الأسـد: لا شـريك إسـرائيلياً للسـلام
أعلن الرئيس بشار الأسد، في يريفان أمس، أن دمشق لا ترى شريكاً إسرائيلياً في عملية السلام، معتبرا أن هذا لا يلغي الحاجة إلى العمل باستمرار من أجله. وشدد على أن سوريا مرتاحة للتقدم في العلاقة بين تركيا وأرمينيا، مبدياً استعداد دمشق للمساهمة في دعم هذا التقدم، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الممكنة في الخلاف القائم بين أرمينيا وأذربيجان التي يزورها الرئيس السوري في تموز المقبل.
ويفتتح الأسد ونظيره الأرمني سيرج سركيسيان اليوم منتدى رجال الأعمال بين البلدين. ويرافقه، في زيارته إلى يريفان التي تستمر يومين، عقيلته أسماء ووزير الخارجية وليد المعلم ومعاونه عبد الفتاح عمورة والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ووزير الاقتصاد والتجارة عامر حسني لطفي.
ووصف الأسد، خلال مؤتمر صحافي مع سركيسيان، عملية السلام «بالمشلولة والمتوقفة»، موضحاً «انه لا يوجد الآن شريك إسرائيلي ليكون موجوداً على طاولة السلام، ولا نرى هذا الشريك في المستقبل القريب»، و«لكن هذا لا يعني أن نتوقف عن الحديث أو العمل من أجل السلام، وبالتالي حين يكون هذا الشـــــريك متوفراً وجاهزاً تكون خطط السلام جاهزة للتنفيذ مباشرة ونختصر الزمن».
وتطرق الأسد، في معرض حديثه عن السلام، إلى معاناة الشعب الفلسطيني الإنسانية «التي تؤدي لموت الصغار والكبار في غزة بشكل يومي».
وبعد أن رحب الأسد بالتقدم الذي طرأ على العلاقات التركية الأرمينية، أبدى الرئيس السوري استعداده لتقديم المساعدة بين البلدين. وقال «عبرنا عن ارتياحنا الكبير في سوريا للخطوات التي تمت بشأن العلاقات التركية السورية الأرمنية، وعبرت للرئيس سركيسيان عن رغبتنا في العمل لدفع هذه العلاقات إلى الأمام، وذلك انطــــلاقاً من العلاقة القوية التي تربط سوريا بأرميـــنيا من جهة وتركيا من جهة أخرى».
كما دعا الأسد أرمينيا وأذربيجان لحل مشكلتهما التاريخية حول إقليم ناغورني قره باغ، طارحاً تقديم سوريا مساعدة الطرفين استباقاً لزيارته المقررة إلى باكو الشهر المقبل. وقال «استمعت من سركيسيان لوجهة نظره ورؤيته بالنسبة لموضوع قره باغ. وهذا الموضوع الشائك نتمنى أن لا يصبح مشكلة مزمنة، لأن المشاكل المزمنة، كما تعلمنا في الشرق الأوسط، تصبح أكثر تعقيداً، واستعصاء على الحل.
وأردت أن ألــــفت نظره قبل زيارتي الأولى التي ستتم لأذربيجان في القريب العــــاجل لكي نرى كيف يمكن أن نــــساعد في حل هـذه المشكلة إذا كان هنالك من إمكانية لتقديم المساعدة».
أما بالنسبة للعلاقات الثنائية، فأشار الأسد وسركيسيان إلى العلاقة التاريخية التي تجمع دمشق ويريفان، ولا سيما عبر التجانس بين الجالية الأرمنية الكبيرة في سوريا والشعب الأرمني.
وقال الأسد إن زيارته لأرمينيا، وهي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال عام 1991، تقاس «بجانبها التاريخي والشعبي والثقافي والعاطفي. الشعبان مرّا بمراحل تاريخية صعبة في القرون الماضية، أدت لأن يكون هناك التقاء بينهما يتجسد في سوريين من أصل ارمني يعيشون في سوريا كمواطنين سوريين بامتياز».
وأشار الأسد، الذي التقى رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) هوفيك ابراهميان، إلى اندماج هؤلاء بثقافات سوريا وعاداتها وحفاظهم في الوقت ذاته على ثقافتهم الخاصة، معتبراً أنهم «خلقوا نموذجاً خاصاً للتمازج بين الثقافات في العالم، وأضافوا للتنوع الثقافي الموجود في سوريا، الغني أصلا».
من جهته، عبر سركيسيان عن ارتياحه «للتفاهم التام بين الجانبين حول القضايا التي تمت مناقشتها»، واصفاً الزيارة «بالتاريخية».
ووقع الجانبان اتفاقيتين للتعاون في مجال حماية الاستثمارات وتشجيعها وحماية البيئة، كما وقـــــعت مذكرتا تفاهم بين وسائل إعلام حكومية أرمينية وسورية والمكتبتين الوطنيتين.
والتقى الأسد رئيس الحكومة الأرمينية تيغران سرغسيان «حيث تم التأكيد على الإرادة المشتركة لدى الجانبين بتطوير هذه العلاقات وصولاً إلى جعلها الحلقة الرئيسية التي تربط بين منطقتي الشرق الأوسط وجنوب القوقاز».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد