العنف يبتسم وهو يحصد العشرات في العراق
أفادت وكالة الأسوشيتد برس بأن جنديين أميركيين لقيا مصرعهما في مواجهات مع مسلحين في محافظة الأنبار غربي العاصمة بغداد، في وقت تتواصل فيه أعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد.
وأضاف نفس المصدر نقلا عن قيادة الجيش الأميركي في العراق أن الجنديين وأحدهما عنصر من المارينز في اللواء الثالث والفرقة المدرعة الأولى والثاني جندي بكتيبة البناء البحرية التاسعة، قتلا أمس الأربعاء.
وبمقتل هذين الجنديين يصل إلى عشرة عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا خلال الأيام الثمانية الأخيرة في محافظة الأنبار التي تمتد من غرب بغداد حتى الحدود السورية والأردنية.
وفي تطورات أخرى شهد يوم أمس مقتل نحو 24 شخصا في هجمات متفرقة بمناطق مختلفة من العراق، فيما تم العثور على 25 جثة مجهولة الهوية، بينها جثة صحفي يعمل مع قناة "العالم" الإيرانية.
وكانت أكثر العمليات عنفا انفجار عبوتين ناسفتين أوديتا بحياة 12 شخصا في ملعب لكرة القدم جنوب غرب بغداد، معظمهم من الأطفال. وقد زرعت العبوتان في ملعب بحي العامل ذي الغالبية الشيعية جنوب غرب بغداد.
وفي حادث آخر، قتل ثلاثة أطفال في سقوط قذيفة هاون على ملعب للأطفال في منطقة أبو دتشير جنوب بغداد. كما أصيب ثلاثة أشخاص في الحي ذاته من عائلة واحدة بينهم امرأة عندما سقطت قذيفة هاون على منزلهم.
وسقط باقي القتلى والجرحى وبينهم مسؤولون أمنيون وجنود في هجمات وتفجيرات بالعاصمة وضواحيها، وفي بعقوبة (شمال شرق بغداد)، وكركوك (شمال) والموصل (شمال).
وعثرت الشرطة العراقية على 23 جثة مجهولة الهوية في بغداد وجنوبها وفي سامراء. كما عثرت الشرطة على جثتين مجهولتي الهوية في وسط مدينة كركوك وعليهما آثار تعذيب.
ومن جهة أخرى قال جندي أميركي في شهادته بقضية أربعة عسكريين أميركيين متهمين بالقتل العمد لثلاثة عراقيين بعد اعتقالهم قبل نحو ثلاثة أشهر بتكريت إن زملاءه كانوا يبتسمون وهم يطلقون النار, وهددوا بقتله إن أبلغ عنهم.
والمتهمون الذين يمثلون أمام محكمة أميركية بقاعدة أميركية بتكريت هم كوري كلاغيت ووليام هانسيكر وغيرووارد وجوستون غرابر من الفرقة الأولى المحمولة جوا، وكانوا يؤدون مهامهم في سمارة إلى الشمال من بغداد.
وتعود ملابسات قضيتهم إلى 9 مايو/أيار الماضي بعملية "المثلث الحديدي" في جزيرة وسط دجلة بمنطقة الثرثار إلى الجنوب الغربي من تكريت, حين اقتحموا بيتا يختبئ فيه الرجال الثلاثة مع امرأتين وقتلوهم, حسب الاتهام.
وستستأنف الجلسات اليوم الخميس لتحديد ما إذا كان الأربعة سيمثلون أمام محاكم عسكرية بالتهم الموجهة إليهم وهي القتل العمد, ومحاولة القتل والتآمر وعرقلة عمل العدالة.
وقال الجندي برادلي ماسون (20) بثاني يوم من الجلسة بعد أن أقر بأنه ضرب رجلا مسنا اعتقل خلال العملية إن زميلين له أبلغاه بأن السجناء سيقتلون, وأبلغهم هو أنه لن يشارك بالعملية بوصفها "قتل عمد", قبل أن يسمع إطلاق النار ويجد المعتقلين جثثا هامدة.
وأشار إلى إن هانسيكر وغيرووارد هدداه بالقتل إن أبلغ عما وقع, وأخذ التهديد على محمل الجد, فيما أبلغه الرقيب غيرووارد أنه سيحاول التملص من التهمة متعذرا بالآثار النفسية للحرب بالعراق.
كما قال برادلي إن قائد الوحدة العقيد مايكل ستيل "أعطى أوامره بقتل جميع من يصادف بالطريق من الرجال الحاملين للسلاح", لكن شاهدا آخر وهو النقيب جيسن سيينكو أكد أن ستيل على العكس من ذلك شدد على أن "يتأكدوا أن نيرانهم جيدة التصويب وألا يقتلوا إلا من يجب أن يقتل".
ولعب ستيل -وكان حينها نقيبا- دورا محوريا بعملية في العاصمة مقديشو في 1993, حيث قتل 18 من مشاة البحرية الأميركية ومئات الصوماليين, بعملية خلدها فيلم بعنوان "بلاك هوك داون".
ورفض ستيل الشهادة, وهو رفض يخوله له القانون, فيما تحجج المتهمون الأربعة بأن المعتقلين فكوا الرباط المطاطي الذي أوثقوا بهم, وهاجموا معتقليهم وحاولوا الفرار.
وبعد شهادة ماسون تقدم جنديان آخران وذكرا أن أفراد الدورية أخبروهم عن جروح وهمية ألحقوها بأنفسهم للتدليل على أنهم كانوا موضع هجوم.
ويحقق الجيش الأميركي بعدد كبير من الخروقات التي تورط بها جنوده في العراق أهمها واقعة حديثة حيث قتل 24 مدنيا عراقيا بعد انفجار عبوة ناسفة بدورية أميركية في المدينة الواقعة إلى الشمال الغربي من بغداد.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد