الميلاد من بيت لحم إلى بغداد

25-12-2007

الميلاد من بيت لحم إلى بغداد

مرة جديدة، حلت ذكرى ميلاد السيد المسيح والفلسطينيون والعراقيون تحت الاحتلال. ومن بغداد الى بيت لحم، تعالت أصوات قرع الطبول وموسيقى القرب، وسط تمنيات مشتركة تقتصر على عودة الامن واللاجئين والمهاجرين، لان استعافلسطينيون يتجمعون أمام كنيسة المهد التي شهدت ميلاد السيد المسيح، خلال الاحتفالات بعيد الميلاد في بيت لحم أمس.دة الارض المسلوبة، لا تزال تواجه الكثير من الصعاب.
في بيت لحم، وقبيل بدء الاحتفالات، انتشرت قوات الأمن الفلسطينية وكثير من افرادها يحمل بنادق جديدة في شوارع المدينة. وهو ثالث انتشار أمني فلسطيني كبير في مدينة في الضفة الغربية، تماشيا مع حملة أمنية أطلقت بدعم غربي ووافقت عليها اسرائيل، بعدما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في حزيران الماضي.
ووصل بطريرك القدس المحتلة للاتين ميشال صباح إلى كنيسة المهد، بعدما اجتاز عددا من حواجز الاحتلال. وقال فور وصوله إن الصلاة في هذا العيد ستكون من أجل أن يحل السلام الشامل. وتمنى أن يأتي العيد في العام المقبل «وقد تحققت أماني الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة»، داعيا إلى وحدة الصف الفلسطيني والابتعاد عن الخلافات التي من شأنها خدمة الاحتلال.
من جهته، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعيد أدائه صلاة المغرب في مسجد الرباط في بيت لحم، عن تمنياته أن يكون العام الجديد «عام الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي، وأن يكون عام الاستقلال للشعب الفلسطيني ليحصل على دولته المستقلة وعاصمتها القدس». وقد قلد عباس البطريرك صباح «نجمة فلسطين الفخرية».
وذكر سكان بيت لحم انهم يحتفلون هذا العام بأهدأ عيد ميلاد منذ نحو سبعة أعوام. وقال خالد مسلم (42 عاما) وهو مالك متجر في بيت لحم «الوضع الاقتصادي يتحسن نوعا ما ونشعر بالرضا بشكل أكبر.. ما زال الناس يعانون مشاكل مالية ولا يستطيعون شراء الكثير من منتجاتنا».
وبعد كفاح لأعوام لشغل غرف الفنادق، تم حجز كل الغرف في العديد من فنادق بيت لحم خلال فترة عيد الميلاد الحالية. ويقول رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة ان حوالى 6500 سائح يزورون المدينة، وهو ما يعادل اربعة اضعاف عدد السياح الذين زاروا بيت لحم خلال احتفالات عيد الميلاد في العام .2005 لكن الزعماء المحليين ما زالوا يلتزمون الحذر، كما أن الكثير من الحكومات الغربية ما زالت تحذر رعاياها من السفر إلى هناك.
في العراق، وتحديدا في كنيسة مريم العذراء الصغيرة في قلب بغداد، تغلبت قلة من المسيحيين، على خوف يلازمها في كل مكان، من اجل احياء اعياد الميلاد. وقالت ايفون جادو ان لا شيء مثل الماضي، وحتى ان زغاريد النساء التي استقبلت بطريرك الكلدان في العراق الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي لدى دخوله الكنيسة، «لم يعد لها الوقع ذاته في اذنيها».
وبسبب المخاوف الامنية، لم يعد قداس منتصف الليل سوى ذكرى بالنسبة الى المسيحيين منذ الغزو الاميركي للعراق. وتم احياء القداس بعد مغيب الشمس، عشية اعياد الميلاد وقداس ثان صباح اليوم التالي، رغم ان الوضع الامني الذي تحسن مؤخرا، سمح للعراقيين بتضمية عيد هادئ.
وقبيل الاحتفال بقداس عيد الميلاد في حي الكرادة، رفض البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي اعتبار مسيحيي العراق دون سواهم ضحايا النزاع الذي يصيب كل الطوائف. وقال ان «الوضع هو نفسه بالنسبة الى جميع العراقيين، سواء أكانوا مسيحيين أم لا. لكننا ابناء الامل وسنظل متفائلين بمستقبل هذا البلد، وطننا جميعا، مسيحيين ومسلمين». واضاف ان «المسيحيين يغادرون العراق وكذلك يفعل المسلمون. ونود ان يتمكن كل ابناء العراق يوما من العودة الى بلد يكون متصالحا مع ذاته».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...