«أصدقاء إسرائيل» يفخخون «جنيف ـ 2» وكيري منزعج من اندحار أصدقائه في القصير
استبقت مجموعة «أصدقاء سوريا»، التي تضم 11 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية، عقد مؤتمر «جنيف 2» برفع سقف المطالب، مستبعدة أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، مطالبة بان تتمتع الحكومة الانتقالية بكامل الصلاحيات التي بيده حاليا، بالإضافة إلى السيطرة على الجيش وكل الاجهزة الامنية.
ومن المرجح أن تفجر سلسلة شروط «أصدقاء سوريا»، المؤتمر الدولي الذي كانت اتفقت روسيا والولايات المتحدة على الدعوة إليه، حيث إن موسكو تتمسك برفض وضع أي شروط مسبقة على «جنيف 2» وترك الأمر إلى السوريين ليقرروا مصيرهم، وهو ما كرره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو أمس.
وقالت مصادر عسكرية سورية إن المرحلة الأولى من العملية العسكرية في القصير في ريف حمص قد نجحت، وبدأت المرحلة الثانية. وتوقع رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر أن القوات السورية ستزيد مكاسبها على الأرض، وقد تستعيد المناطق في جنوب سوريا قبل نهاية العام الحالي، وذلك قبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في اللجنة الخاصة بسوريا في القاهرة و«الائتلاف» المعارض في اسطنبول لبحث مشاركتهم في «جنيف 2».
وأعلن وزراء خارجية دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والإمارات والأردن، في بيان بعد اجتماع في عمان حضره رئيس «الائتلاف الوطني السوري» بالإنابة جورج صبرا ورئيس «أركان الجيش الحر» سليم إدريس، «حدد المجتمعون الأساس في الحل السياسي ليقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال إطار زمني يتم الاتفاق عليه لتستلم مهامها وسلطاتها الكاملة، بما في ذلك السلطات الرئاسية، بالإضافة إلى السيطرة على جميع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاستخبارات وذلك من خلال اتفاق وإطار زمني لمرحلة انتقالية محددة». وأكدوا أن «الهدف النهائي للعملية الانتقالية يجب أن يضمن تبني دستور سوري جديد يضمن حقوقا متساوية لجميع المواطنين».
وأضاف البيان «شدد الوزراء على أهمية الوصول إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب السوري، وكما نص عليه الاتفاق المشترك الصادر عن اجتماع أبو ظبي في 13 أيار الحالي والذي يشير إلى أن الرئيس الأسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت أياديهم بدماء السوريين يجب ألا يكون لهم أي دور في مستقبل سوريا».
وأبدى الوزراء «دعمهم للمشاركة في «اجتماع جنيف 2» من اجل التطبيق الكامل لمخرجات «جنيف 1» لوضع حد لنزيف الدم والاستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري وحفظ وحدة الأراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري».
وأكدوا «دعمهم لجهود الولايات المتحدة وروسيا بعقد مؤتمر دولي حول سوريا لمتابعة التطبيق الكامل لإعلان جنيف من اجل وضع حد لنزيف الدماء، واستجابة للمطالب الشرعية للشعب السوري والذي يدعو إلى المحافظة على وحدة الأراضي السورية ودعم الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب السوري».
وذكر البيان «أكد الوزراء دعمهم للائتلاف الوطني السوري، مرحبين بجهود الائتلاف لتوسيع قاعدة التمثيل لتشمل جميع مكونات المجتمع السوري، وشددوا على الدور المركزي والقيادي للائتلاف في وفد المعارضة المرشح للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا».
وأضاف البيان «كما أكد الوزراء حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، مبدين التزامهم بتقديم مساعدات إضافية لتعزيز دور المجلس العسكري الأعلى».
وعبر الوزراء «عن قلقهم الشديد حول التزايد الملحوظ والمتنامي للتطرف بين طرفي الصراع والعناصر الإرهابية في سوريا، إذ إن ذلك يعمق القلق بشأن مستقبل سوريا ويهدد الأمن لدول الجوار ومخاطر عدم الاستقرار في الإقليم والعالم بشكل عام. ودانوا تدخل مجموعات أجنبية في القتال الدائر في سوريا نيابة عن النظام السوري، مشيرين في هذا الإطار إلى العمليات التي يقوم بها حزب الله في القصير ومناطق أخرى».
وأكد الوزراء، في البيان، انه «في حال فشل مبادرة جنيف فان ذلك سيؤدي حتما إلى زيادة الدعم المقدم إلى المعارضة واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية. واتفقوا على تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينهم والشركاء الدوليين لضمان نجاح عقد المؤتمر الدولي «جنيف 2» وصولا إلى حل سياسي للازمة السورية».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة قبيل انطلاق اجتماع المجموعة، أن «الحرب في سوريا «في الحقيقة طعنة في ضمير العالم، لذلك نحن ملتزمون بمحاولة العمل من اجل إيجاد نهج محدد لتنفيذ جنيف 1»، مشيرا إلى أن ذلك «من شأنه أن يسمح للشعب السوري باختيار مستقبل سوريا».
واعتبر كيري انه إذا لم يكن الأسد «مستعدا للتفاوض على حل سياسي سلمي لإنهاء الحرب الأهلية فستبحث الولايات المتحدة ودول أخرى زيادة الدعم لمقاتلي المعارضة، من اجل مساعدتهم في القتال من اجل حرية بلدهم»، لكنه أكد انه لن يتم إرسال جنود أميركيين إلى سوريا.
واعتبر كيري أن المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها القوات السورية «مؤقتة» وانه إذا كان الأسد يعتقد أن الهجمات المضادة ضد المسلحين ستكون حاسمة فانه بذلك «يخطئ في التقدير». ودان مشاركة «آلاف العناصر من حزب الله في المعارك في سوريا».
وقال لافروف، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو، «نثمن رد الفعل البناء من جانب القيادة السورية على هذا المقترح» في إشارة إلى مؤتمر «جنيف 2». وأضاف «نأمل أيضا أن يتبعه رد فعل بناء من جماعات المعارضة المختلفة، لكن حتى الآن الأنباء ليست مشجعة. وعلى وجه التحديد، وحسب التقديرات الأولية، لم يتخذ خلال اجتماعات جزء من المعارضة في مدريد أي قرار بشأن المشاركة من دون شروط مسبقة».
وتابع لافروف إن «الوضع في سوريا يتطلب وقفا فوريا للعمليات القتالية والبدء بحوار سياسي، وهو ما هدف إليه اقتراح روسيا والولايات المتحدة لعقد مؤتمر دولي حول سوريا تكون غايته منح السوريين، من دون تدخل خارجي، فرصة للاتفاق على الصورة التي يحبون أن يروا فيها بلادهم مستقبلا».
بدوره، أعلن المقداد أن «سوريا تسعى إلى وقف فوري للعنف والنار». وثمن «النتائج التي تم التوصل اليها خلال الاتصالات الأخيرة لروسيا بالجانب الأميركي»، مشيرا إلى «أنها تعتبر حدا حاسما للتغلب على الصعاب التي تواجهها سوريا».
لكنه أشار إلى أن السلطات السورية تدرس حاليا موضوع المشاركة في المؤتمر الدولي، موضحا أن «القرار النهائي سيتخذ بعد عودة الوفد السوري برئاسته من موسكو إلى دمشق».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد