اجتماعات بـ«التنسيق» لإصدار موقف حول نتائج لقاء بروكسل مع «الائتلاف»
يعقد المكتب التنفيذي لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة هذه الأيام اجتماعات مكثفة للتوصل إلى موقف موحد بشأن الاجتماعات التي عقدت في بروكسل وضمت ممثلين عن «الائتلاف» المعارض والهيئة، في حين اعتبر عضو المكتب التنفيذي للهيئة منذر خدام، أن الخلافات بين الهيئة و«الائتلاف» عميقة جداً تتعلق أساساً بالنهج السياسي، ومقاربة كل منهما للأزمة السورية، وكذلك باستقلالية الإرادة السياسية، وذلك بعد أنباء عن توصل المشاركين في اجتماعات بروكسل التي اختتمت الجمعة إلى «خريطة طريق مشتركة لإنقاذ سورية» تضم «مبادئ أساسية للتسوية السياسية للأزمة»، بحسب ما صدر في بيان ختامي عن الطرفين.
وقالت مصادر معارضة مقربة من هيئة التنسيق: إن المكتب التنفيذي للهيئة يعقد حالياً اجتماعات مكثفة للتوصل إلى موقف موحد بشأن اجتماعات بروكسل وما نتج عنها».
على خط مواز كتب خدام في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إن الخلافات بين الهيئة و«الائتلاف» عميقة جداً تتعلق أساساً بالنهج السياسي، ومقاربة كل منهما للأزمة السورية، وكذلك باستقلالية الإرادة السياسية.
وأضاف: إن الائتلاف راهن منذ البداية على الخيار العسكري، ولا يزال يراهن، وطالب بالتدخل العسكري الأجنبي في سورية، ودعا إلى إنشاء مناطق عازلة فيها، ويقدم نفسه متوهماً على أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وغيرها كثير.
وتابع: إن الحوار مع الائتلاف هو حوار الضرورة إذ لا تزال الدول النافذة والمؤثرة في الأزمة السورية، والداعمة له، تعده طرفاً أساسياً في مسار جنيف التفاوضي.
ويأتي ذلك بعد اختتمت اجتماعات بروكسل وأصدر المشاركون فيها أمس بياناً أشاروا فيه إلى أن وثيقة خارطة الطريق تدعو إلى تنفيذ بيان جنيف 1 الموقع في الثلاثين من حزيران 2012، بكل بنوده، بدءاً بتشكيل «هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية»، أي إنها تتولى الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والقضائية بحسب وكالة «آكي» الايطالية.
وتضمن البيان كل النقاط التي توافق عليها المشاركون في لقاء بروكسل، والتي تتمحور حول «إدانة» ما سموه «عنف النظام وتنظيم داعش، وحزب اللـه، وكذلك تحميل المجتمع الدولي المتقاعس، جزءاً من مسؤولية ما وصلت إليه الأمور اليوم»، بحسب البيان.
ورأى المشاركون في اللقاء، أن «ما تم اليوم هو خطوة إضافية على طريق توحيد رؤى المعارضة السورية من أجل التسوية السياسية»، حيث توصل الطرفان إلى «خارطة طريق لإنقاذ سورية على أن يتم الموافقة عليها من قبل مرجعياتهما»، حسب ما جاء في البيان.
لكن مسألة الحديث عن المرجعيات تصطدم بالغموض واللغط القائمين بشأن موقف هيئة التنسيق مما حدث في بروكسل، والتي اعتبرت، في بيانات متعددة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن من حضر اللقاء من بين أعضائها يمثل نفسه فقط بحسب «آكي».
هذا الكلام اعترض عليه عضو الهيئة خلف الداهود، الذي أكد بحسب «آكي»، أنه وزميليه من أعضاء الوفد يمثلون الهيئة، و«ما تم تناقله مرفوض ومناف للمبادئ الأساسية لهيئة التنسيق ولنظامها»، وفق كلامه.
واعتبر الداهود أن لقاء بروكسل كان جيداً لأنه سمح بمزيد من التقارب بين الهيئة والائتلاف، قائلاً: «نحن وباعتراف الكثير من الأطراف نمثل أكبر جسمين للمعارضة السورية»، حسب رأيه.
وأكد على أن أي تقارب بين الهيئة والائتلاف سيساهم في استقطاب الأطراف المؤيدة لكل منهما، موضحاً أن الأمر لا يزال بحاجة إلى مزيد من العمل، «ولكننا نسير على الطريق الصحيح».
ويُنظر إلى الوثيقة التي أنتجها لقاء بروكسل، الذي استمر يومين، على أنها محاولة من كل الأطراف دولية كانت أم سورية، لحشد دعم متزايد ولم الشمل حول ما تم التوافق عليه في باريس والقاهرة بين الأطراف المعارضة، وفق مراقبين.
إلى ذلك حرص المشاركون في اللقاء، على توجيه مجموعة رسائل مفادها، أنهم يطالبون الدول الأوروبية بـ«ممارسة أكبر ضغط ممكن على إيران من أجل إقناعها بضرورة العمل لمصلحة العملية السياسية في سورية».
وتتضمن هذه الرسالة إقراراً بدور إيران في أي تسوية سياسية قادمة، وخاصة بعد تغير المناخ الدولي المحيط بطهران بفعل التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، وأن «المعارضة السورية تقرأ التغيرات السياسية»، حسب كلام رئيس الائتلاف السابق هادي البحرة.
والرسالة الثانية تتمحور حول تركيا، فالائتلاف بشكل خاص، يرى أن لتركيا رؤية متكاملة تجاه الإرهاب، وفق ما ذكرت وكالة «آكي».
ومن هنا وحسب كلام البحرة، فإن ما تقوم به تركيا الآن من ضرب مواقع تنظيم داعش داخل سورية، يندرج في إطار رؤيتها، وأن «هناك أطرافاً رأت الإرهاب بعين واحدة، وهذا لا ينطبق على الأتراك»، وفق كلامه.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد