إسرائيل تحيي مبادرة السلام العربية لمواجهة إيران وحزب الله وحماس
أحيت إسرائيل، بشكل مفاجئ أمس مبادرة السلام العربية، التي كانت بالكاد تتذكرها، عندما اكتشفت ان جمع مسارات السلام الثلاثة، الفلسطينية والسورية وايضا اللبنانية، في مسار واحد، يخدم »مصلحة مشتركة« مع دول الاعتدال العربي في مواجهة إيران و»حزب الله« وحركة حماس، كما تحدثت عن احتمال وضع خطة سلام إسرائيلية موازية لها.
وكان الملك السعودي عبد الله، حين كان ولياً للعهد، قد عرض مبادرة السلام السعودية في القمة العربية في بيروت في العام ،٢٠٠٢ وتنص على اعتراف عربي شامل بإسرائيل في مقابل انسحاب الدولة العبرية من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في العام ،١٩٦٧ وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والجولان. وايدت المبادرة الدول العربية الـ،٢٢ كما اعادت طرحها العام الماضي. واعتبرت إسرائيل الخطة اساسا للنقاش، لكنها ابدت تحفظات عليها، خصوصا في ما يتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضي الـ.٤٨
وقال وزير الدفاع ايهود باراك لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه قد يكون الوقت حان للسعي الى سلام شامل مع كل دول المنطقة، نظرا الى ان مساري المفاوضات مع كل من السلطة الفلسطينية وسوريا
لم يحققا النتائج المرجوة. اضاف انه ناقش المبادرة السعودية مع رئيسة الحكومة المكلفة تسيبي ليفني، مشيرا الى ان اسرائيل تعد ردا عليها.
واوضح باراك » ثمة على نحو واضح فرصة لوضع خطة اسرائيلية شاملة لمواجهة الخطة السعودية التي ستكون اساسا لمناقشات حول السلام في المنطقة ككل«، مضيفا »لدينا مصلحة مشتركة وعميقة مع عناصر عربية معتدلة حول مسائل ايران وحزب الله وحماس«.
وتحدث باراك عن »مبادرة السلام السعودية« وليس عن »مبادرة السلام العربية«، بسبب رفضه »تعديلات« ادخلت على المبادرة السعودية وخصوصاً في ما يتعلق بحق العودة.
وتابع انه يتعين على اسرائيل ان تخطو بحذر، كي لا تظهر كأنها »تأتي من موقف رعاية للعالم العربي بأسره«. وقال »اننا احد اللاعبين، ومن المناسب ان نعرض مبادرة«.
وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قد اقترح، في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، جمع مسارات السلام المتعددة في مسار واحد، كما دعا الملك السعودي عبد الله الى ان »يتابع مبادرته«. وافاد مكتب بيريز ان الرئيس الاسرائيلي يدفع في هذا الاتجاه، خلال لقاءات يعقدها مع مسؤولين اسرائيليين وعرب وغربيين.
وقال باراك انه يوافق بيريز رأيه. وفي اشارة الى محادثاته مع ليفني، اوضح »لدي انطباع بأن ثمة انفتاحا في الواقع لاستكشاف أي مسار، وحتى هذا المسار«. غير ان مكتب ليفني رفض التعليق على محادثاتها مع باراك.
وكانت صحيفة »معاريف« قد نقلت امس عن بيريز قوله خلال لقائه الزعيم الروحي لحزب »شاس« الحاخام عوفاديا يوسف يوم الجمعة الماضي، إنه »من الخطأ إجراء مفاوضات منفردة مع السوريين ومفاوضات مع الفلسطينيين، وعلى إسرائيل التوقف عن إجراء مفاوضات منفردة والذهاب إلى اتفاق سلام إقليمي مع الدول العربية والجامعة العربية«، مضيفا أنه »في المفاوضات المنفردة تدفع إسرائيل الكثير وتحصل على القليل، بينما في مفاوضات مع العالم العربي كله سيكون بالإمكان الحصول على ضمانات والتوصل إلى صفقة شاملة«. وتابع أنه »يجب أن نمد يدنا إلى جميع الدول العربية، على أساس مبادرة السلام العربية وعدم إهدار طاقة ووقت في مسارات منفردة«.
وافادت »معاريف« إن بيريز انتقد خصوصا مسار المفاوضات مع دمشق، معتبرا أن إسرائيل دفعت حتى الآن ثمنا دوليا للرئيس بشار الأسد ولم تحصل على شيء في المقابل، وذلك في اشارة الى أن استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين الدولتين أدى إلى انفراج في العلاقات بين سوريا ودول أوروبية وحتى مع الولايات المتحدة.
واشارت الصحيفة الى ان ليفني قالت في اجتماع مغلق بعد فوزها برئاسة حزب »كديما« الشهر الماضي، إنها أيدت مبادرة السلام العربية بعد نشر تفاصيلها الأولية في مقال كتبه الصحافي الأميركي توماس فريدمان في »نيويورك تايمز«، وكانت لا تزال تدعى في حينه مبادرة السلام السعودية. لكـــن ليفني تعارض بشدة في مبادرة السلام العربية، بندي حق العودة ووضع جدول زمني لمحادثات سلام.
من جهته، اعتبر النائب عن حزب »الليكود« اليميني وعضــو »لجنة الخارجية والدفاع« في الكنيست يوفال شــتاينتز، ان المبادرة السعودية »لا تعترف بحق اسرائيل بأن تكون لها حدود يمكن الدفاع عنها... (و)تطالب بأن يســتقر اللاجئون الفلسطينيون في الدولة اليــهودية كما في الدولة الفلســطينية، وهو أمر غير مقبول بتاتا ويناقض جوهر حـــل الدولتين«، مضيفا »لذا انا متــفاجئ حقا بــأن باراك ادلى بهذه التصريحات، وهي اشــارة سياسية فارغة على نحو كامل«.
في المقابل، رأى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان متابعة المبادرة السعودية لا تقوض بالضرورة المفاوضات بين السلطة وإسرائيل. وقال »اعتقد انه كان يتعين على اسرائيل ان تقوم بذلك منذ العام .٢٠٠٢ انها المبادرة الاكثر استراتيجية التي جاءت من العالم العربي منذ العام ١٩٤٨«، مضيفا »أحثهم على ان يراجعوا هذه المبادرة مجددا وان يسيروا بها لأنها ستؤدي الى تقصير الطريق الى السلام«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد