الصحافة الأمريكية اليوم
أبرزت الصحف الأميريكة اليوم الأحد الملف الإيراني على أكثر من ساحة دولية، فاعتبرت العراق ساحة لإيران إذا ما اشتعلت الحرب مع أميركا، وحذرت من انضمام طهران إلى منظمة شنغهاي، وتناولت سوء تقدير البيت الأبيض بشأن تدريب القوات العراقية وما نجم عن ذلك من اعتلال تلك القوات.
تحت عنوان "إستراتيجية إيران في العراق" كتب ستيفن سايمون وري تاكيه مقالا في واشنطن بوست قالا فيه إن طهران قد تنتقم من واشنطن بتوجيه ضربات إلى جارتها، في إشارة إلى العراق.
وأشار الكاتبان إلى أن الحرب ستشتعل بين الولايات المتحدة وإيران في اللحظة التي تنفجر فيها الصواريخ فوق المنشآت النووية الإيرانية، مشيرين إلى أن اتساع المنشآت الأميركية حول العالم يجعل من أميركا هدفا للانتقام من قبل عملاء طهران.
ورجحا أن يكون مسرح العمليات الحربية في مراحلها الأولى من الصراع الإيراني الأميركي في الساحة العراقية، مضيفين أن إيران تمكنت منذ الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين من بناء وتقوية نفوذها العسكري والسياسي والديني في العراق.
وتابعا قولهما إنه إذا ما قررت إيران الضرب في العراق فإنه يتعين عليها الموازنة بين أولوياتها: الرغبة في الانتقام من الأميركيين والحاجة الإستراتيجية لتجنب الفوضى ودعم الدور السياسي للأغلبية الشيعية في العراق.
وحتى تحل هذه الحالة المحيرة ستحتاج طهران إلى مشوار طويل لتحديد نتائج الصراع مع أميركا، ومستقبل الحرب الأميركية في العراق.
وفي الشأن العراقي كتبت نيويورك تايمز تقريرا مطولا تعزو فيه الفوضى التي تعصف بالعراق إلى محاولة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعادة بناء الشرطة العراقية بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، عبر إرسال أعداد قليلة جدا من المدربين.
وقالت الصحيفة إن الخلل الذي اعترى الشرطة العراقية ساهم في انزلاق البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، حيث اتهمت فرق منها بالقتل وتنفيذ الاغتيالات وتزعزعت ثقة المواطن العراقي بها.
وأشارت إلى أن الواقع على الساحة العراقية لا يعكس التخطيط بواشنطن، لافتة النظر إلى أن اختبار الجهد الأميركي لتدريب الشرطة في العراق بالاستعانة بوجهات نظر العشرات من المسؤولين الأميركيين والعراقيين وتقارير الشرطة الداخلية، يظهر حجم سوء التقدير الذي ارتكب من قبل البيت الأبيض والبنتاغون اللذين دأبا على الاستخفاف بدور الولايات المتحدة في إعادة بناء الشرطة والحفاظ على النظام.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن اقتراح فريق وزارة العدل بإرسال 6600 مدرب عقب سقوط نظام صدام تعرض للنقض بحيث تقلص العدد إلى 1500 مدرب فقط، ولم ينفذ فيما بعد.
تحت هذا العنوان كتبت بوسطن غلوب افتتاحية تحذر فيها من انضمام إيران لمنظمة شنغهاي التعاونية، مشيرة إلى أن الدول الكبيرة والصغيرة التي تناهض سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش الخارجية العدائية تعمل على تشكيل تكتلات لمواجهة قوة أميركا العظمى.
وأوضحت أن قبول إيران بالمنظمة في الوقت الذي تتحدى فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسط مساع روسية وصينية لكبح الجهود الأميركية الرامية لتحويل الملف إلى مجلس الأمن، يشير إلى تحول جيوسياسي.
وأردفت الصحيفة تقول إن انضمام إيران ينذر بمرحلة دراماتيكية جديدة لتنسيق إستراتيجي بين روسيا والصين، يهدف إلى تشكيل سياسة عامة لمقاومة ما تراه الحكومتان الروسية والصينية من عدائية أميركية.
ولفتت النظر إلى أن هذا التوسع سيشكل استجابة جماعية لمحاولات الإدارة الأميركية العدائية التي تسعى للعثور على طريق لها في العالم، داعية تلك الإدارة إلى إعادة النظر في عقيدتها الاستفزازية.
ودعت بوسطن غلوب الإدارة إلى اتخاذ خطة لإجراء مفاوضات بشأن معاهدة سلام مع كوريا الشمالية كحافز لبيونغ يانغ على التخلص من برنامجها النووي، إذا ما أرادت أن تبدي إشارة واعدة تظهر أنها تعلمت القليل من التواضع العملي في الشؤون الخارجية.
وخلصت إلى أن القيام بمفاوضات "خد واعط" حقيقية مع الدول الصغيرة قد يكون مهينا للدولة العظمى ولكن بوش تعهد بممارسة فن السياسة المتواضعة منذ البداية، مشيرة إلى أن قيامه بذلك سيحول دون المزيد من التكتل الدولي ضد أميركا.
تحت هذا العنوان خصصت نيويورك تايمز افتتاحيتها للحديث عن قضية الصحفي الذي كان يعمل لدى الصحيفة، وما زال يقبع في السجون الصينية على خلفية اتهامه بتسليم معلومات لأطراف خارجية.
وقالت إن إسقاط التهم عن دجاو يان قبيل زيارة الرئيس الصيني لواشنطن أنعشت الآمال بقرب إطلاق سراحه، غير أن إعادة التهم مرة ثانية إليه يعد أمرا مقلقا.
ونقلت الصحيفة عن خبراء صينين خشيتهم من أن يكون ذلك التراجع عن خطوة قانونية واحدا من ردود الفعل لهو جينتاو على ما تلقاه من معاملة رفضت واشنطن خلالها أن ترقى بتلك الزيارة إلى زيارة دولية.
وخلصت إلى أن معاملة دجاو ينبغي أن تكون إشارة للمؤسسات الدولية، بأن حكم القانون في الصين لا يعدو كونه مجرد شعار.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد