"إعلان دمشق" لمواجهة الإرهاب الديني
أكد المشاركون في المؤتمر الاعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري في بيان أصدروه باسم “إعلان دمشق” في ختام أعمال مؤتمرهم ضرورة إدراج المنظمات الإرهابية كافة في لوائح الإرهاب على مستوى الدول والأمم المتحدة وبدء عمل دولي وإقليمي منظم لمواجهتها وإدانة اي دولة تقدم أي مساعدة لها. وجاء في الإعلان:
مع استمرار الحرب الإرهابية ضد الجمهورية العربية السورية وكذلك انتشار ظاهرة الإرهاب التكفيري في عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية بات واضحاً أن الإرهاب التكفيري اتخذ أشكالاً تنظيمية عديدة تنضوي جميعها تحت فكر واحد وأسلوب مشترك وتمويل وتسليح معروف المصادر والغايات.
وأضاف إعلان دمشق: إن ذلك استدعى إعلان المواجهة الشاملة ضد هذه الحركات الإرهابية التكفيرية التي ارتكبت وما تزال عشرات المجازر الجماعية ضد المدنيين العزل بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية والدينية والفكرية ودمرت البنى التحتية لدول عديدة في إطار عمل مخطط لإلغاء الآخر وفرض الاستبداد السياسي والفكري حيث أمكن ذلك.
المنظمات الإرهابية التكفيرية التي تعاظمت قدراتها مستفيدة من التناقضات الدولية وصلت اليوم إلى التهديد ومحاولة فرض منهجها
وأوضح الاعلان أن المنظمات الإرهابية التكفيرية التي تعاظمت قدراتها المالية والإعلامية والبشرية والعسكرية مستفيدة من التناقضات الدولية والخلافات السياسية التي تسود أكثر دول العالم وصلت اليوم إلى التهديد ومحاولة فرض منهجها على أجزاء من سورية والعراق وأفغانستان وليبيا وتونس ومصر واليمن وهي تعلن صراحة عن أهدافها دون مواربة وتسلك لتحقيق أهدافها أبشع وأقسى الأساليب الوحشية المناقضة لكلالشرائع السماوية والمدنية وحقوق الإنسان ومبادئ
القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي دون أي تمييز بين رجل وامرأة وبين كبير وصغير وبين أعزل ومسلح وبين دين وآخر وفي مقدمة هذه التنظيمات يأتي “داعش” و”جبهة النصرة” ذراع القاعدة في بلاد الشام وعشرات الأسماء الأخرى كـ “حركة أحرار الشام” و”جيش الفتح” و”الجبهة الشامية” و”أكناف بيت المقدس” و”الإخوان المسلمين”.
ولفت الإعلان إلى أن ثمة وسائل إعلامية تعمل وفق برنامج إعلامي لهذه التنظيمات ممن دعمها وأوجدها بحيث أضحت جزءا منها بسبب سلوكها الإعلامي كالقنوات التحريضية الدينية والسياسية ومواقع على الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي ومجلات وصحف تروج لهذا الفكر ولتلك التنظيمات بشكل مباشر أو عبر استهدافها للقوى التي تواجه الإرهاب.
وجاء في الإعلان أيضا.. لذلك فان السلام والأمن الدوليين والحياة البشرية هم اليوم في خطر داهم يجب التصدي له وذلك من خلال العمل على إدراج المنظمات الإرهابية كافة في لوائح الإرهاب على مستوى الدول والأمم المتحدة والتعريف بها واعتبارها عدواً مشتركاً لكل دول العالم وشعوبه وإصدار القرارات الدولية من اللجان المختصة في مجلس الأمن والتي تلزم جميع الدول بالتصدي للإرهاب بجميع الوسائل المتاحة وقطع الإمداد والعون لها تمويلاً وتسليحاً وتدريباً وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة دونما تمييز أو محاباة أو مواربة.
ودعا إعلان دمشق إلى بدء عمل إقليمي ودولي منظم بالتعاون والتنسيق بين جميع الدول سياسياً وأمنياً وعسكرياً لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية وإدانة أي دولة تقدم أي مساعدة عسكرية أو أمنية أو مالية لهذه التنظيمات واعتبارها تمارس إرهاب دولة يستوجب مواجهته ومعاقبته اضافة إلى توحيد الجهود الإعلامية وتنسيقها للتأكيد
على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى جوهر الصراع مع إسرائيل التي تمثل النموذج الأخطر لإرهاب الدولة وأن محور المقاومة هو الأمل الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة للخلاص من الظلم والاضطهاد والاستبداد والعدوان والإرهاب التكفيري.
وطالب الإعلان بدعم الدول والحكومات التي تواجه الإرهاب ولا سيما في العراق وسورية وليبيا ومصر واليمن وأفغانستان وتونس والجزائر وغيرها ودعم الحلول السياسية للأزمات في سورية والعراق وليبيا عبر التعاون مع حكوماتها الشرعية واعتبار المحطات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى بما فيها الوسائل الإلكترونية التي تدعم هذه التنظيمات وتحرض ضد دول المنطقة والعالم وتتخذ خطاباً طائفياً أو مذهبياً جزءاً من الإرهاب التكفيري ومنعها من الاستمرار عبر اتخاذ الإجراءات التقنية اللازمة.
وأكد الإعلان ضرورة تطوير أنظمة متابعة وكشف عمليات التمويل الفردي أو عبر الجمعيات أو الحكومات أو أجهزة الاستخبارات ومعاقبة الفاعلين وتطوير التشريعات القائمة الوطنية والدولية من خلال صياغة منظومة قانونية دولية لتجريم الإرهاب التكفيري ومعاقبة تنظيماته وأفراده وداعميه وإعادة النظر في التشريعات ومواثيق العمل الاعلامي بحيث يتم إلزام الوسائل الإعلامية بحظر تغطية أنشطة المنظمات الإرهابية بما يضمن الحد من تأثيرها على الأجيال القادمة.
كما دعا إعلان دمشق الى إقرار خطة عمل إعلامي مشتركة لنشر ثقافة الوعي لمواجهة الفكر التكفيري وتفنيد ما يثار تحت عنوان “الإسلام فوبيا” وغيره وما تطرحه التيارات التكفيرية والمتطرفة وتطوير التنسيق الإعلامي بين المؤسسات الإعلامية الوطنية الرسمية والخاصة في الدول التي تتصدى للإرهاب لفضح هذه التنظيمات وكشف مصادر تمويلها وتسليحها وكذلك دعم جهود الإعلام السوري الرسمي والخاص الذي يخوض هذه المواجهة منذ سنوات بما في ذلك توفير إمكانيات البث الفضائي للمحطات التلفزيونية السورية على الأقمار التي منعت من البث عليها.
وأعلن المشاركون في المؤتمر تشكيل لجنة متابعة لمقرراته تمهيداً لإطلاق تجمع إعلامي دولي لمناهضة الإرهاب بكل أشكاله ومقره دمشق مشددين على أن حكومات المنطقة والعالم مطالبة اليوم بإدراك الحقيقة التي تؤكد أن التلكوء في مواجهة هذه التنظيمات تحت أي ذريعة أو مبرر هو خطأ تاريخي كبير وذلك أن أحداً في العالم ليس بمنأى عن خطر الإرهاب التكفيري وتداعياته ولا سيما أن التنظيمات الإرهابية تمتلك اليوم أسلحة غير تقليدية وإمكانيات اتصال وتواصل متطورة للغاية وأعداداً متزايدة من الأفراد المسلحين والمدربين وقدرات مالية واقتصادية غير منظورة.
وأكد المشاركون أن هذا الإعلان هو بمثابة دعوة علنية وشفافة لجميع حكومات الدول وشعوبها ولكل القوى السياسية والأفراد المؤمنين بالحوار وحق الاختلاف وللتيارات الديمقراطية لحشد جهودها وتنظيمها لتكون مواجهة الإرهاب التكفيري عملاً دولياً وإقليمياً يهدف إلى خير العالم واستمرار الحياة وتنوعها.
ووجه المشاركون في ختام أعمال المؤتمر برقية إلى السيد الرئيس بشار الأسد راعي المؤتمر جاء فيها.. “نرفع إلى مقامكم السامي أسمى آيات الاحترام والتقدير ولسورية الدولة والشعب كل الوفاء والمحبة ولجيش سورية الوطن جيش المقاومة وتشرين وخط الدفاع القومي عن العروبة والإسلام والحق والعدالة لهذا الجيش ولشهدائه وجرحاه مكانة سامية في العقول والقلوب والوجدان”.
وقال المشاركون في برقيتهم.. “لقد أثبتت سورية من خلال العدوان الإرهابي عليها تماسكاً وصموداً منقطع النظير بفضل شعبها الواعي وقيادتكم الشفافة والواضحة والعلاقة الجامعة المانعة بينكم وبين شعبكم وجيشكم”.
وأضاف المشاركون في برقيتهم “إن مؤتمرنا في انعقاده الأول في العاصمة السورية التي تقود الحرب ضد الإرهاب وترفع لواء التصدي للتنظيمات الإرهابية المتوحشة مثل “داعش” و”النصرة” وغيرهما توصل إلى جملة من النتائج والتوصيات عبر إعلان دمشق لمواجهة الإرهاب التكفيري والذي سنتابع تنفيذ توجهاته وتعميق مضامينه الإعلامية والثقافية والسعي إلى تصحيح الصورة والخطاب الإعلامي حول الإرهاب وجذوره وأهدافه وأدواته ومخاطره ووحشيته وآثاره”.
وأكد المشاركون في برقيتهم أن سورية ستبقى ملاذ الأحرار في العالم وقلعة الحرية الحقيقية وسيبقى شعبها نموذجاً للوحدة الوطنية والصلابة والثبات وسيبقى جيشها خير مثال على وطنية وشجاعة الإنسان السوري عبر التاريخ.
واختتم المشاركون برقيتهم بالقول: “لكم سيادة الرئيس الامتنان كله على رعايتكم السامية لمؤتمرنا هذا ونرجو من الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم وينصركم”.
سانا
إضافة تعليق جديد