مبالغات في البذخ والماكياج والحزن: من اين يأتي كتاب دراما الخليج بها؟
لا أدري من أين تأتي هذه الأفكار أو ماذا يخطر ببال الكتاب الذين يفبركون السيناريوهات، فأنا أعيش في الخليج منذ أعوام طويلة،
المثقّف السوري الذي ذاق مرارة المعتقل، لم يفقد يوماً بوصلة الحريّة. لكنّه تجاوز جراحه ليتذوّق الحياة، ويُشغل بالفكر والإبداع. يعيش اليوم برفقة خلانه: ألتوسير وغرامشي، التوحيدي والعروي، سمير أمين ومهدي عامل وأنور عبد الملك... رغم الوقت الذي يمضيه في التسكّع وارتياد المقاهي، نقل حتّى الآن قرابة خمسين مؤلفاً من أساسيات المكتبة العربيّة، ويعدّه الروائي فواز حدّاد «أهمّ مترجم سوري» في الوقت الراهن
يحتار المشاهد ما سيُتابع من مائدة رمضان الدرامية كُلّ عام، وهناك الأصناف المصرية والخليجية والسورية بالتأكد. ومن جهتهم، يتفاءل صناع هذه الدراما والعاملون فيها كلما زاد العدد وتنوّعت الطروحات، خاصة في سورية التي وعلى عادتها، امتلكت الكثير من المواهب والطاقات من جهة الكتاب والمخرجين والممثلين،
عندما نتحدّث عن الشك، أو نقول عن شيء إنه ديكارتي، فهذا يعني أنّه عقلاني. وعندما ننطق بكلمة عقلانية نرى فيها ارتباطاً وثيقاً بالحداثة. الحداثة التي قلّصت في الغرب المجالات الغامضة والمبهمة في العلاقات التي تربط الإنسان بالوجود، وأزاحت كل ما يعترض التفكير الحرّ.
حلّ الشهر الكريم وفي حوزته مائدة درامية مفتوحة على ما يقارب المئة مسلسل عربي، وبديهي أن أي مشاهد مهما بلغت درجة شراهته الفنية أو حجم فراغه وعزلته الاجتماعية، لن يستطيع تذوق الأطباق المعروضة كلها، حتى ولو تسمّر أربعاً وعشرين ساعة أمام شاشة التلفزيون، وبالتالي فإن عملية الانتقاء والمتابعة رهن بحجم الدعاية الإعلامية المسبقة، أو مدى نجومية الأسماء القائمة على العمل.