الحياة النفسية والعضوية.. عالمان مختلفان
ان تطور الدراسات الطبية، والفزيولوجية، والكيميائية، والنفسية دفع الأطباء وعلماء النفس في الآونة الأخيرة الى الاهتمام بالقدرات النفسية الكامنة لدى الانسان وبامكانية هذه القدرات احداث الأمراض النفسية وبالتالي التسبب في الاضطرابات العضوية والتي تعود الى عوامل نفسية بارزة، تسمى بالاضطرابات السيكوسوماتية أو "النفسية-الجسدية". وتعتبر أكثر خطورة وانتشارا في وقتنا الحاضر بالمقارنة بباقي الأمراض الجسمية المعروفة.
فبالرغم من الترف المادي، والتقدم الطبي في النواحي العلاجية الا ان هذا النوع من الأمراض في تزايد مستمر ولعل السبب المباشر في ذلك الظروف البيئية القاسية المحيطة بالفرد وتفاقم صعوبات الحياة وتعقدها وزيادة الأعباء وكثرة المشاكل. ومعاناة الانسان للصراع والقهر، والاحباط والقلق، والتوترات، والحرمان. وهذه الظروف الحياتية الصعبة يترتب عنها ضغوط انفعالية شديدة قد لا يقوى الفرد على تحملها، مما يؤثر تأثيرا سلبيا على وظائف الجهاز العصبي الذي يشرف بدوره على وظائف أعضاء الجسم.
وفي الحالات العادية يتلقى الجهاز العصبي هذه الضغوط على شكل احاسيس ومشاعر، وتتحول الى افكار تهدف الى تخفيف هذه الضغوط واخراج هذه الانفعالات في صورة حركية او لفظية، مما يساعد على تحقيق التوافق والتوازن العضوي والنفسي.
اما في الحالات الانفعالية الشديدةوالمتكررة كما في حالات القهر، والقلق والاحباط ، وكبح الانفعالات وعدم التعبير عنها، يفقد توازنه النفسي والفكري، فيؤثر ذلك على الوظائف العضوية التي يتعطل آداؤها.
ولهذا فإن التقدم الطبي وجد ان الضغوط النفسية المتراكمة، والتوترات، وحالات القلق والخوف تلعب دور المناشير او المقصات في أعصابنا، وفي أجهزتنا العضوية
فقد ثبت علميا ان هذه الانفعالات تؤدي وبكل سهولة الى اضطرابات وظيفية عضوية مثل ضغط الدم الجوهري، وقرح المعدة، والربو، والصداع النصفي، والبول والسكري، والطفح الجلدي، العقم .. الى غير ذلك حتى ان الدراسات المتقدمة حول السرطان تشير الى دور العامل النفسي في تقدم المرض .
العلاقة المتبادلة بين النفس والجسد كانت دائما محط افكار الفلاسفة والاطباء والعالم ابو علي بن سينا الذي يعتبر بعد افلاطون أول من نقل وحدة النفس والجسد الى الميدان العملي أو التطبيقي.
وهناك الكثير من العلماء والاطباء الذين ساهموا في اثبات هذه العلاقة ودرجة تأثير مشاكل النفس بالجسد وتحولها الى أمراض جسدية.
يقول هنري مودزلي " ان النفس او العقل لا تؤثر في الجسم فحسب، وانما تتدخل في تكوينه البنيوي.
ويؤكد "ايوجين بلولير"الطبيب النفسي السويسري على أنه كثيرا ما نتكلم عن ما هو جسدي.. أو ما هو نفسي ولكن الأحرى ان نتحرى ما هو نفسي في ذلك الجانب الجسدي.. كما علينا ان نتحرى عما هو جسدي في ذلك الجانب النفسي.
فالحروب مثلا تسبب أمراض انفصام الشخصية لدى الأطفال الذين عاصروها، وفقدان الآباء في حروب معينة تسبب الكآبة والخوف من الزي العسكري والظلام لدى أولادهم، نعم لأن الحالة النفسية أشد وطأة وأخطر من الأمراض البيولوجية التي تصيب الإنسان.
انفصام الشخصية والتوتر
قال باحثون امريكيون ان الحوامل اللائي عشن في فترات حروب عرضة اكثر من غيرهن لولادة اطفال يعانين من انفصام الشخصية.
واكتشف الباحثون ان الرضع الذين ولدوا لامهات كن حوامل في الشهر الثاني خلال ذروة حرب الايام الستة بين العرب واسرائيل عام 1967 كانوا اكثر عرضة بدرجة كبيرة للتشخيص بالاصابة بانفصام الشخصية عند البلوغ.
وقال الدكتور دولوريس مالاسبينا الاستاذ بكلية الطب في جامعة نيويورك الذي قاد فريق الباحثين ان نماذج مشابهة يرجح انها بين العديد من السيدات اللائي يعانين من التوتر.
وقال في بيان: ان التوترات موضع البحث هي تلك التي يمكن ان يمر بها "المرء" في كوارث طبيعية مثل الزلازل والاعاصير والهجمات الارهابية.
وفي دراستهم التي نشرت بدورية بيومد سنترال بي ام سي BioMed Central BMC للطب النفسي قال الباحثون انهم درسوا معلومات تخص 88829 شخصا ولدوا في القدس خلال الفترة بين عامي 1964 و1976.
وقال الباحثون ان بيانات لم تخضع للتحليل اظهرت زيادة الي المثلين او ثلاث امثال في معدلات انفصام الشخصية بين الذين ولدوا في يناير كانون الثاني 1968 اي كانت امهاتهم في الشهر الثاني من الحمل في يونيو حزيران 1967.
وقالت دراسة إن أبناء ضحايا الغزو العراقي للكويت، يتسمون بدرجة أعلى من أقرانهم بالخوف من الظلام والتحدث عن الموت كما يخشون الزي العسكري ومشهد الدماء.
وكشفت الدراسة التي أعدتها الدكتورة نبيلة شهاب النقاب عن وجود اختلافات في الاضطرابات السلوكية لأبناء الضحايا مقارنة بغيرهم من الأطفال، كما أشارت إلى تعرض الأطفال الذين كانوا داخل الكويت أثناء فترة الاحتلال إلى اضطرابات سلوكية أكثر من غيرهم.
واستهدفت الدراسة التي استندت إلى عينة من 212 طفلا ومراهقا تتراوح أعمارهم ما بين ست سنوات و14 سنة معرفة آثار الغزو في سلوكيات أبناء ضحايا الغزو.
ووفقا للدراسة، فإن نتائج ردود أفعال هؤلاء الأطفال تبين أن خوفهم من الظلام مرتبط بالخوف من المجهول والغدر، في حين أن خوفهم من الابتعاد عن الأم ومن التحدث عن الموت ليس سوى رد فعل لانعدام عنصر الأمن بسبب فقدان الأب.
أما البكاء فقد عزت الدراسة أسبابه إلى سوء الحالة الانفعالية والمزاجية بعد صدمات قد تصل إلى درجة عدم الشعور بالسعادة في حين تنشأ العدوانية جراء انفعال الغضب والشعور بمحدودية قدرتهم على إنقاذ الأب.
وسلطت الدراسة أيضا الضوء على حالات تقيؤ الطعام لدى هؤلاء الأطفال والتي قالت إنها من الأمراض السيكوسوماتية "الامراض النفسية الجسمية" الناشئة من الضغوط النفسية الشديدة والتي تفضي إلى الشعور بالخوف والغضب والحزن والألم والاضطهاد.
الكسل وعلاقته بالوراثة والجينات
أشارت دراسة أولية هامة، أجريت على مجموعة من حيوانات المختبر، أن الكسل الذي يعانيه البعض قد يكون بتأثير جيني خارج عن إرادتهم، مؤكدين أن اختباراتهم كشفت وجود مجموعة من العوامل الوراثية التي تحدد مستوى نشاط المخلوقات.
وقال الدكتور تيموثي لايتفوت، الذي ترأس فريقاً علمياً عمل على هذه الدراسة في جامعة شمال كاليفورنيا، إن أبحاثه أثبتت وجود 20 موروث جيني يعمل بشكل متناغم في هذا الإطار، مؤكداً أن الاختبارات التي اقتصرت حتى الآن على مجموعة من الفئران ستنتقل قريباً لبحث احتمال وجود الظاهرة عينها لدى البشر.
ويشير العالم الأمريكي إلى أن مجموعة الفئران التي أجريت الاختبارات عليها خضعت لتأصيل جيني بناء على سرعة ونشاط أسلافها قبل الاختبار.
ويتوقع لايتفوت أن يكون لجينات الفئران نظائر لدى البشر، ويقول في هذا الإطار: لقد وضعنا خريطة جينية شبه مكتملة للنقاط التي تتصل بالنشاط الجسماني، تمهيداً لتطبيقها على الإنسان، وذلك وفق ما نقلته مجلة تايم عن دورية جورنال أوف هيريدتي العلمية.
وأضاف: في الماضي، كنا نقول إن النشاط مسألة مرتبطة بالإرادة، لكن يمكننا اليوم أن نشير إلى وجود عوامل جينية مسؤولة أيضاً.
وكشف لايتفوت، أنه اهتم بدراسة احتمال وجود عوامل جينية مسؤولة عن نشاط أو كسل المرء منذ سنوات، وذلك بعدما شغله سؤال بديهي، يتعلق بالسر الذي يدفع بعض الناس لتجاهل القيام بالتمارين الرياضية رغم إدراكهم لأهميتها.
وعمد العالم الأمريكي بادئ الأمر إلى تأصيل سلالتين من الفئران، إحداها نشطة، والأخرى تعاني الخمول، وجرى بعد ذلك تزويج مختلط للجيل الثاني من السلالتين النقيتين، نتج عنه 310 فئران، وضُعت في أقفاص مستقلة ضمن نفس الظروف.
وجرى قياس السرعة والمسافة التي يقطعها كل فأر يومياً، وبعد ثلاثة أسابيع، فُرزت الفئران وفق هذه المعطيات لتحديد الفئة الجينية التي تنتمي إليها.
وتشير الأرقام إلى أن الفئران النشيطة قطعت ما بين ثمانية إلى 12.8 كيلومتر يومياً على العجلة الموجودة في أقفاصها، بما يعادل لدى البشر الجري لمسافة 64 إلى 80 كيلومتراً، أما الفئران الكسولة، فلم تتجاوز أكثر من 500 متر يومياً، بل وحوّل بعضها عجلة الجري إلى سرير أو حمام.
وبعد البحث، وجد العلماء الجينات التي حددوها على أنها مسؤولة عن الحركة موجودة لدى 75 في المائة من الفئران النشيطة، غير أنهم أقروا بأن مستوى نشاط الحيوانات، رغم ما أظهرته الدراسة، لا يعود بالكامل إلى الجينات، غير أنها بالتأكيد مسؤولة عن 50 في المائة منها.
ورغم أن لايتفوت وفريقه تمكنوا من اكتشاف الطابع المتناغم لعمل هذه الجينات، غير أنهم لم يعرفوا آلية تحركها بعد، ويطرح لايتفوت هنا خياراً من اثنين، يقوم الأول على أن العوامل الوراثية تؤثر على عمل العضلات بشكل يجعلها تستخدم الطاقة بشكل أكبر وأكثر فعالية، وإن كانت الفحوصات التي جرت على أنسجة الفئران لم تثبت ذلك. أما الثاني فيقوم على فرضية أن النشاط يتأثر بعمل كيمياء الدماغ الذي يتشكل بناء على التركيب الجيني، وتكون الحركة بذلك خاضعة لذات الشروط التي تخضع لها حاجات الجسم وطبائعه، مثل الجوع والإدمان والمزاج.
الايذاء الجسدي وجرح المشاعر
ذكر باحثون ان مقولة: إن العصا والحجارة يمكن أن تكسر العظام في حين أن الكلمات لا تؤذي. غير صادقة.
فقد توصل باحثون نفسيون إلى أن الذكريات المؤلمة المرتبطة بالتجارب العاطفية أكثر إيلاما من تلك المتعلقة بالألم البدني.
وتم نشر الدراسة في صحيفة "جورنال سايكولوجيكال ساينس". وقال الباحثون في هذه الدراسة ان التغيرات التي تطرأ على المخ وتسمح لنا بالعمل في إطار جماعي أو مجتمعي يمكن أن تكون المفتاح لفهم هذا الأمر.
وطلب في هذه الدراسة من عينة البحث، وهم متطوعون جميعهم من الطلاب، أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة البدنية والعاطفية ثم يجرى لهم اختبار ذهني صعب بعد كتابة تلك التجارب بوقت قصير.
والمبدأ الأساسي الذي اعتمدت عليه الدراسة انه كلما كانت التجربة التي تذكرها الطالب أكثر إيلاما كلما كان أداؤه في الاختبار أسوأ. وكانت النتائج أفضل لدى تذكر تجارب الألم البدني عن الألم العاطفي.
وقال الباحث شينسينج زين من جامعة بوردو في ولاية إنديانا الأمريكية إنه من الصعب إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالألم العاطفي والاجتماعي.
وأضاف قائلا: إن هناك جانبا في المخ قد يكون مسؤولا عن ذلك هو القشرة المخية التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والادراك واللغة.
وتابع قائلا: إن هذا الجزء من المخ يحسن قدرة الانسان على التكيف مع الجماعات والثقافات كما انه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له علاقة بالجماعة.
وقال مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا انه من المرجح ان تكون عدة أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى.
واظهر بحث من اليابان ان الذين يعتقدون أن الحياة لا تستحق ان تعاش هم أكثر عرضة للموت خلال الاعوام القليلة القادمة.
والاحتمال المتزايد للموت مرده الى امراض القلب والاوعية الدموية والاسباب الخارجية واكثرها شيوعا الانتحار.
وقال الدكتور توشيماسا سوني وزملاؤه من كلية الطب في جامعة توهوكو في سيدناي ان البحث هو الاكبر من نوعه حتى اليوم الذي يحقق في كيفية تأثير البهجة والشعور بالرغبة في الحياة على احتمالات الموت وهو البحث الثاني فقط الذي يبحث الموت نتيجة اسباب معينة.
ودرس الباحثون 43 الفا و391 رجلا وامرأة تتراوح اعمارهم بين 40 الى 79 عاما يعيشون في اقليم اوساكي وتمت متابعتهم لمدة سبع سنوات توفي خلالها 3 الاف و48 شخصا منهم.
ووجه سؤال اليهم جميعا: هل تشعر بالبهجة في حياتك.. فاجاب 59 في المئة بنعم و36.4 في المئة قالوا لا ندري و4.6 في المئة قالوا لا.
وهؤلاء الذين لم يكن لديهم احساس بالبهجة لم يكونوا في الاغلب متزوجين او لديهم عمل وكانوا اقل تعليما ويعانون من احوال صحية اسوأ واكثر اضطرابا على المستوى العقلي واكثر شعورا بآلام الجسد. وكانوا على الارجح ذوي انشطة بدنية محدودة.
وبشكل عام فان الاشخاص الذين ليس لديهم شعور بالبهجة كانوا اكثر عرضة بنسبة 50 في المئة للموت نتيجة اي سبب خلال فترة المتابعة مقارنة مع هؤلاء الذين لديهم شعور بان الحياة تستحق ان تعاش. هؤلاء كان لديهم خطر اكبر بنسبة 60 في المئة للموت نتيجة امراض القلب والاوعية الدموية وابرزها الجلطة الشائعة وخطر اكبر بنسبة 90 في المئة للموت نتيجة اسباب خارجية.
ومن بين 186 حالة وفاة نتيجة اسباب خارجية من بين المشاركين في الدراسة الذين توفوا كانت هناك 90 حالة انتحار.
وكشفت دراسات علمية حديثة أن التوتر والإجهاد المزمن في موقع العمل بالإضافة إلى سوء العلاقات، يعرض الأفراد لمخاطر كبيرة بالإصابة بأمراض قلبية.
ورغم أن دراسات سابقة أشارت إلى أن التوتر والمفاجآت المحزنة تتسبب بنوبات قلبية وغيرها من أمراض القلب، إلا أن الدراسات الأخيرة التي نشرت في مجلات علمية متخصصة ربطت بين أمراض القلب القاتلة والتوتر.
وفي إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة "جورنال أوف ذي أمريكان ميديكال أسوسيشن" قال باحثون من كيبيك بكندا إن الأفراد الذين ينجون من نوبة قلبية لأول مرة ويعودون إلى بيئة عمل متوترة ومجهدة معرضين بنسبة الضعفين لنوبة قلبية ثانية مقارنة مع نظرائهم الذين يتواجدون في بيئة عمل خالية من أي توتر وإجهاد، وفق مجلة تايم.
وفي دراسة مماثلة نشرت في مجلة "أركايفز أوف إنترنال ميديسين" أشار باحثون من جامعة لندن إلى أن الموظفين البريطانيين في الحقل العام الذين يعيشون علاقة مضطربة معرضين بنسبة 34 في المائة للإصابة بمرض بالقلب مقارنة مع نظرائهم الذين يعيشون حياة طبيعية.
ويرى الباحثون أن العواطف والمشاعر المرتبطة بزواج مضطرب على سبيل المثال، تلعب دوراً مدمراً في وظائف الجسم وأنسجته ما يجعل هذه الفئة من الناس عرضة للمرض أكثر من غيرها.
نتيجة لهذه الدراسات يطالب الباحثون الأطباء المختصين، بإجراء فحص للتوتر والإجهاد ضمن الفحوص الروتينية للمرضى الذين لديهم تاريخ بأمراض القلب ولأولئك المعرضين لأمراض قلبية.
الصداع المزمن
تشير نتائج دراسة الى ان التغييرات الكبيرة في الحياة قد تلعب دورا في نحو ربع حالات الاصابة المزمنة بالصداع اليومي والتي تظهر بين الرجال والنساء البالغين الذين لا يشكون فيما عدا ذلك من امراض اخرى.
وقالت الدكتورة ان اي. شير من جامعة يونيفورميد سيرفيسيز في ماريلاند ان: الاحداث الرئيسية في الحياة قد تعجل او تتزامن مع تطور الصداع اليومي المزمن.
وقيمت شير وزملاء لها تقارير عن تغييرات رئيسية في الحياة بين 206 رجال ونساء انطبقت عليهم معايير الصداع اليومي المزمن " وهي الاصابة بالصداع 180 يوما او اكثر في السنة".
وقيم الفريق تقارير مماثلة من 507 رجال ونساء كانوا مصابين بصداع عرضي، اي مابين يومين و104 ايام من الصداع سنويا.
وقيم المحققون التغييرات في العمل والوضع الاجتماعي ووضع الاولاد او محل الاقامة بالاضافة الى حالات الوفاة في العائلة او الاصدقاء المقربين. وقد استعلموا ايضا عن الاوضاع المؤلمة للغاية التي يحددها الشخص مثل المشكلات المالية او مرض شخصي مستمر او مرض احد افراد العائلة او علاقة مؤذية مستمرة.
وقال الباحثون في صحيفة سيفالالجيا الطبية انه بالمقارنة مع الرجال والنساء المصابين بصداع عرضي زاد احتمال ان يكون الرجال والنساء المصابون بصداع يومي مزمن قد واجهوا احداثا كبيرة في الحياة خلال فترة العامين السابقين لبدء حالة الصداع لديهم.
الاكتئاب الهوسي
اظهرت دراسة سويدية ان الاشخاص الذي يولدون لاب مسن يواجهون احتمالا اكبر بالاصابة بمرض الاكتئاب الهوسي من الاخرين.
وقالت ايما فرانز الباحثة في مركز كارولينسكا للابحاث في معهد ستوكهولم: الاطفال الذين يبلغ والدهم 55 عاما او اكثر "لدى الحمل" لديهم احتمال باكثر من 37% للاصابة "بمرض الاكتئاب الهوسي" مقارنة باطفال من اباء في العشرينات من العمر.
ويعاني المصابون بهذا المرض من اضطرابات في السلوك مع تقلبات متواصلة في الوضع النفسي يتراوح بين حالة من الهوس الحماسي المفرط والاكتئاب العميق.
ومن الصعب تفسير الآلية التي تجعل تقدم الأب في السن يتسبب باضطرابات نفسية لدى الطفل على ما اوضحت العالمة التي اجرت الدراسة مع باحثين آخرين على اكثر من 13 الف شخص مصابين بهذا المرض.
واوضحت ان التفسير جيني. وقالت: خلافا للنساء فان انقسام الخلايا الجنسية لدى الرجال يتواصل مدى الحياة الامر الذي يزيد من احتمال حصول تبدلات جينية مع مر السنين.
وكان ثبت ان تقدم الاب في السن هو من العوامل المسببة للاصابة باضطرابات نفسية مثل انفصام الشخصية والتوحد. ويصيب مرض الاكتئاب الهوسي 1% من الشعب السويدي بحسب الدراسة.
حالات الاكتئاب بعد الانجاب
أفاد باحثون بأن ثلاثة أسئلة بسيطة قد تستغرق أقل من دقيقة للاجابة عليها يمكنها المساعدة في تحديد النساء اللاتي يعانين من اكتئاب بعد الانجاب.
وقالت الدكتورة كارولاين كبير وزملاؤها في مركز العلوم الصحية بجامعة كولورادو إن الاجابة على تلك الاسئلة تمكن أطباء الاطفال من تحديد هؤلاء النساء سريعا حين يأتين في زيارات روتينية للحصول على الرعاية الطبية لاطفالهن.
وأول هذه الاسئلة التي تتعلق جميعها بالقلق هو: لمت نفسك بلا داع عندما سارت الامور بشكل خاطىء. وتكون الاجابة عليه اما: نعم في معظم الوقت. أو نعم لبعض الوقت، أو ليس في كثير من الاحيان، أو لا على الاطلاق.
أما السؤال الثاني فيقول: كنت قلقة أو مضطربة بدون سبب وجيه. وتكون الاجابه عليه اما: لا على الاطلاق، أو قلما يحدث، أو نعم احيانا، أو نعم في كثير من الاحيان.
ويقول السؤال الثالث والاخير: شعرت بالفزع أو الذعر بلا سبب وجيه للغاية، وتكون اجابته اما نعم قليلا، أو نعم احيانا، أو لا ليس كثيرا، أو لا على الاطلاق.
وقال فريق جامعة كولورادو في تقرير نشر بمجلة "PEDIATRICS" أو "طب الاطفال" إن اختبارا شمل 199 امرأة وجد أن الاسئلة الثلاثة ساعدت بصورة صحيحة في تحديد اللاتي تعانين من المشكلة بفاعلية تماثل اختبارا يحتوي على عشرة أسئلة.
وكتب الباحثون يقولون: نتائج هذه الدراسة تضيف معلومات جديدة هامة إلى المناقشات بشأن كيفية مراقبة الاكتئاب لدى الامهات.
وأضافوا: اكتشافاتنا تقترح بقوة أنه يجب على مقدمي الرعاية الصحية الذين لا يملكون الوقت لاجراء "الاختبار" الكامل أن ينظروا في دمج "الاسئلة الثلاثة" في زيارات الرعاية الصحية للامهات الحديثات.
يمينة حمدي
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد