السعودية تجيّر مليارات لبنان.. إلى السودان
من دون سابق إنذار، قرّرت السعوديّة تجيير الهبة التي كانت مقرّرة للجيش وقوى الأمن في لبنان، لحساب السودان، مع زيادة مليار دولار، لتصبح خمسة مليارات يستحّقها الحليف الطارئ و «غير المكلف»!
يوم الإثنين الماضي، حطّت طائرة وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير في مطار الخرطوم في زيارة لم يعلن عنها.
أجرى الوزير السعودي مباحثات «مهمّة» مع الرئيس السوداني عمر البشير، من دون الإفصاح عن تفاصيلها.
وأمس، نشر معهد «ستراتفور» الاستخباري الأميركي تقريراً بعنوان «للصداقة السعودية ثمنها»، أشار فيه إلى أنه علاوة على استعراض الأوضاع في اليمن وسوريا والصومال وفلسطين وليبيا، فإنّ المحادثات بين الجبير والبشير انتهت بهديّة سخيّة قدّمتها المملكة النفطية إلى السودان بقيمة خمسة مليارات دولار، وذلك بعد سحبها من لبنان بسبب مواقفه «المناهضة» للسعوديّة.
قبل ذلك، نقلت وسائل إعلام سودانيّة عن مصادر حكوميّة قولها، إنَّ الهدف من زيارة الجبير كانت إبلاغ القيادة السودانيّة بهبة المليارات الخمسة.
وبحسب «ستراتفور»، فإنّ السعوديّة اكتشفت أن بعض الدول تكلّف أقل من غيرها، في وقتٍ تسعى المملكة النفطية إلى الحفاظ على حلفاء بنفقات محمولة، ويبدو أنَّ لبنان بات خارج هذه المعادلة.
وبحسب التقرير، فإنَّ ما يقلق السعوديين، هو واقع أنَّ «حزب الله» بات قوياً جداً، وهو ما دفعها إلى إقرار الهبة السخية في العام 2014، ولكن بشرط واحد، أن يتمّ توزيعها من قبل «سياسيّين سُنّة»، بطريقة يجري من خلالها «احتواء حزب الله».
ويبدو أنَّ السعودية أدركت أن كلّ أموالها لن تكفي لإضعاف «حزب الله» وبناء تحالفات في بلدٍ متصدّع وضعيف إلى هذا الحدّ، وفق تقرير «ستراتفور».
وفي المقابل، يبدو السودان في وضع أفضل للرضوخ لإرادة السعودية، بعدما عملت الرياض والخرطوم على تعزيز علاقاتهما خلال السنوات الماضية، من خلال ضغوط سعوديّة مصريّة إسرائيلية لتقليل اعتماد السودان على المساعدات الإيرانيّة.
وفي آب العام 2013، منعت السعوديّة طائرة كانت تقلّ البشير من عبور أجوائها في طريقه إلى طهران، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس حسن روحاني. هذه الحادثة عبّرت بوضوح عن تردّي العلاقات بين الخرطوم والرياض من جهة، والتقارب الكبير الذي جمع السودان وإيران من جهة أخرى. لكنّ نقطة التحول حدثت عندما قرّر السودان، في العام 2014، طرد الملحق الثقافي الإيراني، مُصدِراً تعليمات بإغلاق المراكز الثقافيّة الإيرانيّة، بحجّة «نشر التشيّع بين مواطنيه». وأعقب ذلك، مشاركة السودان في «التحالف» الذي تقوده السعوديّة ضدّ اليمن، فضلاً عن نشرها نحو ألف جندي على الأراضي اليمنية، قالت إنّهم جزء من ستة آلاف.
أمَّا آخر وجوه التصعيد، فتجلّى في إعلان وزارة الخارجية السودانيّة قطع العلاقات الديبلوماسيّة مع طهران «تضامناً مع السعودية لمواجهة المخططات الإيرانيّة»، رداً على اقتحام محتجين إيرانيين سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد بعد إعدام الشيخ نمر باقر النمر.
وكالات
إضافة تعليق جديد