تصريحات مشعل تشعل الساحة الفلسطينية

22-04-2006

تصريحات مشعل تشعل الساحة الفلسطينية

تواصلت المظاهرات والاحتجاجات على الساحة الفلسطينية التي بدأها أنصار فتح في رد فعل غاضب على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل التي أطلقها من دمشق يوم أمس الجمعة، وأسفرت المواجهات بين أنصار فتح وأنصار حماس عن عشرين جريحاً حتى لحظة تحرير هذا الخبر ..
وكانت حكومة حماس قد حاولت الابتعاد عن تصريحات خالد مشعل التي اتهم فيها الرئيس محمود عباس بالتآمر على حركته، حيث اعتبرت فتح تصريحات مشعل بمثابة اذكاء للحرب الاهلية. وقال المجلس الثوري لحركة فتح في بيانه «إننا ننظر بخطورة بالغة الى خطاب مشعل ولا نستطيع أن نصفه إلا بأنه خطاب فتنة يسعى إلى توتير الأجواء في الساحة الفلسطينية وتدبير حرب أهلية».
و عقب ذلك، تظاهر المئات من أنصار حركة فتح في مدينة غزة احتجاجا على تصريحات مشعل التي تضمنت هجوماً شديد اللهجة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإلغائه قرار حكومة حماس تشكيل قوة أمنية من الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وفي محاولة لتهدئة التوتر قال ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية أن خطاب مشعل لا يعبر عن رأي الحكومة. وقال الشاعر في تصريحات صحفية في رام الله بالضفة الغربية ليلة أمس الجمعة إن «مشعل لا يمثل الحكومة بل يمثل حركة حماس وهناك فاصل كبير بين حماس والحكومة». وأضاف أن «الحكومة تمثل كل الشعب الفلسطيني ولا تميز بين هذا الفصيل وآخر». وأشار الشاعر الذي يشغل وزير التربية والتعليم في الحكومة التي شكلتها حركة حماس إلى «أن الحكومة لها التزاماتها وخطاب مشعل لا يمثل بالضرورة رأي الحكومة». وقال «لدينا في الحكومة متحدث رسمي ونحن مسؤولون فقط عما يصدر عنه». وأضاف «آمل من جميع الأطراف تجاوز التصريحات التي تصب الزيت على النار(..) علينا أن نكون موحدين وأن يكون خطابنا موجه لنبذ الفرقة وإزالة الاحتقان والتوتر». ودعا الشاعر إلى ضبط النفس والعمل بشكل جماعي مشترك والتدقيق في الخطابات التي لا تخدم المصلحة العليا مشيراً إلى أن «لدينا مهمات جسام واحتلال طاغٍ وحصار دولي .. وعلينا جميعاً ترك الخلافات وراء ظهورنا والانشغال بالهم الفلسطيني الكبير». واتهم المجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الجمعة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بمحاولة إثارة حرب أهلية وزيادة حدة التوتر الذي أثاره تعيين مسؤول أمني كبير.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتهم أمس الجمعة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ومن دون أن يسميه بـ "التآمر" على حكومته بمساعدة الاميركيين وإسرائيل بهدف العودة الى السلطة. وقال مشعل «إن الذي يجري على الأرض الفلسطينية هو حكومة موازية بل هو حكومة بديلة تسلبنا صلاحياتنا وحقوق شعبنا. إنها مؤامرة". وأضاف «لم يحن الأوان لنكشفهم ونفضحهم». وجاء كلام مشعل خلال مهرجان خطابي أقيم في ذكرى استشهاد زعيم حماس الشبخ أحمد ياسين في مخيم اليرموك بدمشق، حضره مسؤولون من حزب الله اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومختلف الفصائل الفلسطينية ووزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار.
وقد سبق هذا السجال الفلسطيني الحامي الوطيس، إلغاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قراراً أصدره يوم الخميس وزير الداخلية سعيد صيام بتعيين "جمال أبو سمهدانة" قائد "لجان المقاومة الشعبية" قائداً لقوة أمنية جديدة تابعة للسلطة تضم متطوعين من كافة الفصائل الفلسطينية المسلحة. وكان غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية قد صرح بأن قرار وزير الداخلية سعيد صيام باستحداث قوات أمن من الفصائل الفلسطينية هو قانوني ومن صلاحيات الوزير. كما وصف حمد الخلاف بين الحكومة ورئاسة السلطة الفلسطينيتين بأنه أزمة، واصفاً إياه بالمواقف المختلفة. وأضاف إن هنية سيبعث رسالة لعباس حول هذا الموضوع ، كما سيعقدان لقاء ثنائياً يوم الأثنين القادم حال عودة عباس من الخارج لاطلاعه على رأي الحكومة في هذا القرار.
جدير بالذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة اعترضتا على تعيين سمهدانة وأصدرت إسرائيل عدة تهديدات للفلسطينيين. حيث هدد اللواء في الجيش الإسرائيلي "يوعاف غالانت" بإعادة احتلال قطاع غزة إذا استمر الفلسطينيون في شن هجمات عبر الحدود ضد إسرائيل. بينما قال "داني ياتوم" عضو الكنيسيت ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية "الموساد" السابق إن جميع أعضاء الحكومة الفلسطينية الجديدة الذين ينتمون لحركة حماس قد يصبحون هدفاً للاغتيال بعد تعيين هذه الحكومة "جمال أبو سمهدانة" قائد "لجان المقاومة الشعبية" (والتي تضم عدداً من الناشطين من عدة فصائل فلسطينية مسلحة) في منصب أمني جديد تابع للسلطة.  وقال "ياتوم" للإذاعة الإسرائيلية إن "أبو سمهدانة" نفسه "يبقى هدفاً شرعياً" للاغتيال. كما هدد وزير الإسكان الإسرائيلي "زئيف بوييم" بدوره باغتيال أبو سمهدانة. وقال "بوييم" للإذاعة الإسرائيلية:«أمامنا حساب طويل ينبغي لنا أن نصفيه مع هذا الإرهابي سيء السمعة».
ونقلت مصادر صحفية عن متحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت القول:«يجب أن يعلم أعضاء الحكومة من حماس الذين تورطوا في أعمال عنف ضد إسرائيل بانهم سيعاقبون، ولن تكون لهم حصانة بسبب موقعهم في الحكومة وإنما سيتم التعامل معهم مثل أي إرهابيين».
من جانب آخر، وجهت مصر دعوة الى رئيس الحكومة الإسلرئيلية ايهود اولمرت لزيارة مصر بعد تشكيله الحكومة الجديدة، وجاء ذلك بعد زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار إلى مصر الذي لم يلق منها الترحيب المنتظر، كما اعتذرت الأردن عن استقباله في اللحظة الأخيرة، بحجة العثور على أسلحة لحماس داخل الأراضي الأردنية، مهربة من سوريا. 

 

الجمل ـ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...