أميركا تدعم مليشيات معادية لطالبان
قالت صحيفة نيويورك تايمز اليوم إن مسؤولين أميركيين وأفغانا شرعوا في مساعدة عدد من أفراد مليشيات معادية لحركة طالبان ممن بادروا على نحو مستقل بحمل السلاح في وجهها في مناطق عدة من أفغانستان.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة "أشاعت الأمل بحدوث تمرد قبلي على نطاق كبير ضد طالبان".
وقد شجَع ظهور هذه المليشيات الذي باغت بعض القادة في كابل, المسؤولين الأميركيين والأفغان على الانكباب على التخطيط لقيام جماعات مسلحة مماثلة في معقل طالبان بالمناطق الجنوبية والغربية من أفغانستان.
وأعرب هؤلاء المسؤولون عن أملهم في أن تستقطب الخطة التي أطلق عليها اسم "مبادرة الدفاع عن المجتمع" الآلاف من الرجال المسلحين لحماية مناطقهم من مقاتلي طالبان بحسب الصحيفة.
وفي الشأن ذاته لكن في اتجاه مواز, كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منخرطة في مباحثات قطعت شوطا متقدما مع حلفائها بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتنسيق معه قبل الإعلان عن إستراتيجية جديدة للحرب في أفغانستان.
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تتضمن الإستراتيجية المرتقبة التزاما من الحلفاء الأوروبيين بإيفاد عدة ألوف من الجنود الإضافيين إلى أفغانستان.
ووفقا للتقديرات الأميركية والأوروبية فإن أعداد الجنود الإضافيين الذين سترسلهم دول الناتو يتراوح ما بين ثلاثة آلف وسبعة آلاف. وستنضم تلك الأعداد إلى القوات الإضافية التي يدرس أوباما إرسالها.
من جانبها, ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس أوباما يواجه انقساما في الرأي بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة الذين يتبنيان مواقف متباينة مع اقتراب موعد إصدار قراره بشأن إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان.
وتوحي تصريحاته الأخيرة بشأن الموضوع على أنه يحاول توفيق تلك المواقف لتتلاءم مع إستراتيجية حربية يمكن معها تحقيق النجاح والحيلولة دون اتساع أمدها.
وقالت الصحيفة إن تلك هي المعضلة التي يواجهها أوباما إذ رمى عندما كان مرشحا للرئاسة بثقله خلف حرب أفغانستان معارضا في الوقت نفسه الحرب في العراق.
وأشارت إلى أن الحوار المطول داخل الإدارة الأميركية حول السياسة تجاه أفغانستان خرج عن نطاق السيطرة مع دنو موعد القرار وذلك بالتسريبات والتسريبات المضادة المؤذية.
ومع أن أوباما لا يزال في مطلع ولايته الرئاسية إلا أن مركزه السياسي محفوف بمخاطر تتمثل في أن ما يحظى به من تأييد داخل حزبه الديمقراطي سيضمحل إذا ما أقدم على الالتزام بإرسال أعداد كبيرة من الجنود إلى أفغانستان.
أما إذا لم يدعم طلب القادة العسكريين بزيادة القوات فإنه بذلك سيجلب على نفسه انتقاد الجمهوريين بأنه يفتقر للعزيمة المطلوبة من القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واعترفت صحيفة بريطانية بتفوق مقاتلي طالبان على قوات التحالف. فقد ذكرت صحيفة ذي إندبندنت أن طالبان -التي قالت إنها مدعومة بأموال المخدرات- لها اليد الطولى على قوات الناتو في الحرب الدائرة حاليا.
وكشفت أن الهجمات على قوات التحالف في أفغانستان تسجل مستويات قياسية وأنها تهدد بإخراج جهود إعادة بناء الدولة التي تمزقها الحرب من مسارها.
وأردفت القول إن تلك الهجمات وتزامنها مع تحالف وصفته الصحيفة بغير المقدس بين تجار المخدرات من طالبان ومسؤولين حكوميين "فاسدين" تستخف بمساعي قوات التحالف للحد من تصدير الهيروين إلى الخارج.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد