القضية الفلسطينية في عيون السينما
يحصي المخرج العراقي قيس الزبيدي، حوالى الثمانمئة فيلم سينمائي،تناولت القضية الفلسطينية، لمخرجين من كل أنحاء العالم.
تجاوز عددهم الأربعمئة مخرج، منهم مئتان وأربع وستون مخرجاً عربياً، وذلك حتى عام 2005، فيما يذكر الناقد السينمائي بشار ابراهيم، إنه خلال ثلاث سنوات الأخيرة فقط، تمّ إنتاج عشرة أفلام سينمائية فلسطينية، ذلك انّ ابراهيم، يميز بين أفلام فلسطينية، وأفلام القضية الفلسطينية، المخرج والناقد الأردني عدنان مدانات، يصنف هذه السينما، بالأفلام ماقبل المحطات الفضائية، وسينما، أو أفلام المحطات الفضائية، هذا الحوار والنقاش جاء خلال الندوة المركزية لمهرجان دمشق السينمائي..
و..بالعودة للزبيدي، فهو يرى أن عمر القضية الفلسطينية، يكاد يكون من عمر السينما، من هنا فنحن عندما نريد أن نعرف شيئاً عن القضية الفلسطينية، لابد من العودة إلى الذاكرة السينمائية، بغض النطر عن أهمية تلك السينما فنياً، ذلك أن تلك السينما كان لها دورها التعبوي، والاعلامي ماقبل الفضائيات، حسب ما يرى الزبيدي، الأخير الذي خصّ هذه السينما بكتاب مهم عنها.
الناقد مدانات بدوره يعتبر أن عام 1969، البداية الحقيقية للسينما الفلسطينية، ويركّز في هذا المجال على السينما الوثائقية تحديداً، هذه الأفلام التي ساهمت إلى حدٍّ كبير بنقل كفاح ومعاناة الشعب الفلسطيني إلى كل أرجاء العالم، بغض النظر عن القيمة الإبداعية لهذه السينما، أما النقد الذي كان يوجه لمثل هذه الأفلام، فكان غالباً، في أنها تعالج التيمة ذاتها، (ازدواجية الجلاد والضحية) ومؤخراً تمّت إضافة تيمة (المقاومة) فيما كانت الاستثناءات نادرة جداً، وبتقديره كان الأمر مقبولاً حينها لكن حتى فترة معينة..
الذين صنفوا هذه الأفلام نوعوا بتصنيفاتهم، منها سينما ماقبل بيروت، ومابعدها، وسينما ماقبل وبعد أوسلو، غير أن مدانات يفضل ماقبل الفضائيات ومابعدها.
في المرحلة الأولى، يرى أن السينما الوثائقية الفلسطينية كانت تقوم بوظيفتها السياسية، باعتبار أنه لا يمكن النظر للفيلم الفلسطيني إلا سياسياً، وفي عصر الفضائيات، افتقدت هذه السينما إلى عنصر الدهشة بسبب الزخم غير المسبوق، للأفلام التليفزيونية، والتحقيقات المصورة، ونشرات الأخبار، الأمر الذي أفقدها الدهشة، باعتبار أن من مميزات الفن هو هذه الدهشة، حتى الصورة التي كانت مدهشة صارت من فرط تكرارها غير مدهشة، مثل ذلك مشهد استشهاد محمد الدرة على سبيل المثال، ومرة أخرى الاستثناءات قليلة.
يرى المخرج قيس الزبيدي، إن السينما السورية، بدأت بـ (رجال تحت الشمس) أي بسينما القضية الفلسطينية، ومعظم أفلام هذه القضية، نالت العديد من الجوائز يذكر منها: عائد إلى حيفا، كفرقاسم، وثمة فيلم هو من الأهمية بمكان ،(مئة يوم لوجه واحد).
يعرّف الناقد بشار إبراهيم السينما الفلسطينية بالأفلام التي أنتجها فلسطينيون، بغض النظر عن الكوادر الأخرى، من مخرج، وممثلين، و..غيرهم، فيما السينما الفلسطينية، هي الأفلام التي انتجها عرب وأجانب، لكنها تنظر إلى القضية الفلسطينية، ومن أي باب تناولتها، ومن أي هدف كان..
غير أن له تصنيفاً آخر فيما يخص الأفلام الروائية، سينما الأربعينيات، وسينما الثورة-الستينيات، والسينما الفلسطينية الجديدة، التي يراها بدأت مع ميشيل خليفي، ومي مصري، وغيرهما، وكانت الانعطافة عام 1987، مع بداية الانتفاضة الفلسطينية، بعد ذلك يتحدث إبراهيم عن نسقين من هذه الأفلام ، نسق رشيد مشهراوي، وإيلي سليمان، وغيرهما، ونسق أفلام المقاومة الإسلامية، التي رسمت خطاً آخر، لكن المشكلة في هذه السينما بنسقيها، أنها أفلام غير مشاهدة جماهيرياً، أفلام كل نسق منها يقدم جزءاً من الصورة، وليس الصورة كاملة، باعتبار أن هذه الصورة لايزال يختلف على تقديمها الفلسطينيون أنفسهم، لكن مع تقديم هذه الأجزاء تكتمل الصورة..
يرى إبراهيم أنّ المخرجين الفلسطينين، لديهم كامل الجرأة في تقديم هذه السينما، لكن ماذا لو فعلها، أو مارسها المخرجون العرب، دون الخوف من الرجم الفلسطيني ..!!؟
علي الراعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد