موسكو في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لإجراء مباحثات مع لافروف حول سبل الخروج من الأزمة السورية».
وسارعت دمشق إلى نفي إمكانية عقد لقاء بين المعلم والخطيب. وذكرت وزارة الخارجية، في بيان، إن «بعض وسائل الإعلام تناقلت تصريحات منسوبة إلى ميخائيل بوغدانوف تربط بين الزيارة المرتقبة للمعلم إلى روسيا وزيارات أخرى ستقوم بها مجموعات سورية معارضة إلى العاصمة الروسية. إن الوزارة إذ تؤكد ترحيبها بدعوة الجانب الروسي للوزير المعلم لزيارة موسكو من أجل اللقاء مع لافروف فإنها تلفت في الوقت ذاته إلى أنه في ما يتعلق بما أشيع عن اللقاء مع المعارضة فقد أوضحت سوريا موقفها مراراً، بأن أبواب دمشق مفتوحة للحوار على الأرض السورية تحت سقف الوطن مع المعارضة في الداخل والخارج، وفق برنامج الحل السياسي الذي تبنته الحكومة السورية وباشرت به».
وقال رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الدوما (البرلمان) الروسي ألكسي بوشكوف إن الرئيس السوري بشار «الأسد سيدافع عن نفسه حتى النهاية، كما فعل من قبل. إنه يسيطر على الجيش وعلى القوات الخاصة».
وأعلن أن «روسيا ترفض اشتراط رحيل الأسد كبند مسبق لإطلاق الحوار بين الأطراف المتنازعة. نحن غير موافقين على النهج الذي يدعو أولاً لاستقالة الأسد ومن ثم المباحثات، وأعتقد أن القيادة السورية لن توافق على ذلك أيضاً». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة بدأت تتجه نحو الموقف الروسي في ما يخص أزمة سوريا، واعترفت بأن انهيار المؤسسات الحكومية في هذا البلد سيؤدي إلى عواقب وخيمة»، مضيفاً إن الولايات المتحدة «أدركت انه في حال انهيار كل شيء سنحصل على أفغانستان ثانية».
وقال مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة تصدير الأسلحة «روسوبورون اكسبورت» اناتولي ايساكين، في مؤتمر صحافي في موسكو، «نواصل الوفاء بالتزاماتنا وعقودنا لتسليم معدات عسكرية»، نافياً عزم موسكو تزويد دمشق بمقاتلات «ميغ 29 ـ ام».
وقال ايساكين إن الشحــنات شملت أنظمة دفاع جوي مضادة للصواريخ، لكــنها لا تتضمن أسلحة يمكن أن تكون هجومية مثل الطائرات أو الطوافات، مؤكداً أن الصادرات لا تتعــارض مع القانون الدولي أو قرارات مجلس الأمــن الدولي. وتابع إن عقداً أبرم في العام 2011 لتوريد 36 طائرة مقاتلة من طراز «ياك ـ 130» لم يلغ، ولكن لم تسلم أي طائرات إلى سوريا.
صالحي
وكان وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي قال، في مؤتمر صحافي في موسكو، إن «تعاون إيران وروسيا والصين يفضي إلى إيجاد حل سلمي للمشكلة السورية من دون أي تدخل أجنبي، ويدعم الفرقاء السوريين علي إيجاد حل».
وأضاف صالحي «لو ألقيت نظرة واقعية علي الموضوع السوري يلاحظ وجود أشخاص باسم المعارضة، إلا أن صفوفهم تضم عملاء، ما تضم أيضاً أشخاصاً يطالبون بالحريات المدنية. من جهة أخرى، فإن الطرف المقابل يتمثل بالحكومة السورية، وحين بدأت الأزمة في هذا البلد فإن البعض تصور أن هذه الحكومة ستسقط خلال فترة قصيرة، لأنهم اعتقدوا أنها لا تتمتع بالدعم الكافي وليست لديها القوة لمواجهة العملاء الذين تم إرسالهم وإعدادهم من الخارج».
وتابع صالحي «بعد مرور عامين علي بدء الأزمة السورية لم تستطع البلدان التي تدخلت في الأزمة الحصول علي أي نتيجة من تدخلاتها، لذلك أصبحت ترغب بحل الأزمة سلمياً، بعد أن كانت تريد الذهاب إلى طريق آخر». وأعلن أن «موسكو وطهران تؤكدان حق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه من دون تدخل القوي الأجنبية».
السفير، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا
إضافة تعليق جديد