أفكار إيرانية للإبراهيمي والأخير ينفي خبر اقتراحه نشر قوة دولية في سورية

15-10-2012

أفكار إيرانية للإبراهيمي والأخير ينفي خبر اقتراحه نشر قوة دولية في سورية

كشفت طهران، أمس، أنها قدّمت مبادرة مكتوبة لكنها غير رسمية إلى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والحكومة السورية ومصر والسعودية وتركيا، وهي الدول التي تشارك في اللجنة «الرباعية»، لحل الأزمة السورية، فيما كرر الإبراهيمي تأكيده ضرورة حل الأزمة بالطرق السلمية، مشيرا الى «اقتراحات تقدمت بها دول أخرى هي كذلك مهمة بالنسبة للوضع السوري».
في هذا الوقت، تصاعد الخلاف بين تركيا وسوريا، مع إغلاق البلدين الأجواء في وجه الطائرات المدنية، ورفض أنقرة دعوة دمشق لتشكيل لجنة أمنية للتواصل المباشر بين سوريا وتركيا فيما تشهد الحدود بين البلدين توترا مستمرا.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في لوكسمبورغ، أن قيام تركيا بإجبار طائرة سورية، على متنها روس، على الهبوط في أنقرة لن يلحق ضررا بالعلاقات بين البلدين. وقال «أؤكد لكم أنه ليس ثمة ما يدعو للقلق في ما يخص العلاقات الروسية ـ التركية. إنها تتطور بشكل مستقر وعلى أساس صلب».صالحي والإبراهيمي خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في طهران أمس (أ ب أ)
وشهدت التطورات الميدانية السورية سيطرة الجيش السوري على الجامع الأموي الكبير في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة حاولت السيطرة عليه.وذكر التلفزيون السوري أنه استعاد موقع قمة النبي يونس (2300 متر عن سطح البحر)، وذلك في «عملية نوعية للجيش السوري». وعرض في نشرته الرئيسية جثثا لمسلحين ملقاة في ساحة واسعة في الموقع، مشيرا إلى أن الجيش نصب كمينا للمسلحين في المنطقة وقضى عليهم.

وأعلن وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الإبراهيمي، أن طهران جاهزة للعمل معه من اجل السلام، مكررا دعوة إيران إلى وقف فوري لإطلاق النار لحل الصراع قبل إجراء الإصلاحات والانتخابات. وقال «يجب أن نشبك جميعنا أيادينا ببعض، من اجل وقف إراقة الدماء».
وأعلن صالحي أن «طهران قدمت مبادرة مكتوبة وغير رسمية إلى الحكومة السورية والإبراهيمي ومصر والسعودية وتركيا بشأن تسوية الموضوع السوري»، مشيرا إلى أنه بحث هذه المبادرة مع الإبراهيمي في القاهرة ونيويورك.
وأوضح أن «المبادرة الإيرانية تبحث بالتفصيل الاقتراحات التي تقدمت بها إيران بشأن الخروج من الأزمة السورية»، مشددا علي «حق الشعب السوري في الحرية والانتخابات وبرلمان شعبي». وأكد «التعاون الكامل مع الإبراهيمي من اجل إنجاح مهمته»، متمنيا له «إيجاد حل سلمي للازمة». وأعلن أن «الإبراهيمي شخص محايد، وبإمكانه القيام بخطوات مؤثرة بشأن حل الأزمة في سوريا». وأضاف إن «الإبراهيمي يشاطرنا الرأي بضرورة وقف العنف في سوريا قبل أي خطة لحل الأزمة».
ورحّب الإبراهيمي بالمبادرة الإيرانية. وقال «أشكركم على هذه المقترحات، وكما قلت لكم، توجد بعض الأفكار في مقترحاتكم يمكن أن تساعد، بالإضافة إلى اقتراحات تقدمت بها دول أخرى هي كذلك مهمة بالنسبة للوضع السوري». وأضاف «نأمل في جمع جميع هذه الأفكار في مشروع لتخليص الشعب السوري من الكابوس الذي يعيشه».
وقال «نعتقد أنه يمكن حل هذه المشكلات بطريقة سلمية. إن الأمم المتحدة والجامعة العربية جاهزتان لتقديم أي مساعدة لحل هذه الأزمة». وأضاف «إنني أجدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للحكومة السورية بوقف إطلاق النار، واطلب من المعارضة فعل الشيء ذاته في حال بدأت الحكومة في وقف إطلاق النار».
ونفى الإبراهيمي، الذي التقى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، الأنباء التي تحدثت عن تخطيطه لنشر قوات دولية في سوريا لحفظ الأمن وإنهاء الأزمة. وكانت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية ذكرت أن الإبراهيمي يدرس خطة لنشر قوة لحفظ السلام في سوريا قوامها ثلاثة آلاف جندي، يمكن أن تشارك فيها قوات أوروبية، مضيفة إن الإبراهيمي يتطلع إلى الدول المساهمة في قوة حفظ السلام على «الحدود» بين لبنان وإسرائيل (اليونيفيل)، والبالغ قوامها 15 ألف جندي، كونها تتمتع بالبنية التحتية والمعرفة على أرض الواقع التي تحتاج لها أي قوة لحفظ السلام.
ويزور الإبراهيمي بغداد اليوم حيث سيلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال مستشار المالكي، علي الموسوي إن «العراق أعلن في مناسبات عدة دعمه لمهمة الإبراهيمي لحل الأزمة السورية وإنهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلمي». وكان الإبراهيمي بدأ جولته المكوكية في المنطقة بزيارة جدة، حيث التقى الملك السعودي عبد الله. ولم يعرف بعد ما إذا سيزور المبعوث الدولي قطر.
وكان الإبراهيمي زار اسطنبول أمس الأول حيث التقى الرئيس التركي عبد الله غول ووزير الخارجية احمد داود اوغلو وسط تفاقم التوتر بين دمشق وأنقرة.
وذكرت وكالة «الأناضول» إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وداود اوغلو اجريا محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تمحورت حول سوريا والتطورات على الحدود بين البلدين.
وقال مسؤول في بعثة الأمم المتحدة في دمشق إن لقاء جديدا جرى مؤخرا بين مسؤولين في الأمم المتحدة وقيادات عسكرية للمعارضة السورية هو اللقاء الثالث من نوعه.
وقال المتحدث باسم البعثة خالد المصري  إن رئيس مكتب الإبراهيمي في دمشق مختار لماني زار منطقة داريا (في ريف دمشق) والتقى بعدد من قيادات المعارضة المسلحة فيها. ورفض المصري الكشف عن أسماء القيادات التي جرى اللقاء بها، وإن قال أن هذه اللقاءات جرت في إطار عمل مكتب الإبراهيمي في سوريا. وأوضح أنها تجري في إطار «الاستماع لوجهات النظر المتبادل بين الطرفين».
وسبق للماني أن قام بزيارات إلى منطقة الرستن في حمص، كما إلى منطقة اللجاة قرب الحدود الأردنية ـ السورية. ومن المنتظر أن يزور الإبراهيمي سوريا قريبا، وذلك بعد إنهاء جولته إلى دول أخرى معنية بالأزمة السورية. 

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...