الصحافة الأمريكية اليوم
اعتبرت صحف أميركية اليوم الأربعاء أن وقف إطلاق النار يشكل خطرا على إسرائيل، داعية إلى قوات تتحلى بقدرة على تأمين لبنان بلدا مسالما لا يشكل تهديدا لجيرانه، كما تطرقت إلى دعم بوش الابن لإسرائيل خلافا لوالده، وإلى تسليم مشاريع الإعمار للعراقيين.
هكذا اختارت واشنطن تايمز عنوان افتتاحيتها ليحمل انتقادا للقوات الدولية التي ستناط بها مهام تعزيز الاستقرار في جنوب لبنان.
واستهلت افتتاحيتها بالقول إن إسرائيل تجد نفسها في الوقت الذي تصعد فيه من حملتها العسكرية للقضاء على حزب الله، أمام تهديدين: منظمة إرهابية ومن يرعاها من طهران ودمشق اللتين تعملان جاهدتين لإعادة تزويد حزب الله بالأسلحة، وخطر السعي الأممي لفرض وقف إطلاق نار فوري يحفظ حزب الله القادر على شن هجماته على إسرائيل من داخل لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن هي التي تقف عائقا في المداولات التي تجري حول القوات الدولية، كي لا تكون القوة المستقبلية نسخة طبق الأصل من يونيفيل التي أثبتت فشلها في كبح هجمات حزب الله.
وأضافت أن واشنطن تدفع باتجاه قوات دولية قادرة على وقف إعادة تسليح حزب الله من قبل طهران ودمشق، داعية مجلس الأمن إلى الإجابة عن بعض الأسئلة الجوهرية قبل نشر تلك القوات.
ومن هذه الأسئلة: كم عدد الجنود المطلوبين؟ ما هي الدول التي ستساهم؟ هل ستكون تلك القوات قادرة على مقاومة حزب الله عسكريا؟ ماذا ستفعل تلك القوات إذا ما هوجمت من قبل حزب الله؟ وكيف ستمنع طهران ودمشق من تزويد حزب الله بالأسلحة؟
واختتمت واشنطن تايمز بالقول إن الإجابة عن تلك الأسئلة ستحدد ما إذا كان لبنان سيصبح بلدا مسالما لا يهدد جيرانه، أم سيمضي شعبه بأخذ رهائن بناء على رغبة "الفاشيين الإسلاميين" في طهران ودمشق.
حاولت نيويورك تايمز في تقرير لها أن تسلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وبين الرئيس الحالي بوش الابن.
وقالت إن بوش الابن أوضح لرئيس الوزراء السابق أرييل شارون عندما التقى به أنه لن يقتفي أثر أبيه، مشيرة إلى أن بوش الأب كان صارما مع إسرائيل وخاصة فيما يتعلق بالمستوطنات المنتشرة في المناطق الفلسطينية المحتلة، غير أن بوش الابن أشار على فنجان شاي في البيت الأبيض إلى ميوله المطلقة لدعم إسرائيل.
واقتبست الصحيفة ما قاله أحد الحضور بأن "بوش أخبر شارون في الاجتماع الأول لهما في البيت الأبيض أنه سيستخدم القوة لحماية إسرائيل، وهذا ما صعق الجميع في حينها".
وأشارت إلى أن الميل إلى إسرائيل يمثل انقساما فلسفيا بين بوش الأب والابن، مما فاقم الاحتكاك بين معسكريهما من المستشارين والمؤيدين للسياسة الخارجية.
ونقلت نيويورك تايمز عن ريتشارد هاس -الذي كان مستشارا لبوش الأب حول الشرق الأوسط وعمل كمسؤول رفيع المستوى بالخارجية في الفترة الأولى من ولاية بوش الابن- قوله إن "الطريقة الحالية لن تؤدي إلى حل للأزمة الراهنة أو حتى التخفيف منها".
وأضاف هاس أن "ثمة مناسبات تكون فيها سياسة رفع اليد مبررة، ولكن من الواضح أن هذه الأزمة لا تندرج تحتها".
ومن بين الفوارق بين الرئيسين -حسب هاس- أن الأب كان ينظر إلى نفسه كوسيط محايد في سياسات الشرق الأوسط الحساسة، في حين أن بوش الابن يجد نفسه في بؤرة الصراع ضد الإرهاب.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الحالي لم يبتعد فقط عن درب أبيه بل عن الرؤساء السابقين الذين رأوا في أنفسهم وسطاء في المنطقة.
تطرقت واشنطن بوست إلى الشأن العراقي عبر تناولها تقرير مكتب أميركي مستقل يشرف على إعادة الإعمار في العراق، يتحدث عن نقل جهود إعادة الإعمار إلى العراقيين.
وجاءت هذه العملية نظرا لتضاؤل الأموال الأميركية واقتراب 30 سبتمبر/أيلول، وهو الموعد النهائي لاختيار المشاريع التي تحتاج إلى تمويل بما قيمته ملياري دولار، وهي ما تبقى من ميزانية الإعمار البالغة 21 مليارا.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 50% من المشاريع المخطط لها لم يتم البدء فيها، وأن الولايات المتحدة تفتقر إلى خطة واضحة لنقل السلطة للعراقيين.
ومن ضمن المشاريع التي سيتسلمها العراقيون تلك التي انتزعت من شركات بسبب سوء أدائها، كما حدث في مشروع تشييد سجن في الناصرية تم إنجاز ثلثه فقط.
وأوضح التقرير الذي أعده ستيوارت بوين أن مئات المشاريع ما زالت غير مكتملة أو أنها معلقة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد