الرئيس الأسد يطالب دي ميستورا بالتركيز على مكافحة الإرهاب
كررت دمشق، أمس، مطالبتها الأمم المتحدة الاعتراف «بما تواجهه سوريا من إرهاب» كمقدمة لأية حلول سياسية يتم العمل عليها.
وطالب الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في دمشق، بضرورة «اتخاذ موقف واضح وجريء ضد كل من يمول ويسلح ويسهل حركة الإرهابيين».
وجاءت زيارة دي ميستورا على وقع صواريخ «كاتيوشا» تساقطت على دمشق، وخلفت قتيلاً وعشرات الجرحى، كما حصلت عشية هجوم شرس للمسلحين بالقذائف على أحياء حكومية في حلب، وبعد أيام على مجزرة ارتكبتها «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة في بلاد الشام»، بحق عشرات المواطنين الدروز في ريف إدلب.
وتضمن بيان الرئاسة السورية، تصريحاً مسهباً حول «ممارسات الإرهابيين وحلفائهم»، وذلك رداً كما يبدو أيضاً على تصريحات فريق المبعوث الأممي قبل يومين، عن ضرورة قيام الجانب الحكومي بوقف «قصف المدنيين في حلب بالبراميل المتفجرة».
وقال الأسد، خلال اللقاء مع دي ميستورا، إن «الخطر الأساسي الذي يهدد سوريا والسوريين هو الإرهاب المجرم الذي يتم تمويله وتسليحه وتمريره من قبل دول باتت معروفة، والأهم اليوم هو استعادة الأمن والأمان إلى سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها».
وتتهم سوريا كلاً من قطر وتركيا والسعودية بتمويل وتجهيز المجموعات المسلحة، ولا سيما التكفيرية منها، وفي مقدمتها «جبهة النصرة».
وجاء كلام الرئيس السوري على خلفية «نقاش حول المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون أمس (الأول) في مدينة حلب بحق المدنيين والأطفال الأبرياء». ودان دي ميستورا، عبر المتحدثة باسمه جيسي شاهين، «الهجوم العشوائي على المدنيين في حلب». وشدد على أن «الشعب السوري تعب من استهدافه عشوائياً في هذا الصراع الوحشي وهو يستحقّ الحماية»، مذكرا «بوجوب تطبيق القانون الدولي الإنساني في جميع الظروف ومن دون تمييز».
واعتبر الأسد أن «التزام الصمت حيال الجرائم التي يقوم بها الإرهابيون من شأنه أن يشجعهم على الاستمرار في إرهابهم، وأنه لا بد للعالم برمته من أن يعي الخطر الذي يشكله هذا الإرهاب على أمنه واستقراره، وأن يتخذ موقفاً واضحاً وجريئاً ضد كل من يمول ويسلح ويسهل حركة الإرهابيين، وضد كل من يتجاهل الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب في منطقتنا». بدوره، شرح دي ميستورا بأن الهدف من زيارته «هو إطلاع الرئيس الأسد على نتائج مشاوراته في جنيف مع سوريين يمثلون أطيافاً مختلفة من المجتمع السوري، ومناقشة الخطوات التالية من أجل التوصل إلى استكمال تقريره حول سوريا، الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن أواخر تموز المقبل».
واتفق الأسد ودي ميستورا، وفقاً لبيان رئاسي سوري، «على متابعة التشاور من أجل إيجاد حل سياسي ناجع للأزمة في سوريا، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد».
وطالب الجانب السوري دي ميستورا أمس «بمراعاة نتائج مؤتمري موسكو للحوار بين الحكومة وأطياف من المعارضة» في أية تحضيرات تجري لمؤتمر «جنيف 3». ومعلوم أن الجانب السوري طلب من موسكو تنظيم اجتماع ثالث في موسكو لهذا الغرض، على أن يبذل الروس جهوداً لتوسيع المشاركات فيه، وأن يقدم السوريون «مرونة أكبر في الحوار السياسي».
وقال مسؤول سوري، إنه «من الصعب الحديث عن اختراق ما لم يحصل تقدم في موضوع مكافحة الإرهاب، والذي يتم التغاضي عنه بوضوح من قبل المعنيين بالحرب السورية».
وقالت مصادر ديبلوماسية متابعة لمشاورات دي ميستورا في الأسابيع الماضية إن «تكرار مختلف الأطراف لمواقفها التقليدية، يوحي بأن لا شيء جديداً لدى الفريق الدولي بخصوص سوريا».
وكان دي ميستورا قد طلب زيارة دمشق منذ عدة أسابيع، بعدما أبلغت سوريا المبعوث الأممي أن أية «مشاورات سياسية على مستوى رفيع لا يمكن أن تحصل سوى في دمشق».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد