افتتاح ملتقى الحضارات والرسالات بدمشق

14-01-2008

افتتاح ملتقى الحضارات والرسالات بدمشق

افتتح أمس الملتقى الفكري تعارف الحضارات والرسالات في ظل الاسرة الانسانية الواحدة الذي يقيمه معهد جمعية الفتح الاسلامي التابع لوزارة الاوقاف بالتعاون مع جامعة هارتفورد سيمنري الاميركية في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة بمشاركة علماء وباحثين ورجال دين من سورية والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسبانيا.

واكد الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف في الافتتاح ان الحوار قيمة من قيم الحضارة الاسلامية المستندة اساسا الى مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه السمحاء وهو موقف فكري وتعبير عن ابرز سمات الشخصية الاسلامية السوية وهو ينشد الحق والخير والعدل والتسامح وكل اشكال التفاهم البشري والحيلولة دون الفساد في الارض. 
 وقال: إن الحضارة الاسلامية قامت على اساس التفاعل الحضاري والحوار والانفتاح على الاخر حيث اخذت عن الحضارات السابقة واقتبست من ثقافات الامم والشعوب التي احتكت بها وصهرت كل ذلك في بوتقة الاسلام فكانت حضارة انسانية لها اثر كبير في نقل روح المدنية الى جميع الشعوب التي تفاعلت معها. ‏

واضاف وزير الاوقاف: إن الحوار مفهوم جديد نسبيا في الفكر الغربي السياسي والثقافي وقال: ان مفهوم الحوار تطور خلال العقدين الاخيرين من الالفية المنصرمة من الحوار بين الاديان الى الحوار بين الحضارات والثقافات مشيرا الى ما قابل ذلك من بيانات واعلانات عن الجانب الاسلامي حول الحوار الحضاري والثقافي على المستويين الرسمي والشعبي ومنها اعلان طهران حول الحوار بين الحضارات وبيان برلين عام 2000 حول الحوار والتعايش بين الحضارات وبيان الرباط عام 2001. ‏

وأشار الدكتور السيد الى القلق الذي يسود العالم نتيجة ما يجري على الساحة الدولية وسياسة الهيمنة الاميركية وتعاملها مع المجتمع الانساني وفقا لمصالحها ورؤيتها واهدافها ومحاولة الصاق تهمة الارهاب بالاخرين وما تبع ذلك من احداث دموية تمثلت في احتلال افغانستان والعراق وتنصل اسرائيل من قرارات مجلس الامن الدولي وامعانها في تكريس الاحتلال وسفك الدماء وانتهاك المقدسات في القدس الشريف. ‏

ومضى يقول: ان كل ذلك حدا بدعاة السلام والعدل في العالم واستشعارا لخطورة الوضع العالمي بأن يجدوا انه لا حل لكل بؤر التوتر في العالم بغير الحوار والتفاهم الذي ينسجم مع الروح الجديدة التي تسود العالم اليوم ومع مبادئ الشرعية الدولية القائمة على قرارات الامم المتحدة واسس القانون الدولي في احترام كامل للخصوصيات الدينية والثوابت الثقافية ومرتكزات الهوية القومية. ‏

واكد وزير الاوقاف ان سورية تنعم بوحدة وطنية راسخة يتجسد فيها الاخاء الديني بأبهى اشكاله من محبة وتسامح وتعاون وتحاور. ‏

بدوره اشار الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية الى ان الحضارة الانسانية واحدة ترفدها ثقافات متعددة لاسرة واحدة لا اختلاف بينها. ‏

ورفض حسون ما يدعى صراع الحضارات ومحاولات تفتيت الامم والحضارات الاخرى وقال: ان هذا ما يفعله من يدعون الحضارة الذين خربوا وسرقوا اثار العراق ودنسوا المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين وارتكبوا المجازر بحق شعبها. ‏

واضاف: ان الحضارة هي تكريم للانسان الذي جعله الله اقدس مخلوقاته وان جميع الشرفاء في العالم مدعوون الى العمل على بناء الحضارة الانسانية الواحدة والى التحلي بالقيم الانسانية والتآلف والحوار. ‏

وقال: من ارضنا انطلقت الرسالات السماوية ومنها انطلقت المسيحية الى العالم وهنا ما تزال سورية تعيش اسرة واحدة بجميع ابنائها في محبة واخاء ووئام. ‏

واشار الدكتور حسام الدين فرفور نائب رئيس جمعية الفتح الاسلامي والدكتور مصطفى البغا من علماء بلاد الشام في كلمتيهما الى ان التعارف اوسع من الحوار لانه يشمل التعاون بين ابناء الاسرة الانسانية الواحدة وهو يعني التالف لافتين الى ان مصطلح صدام الحضارات مصطلح مرفوض وبديله حوار الحضارات وتقاربها وتعاونها وتحالفها. ‏

وقال الأب فادي عبد الأحد ممثل غبطة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم في كلمته: ‏

ان سورية هي مهد الحضارة وتعيش وحدة وطنية رائدة ورائعة جعلت منها قدوة ورسالة لكل من يعرف ان الحرية تطلق طاقة الامة مؤكدا ان قوة سورية كانت دوما في وحدتها الوطنية واضاف0. ‏

هناك من يحاول تشويه صورة الاسلام وكذلك المسيحية وهم في ذات الوقت اعداء الاسلام والمسيحية لان الاديان لا تدعو الى الحروب والعنف بل الى المحبة والتعايش والخير فالاديان لا تتصارع بل المصالح المادية وحدها هي التي تتنازع. ‏

كما اكد الدكتور ابراهيم ابو ربيع رئيس مركز ماكدونالد للدراسات الاسلامية في جامعة هارتفورد سيمنري والدكتورة كولين كيس عميدة كلية جالية تونكسيس في الجامعة اهمية تبادل الزيارات والحوار والتعارف والاصغاء عن قرب بين المسلمين والغرب. ‏

واشارا الى ما يواجهه المسلمون في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة الاميركية حاليا نتيجة الجهل بالاخر وماتبثه بعض اجهزة الاعلام الغربي من امور سلبية عن المسلمين وما يتطلبه ذلك من عمل جماعي لمحاولة فهم الاخر والتعرف على الوجه الحقيقي للآخرين. ‏

ويناقش الملتقى الذي يستمر يومين عددا من المحاور منها العيش الاسلامي المسيحي المشترك والوحدة الوطنية سورية نموذجا وصورة العرب والمسلمين في الاعلام الغربي وصورة الغرب في الاعلام العربي والاسلامي واثر ذلك في السلام العالمي والتعارف سبيلا الى الحوار والتعاون والتآلف بين ابناء الاسرة الانسانية الواحدة ووحدة الاسرة الانسانية ومدلول التعارف في القرآن الكريم وكرامة الانسان وحقوقه في الشرائع السماوية مقارنة بحقوق الانسان في القوانين الدولية. ‏

كما ستعقد اليوم حلقة نقاشية باللغة الانكليزية حوار مفتوح حول الملتقى في مقر قسم الدراسات العليا بالمعهد في جامع الصحابي ضرار بن الازور في باب شرقي. ‏

وحضر الافتتاح حشد من الفعاليات الثقافية والعلمية والدينية الاسلامية والمسيحية وعدد من اعضاء مجلس الشعب ومن ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق. ‏

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...