تخبّط «إسرائيلي»: هل تنسحب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط؟

13-09-2021

تخبّط «إسرائيلي»: هل تنسحب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط؟

داخل المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب «ICT» في هرتسيليا (قرية الحرم المحتلة) أعرب الرؤساء السابقون لـ«وكالة المخابرات القومية» (الموساد) وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) و«استخبارات الجيش الإسرائيلي» (أمان) عن مجموعة واسعة من الآراء، لا سيّما حول انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.

وقد افتتح رئيس الموساد السابق، شبتاي شافيت، كلامه بالحسم أن الولايات المتحدة لن تتمكن من مغادرة الشرق الأوسط «حتى لو كان هذا هو الهدف المعلن لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن»، وذلك يعود لأن أحداث وأزمات الشرق الأوسط لها عقل خاص بها، وفقًا له، مضيفاً: «لن يسمح لك الشرق الأوسط بالمغادرة».

وقد تناقضت وجهة نظر شافيت مع ثلاثة رؤساء استخبارات سابقين آخرين، ناقشوا تأثير انسحاب إدارة بايدن من أفغانستان على قضايا الأمن العالمي، وبقاء الولايات المتحدة على السلطة في المنطقة، والتهديدات من إيران وحماس.

ومن جهته، قال رئيس «أمان» السابق، أهارون زئيفي فركش، ومدير الشاباك السابق، يعقوف بيري، إن الولايات المتحدة في طريقها نحو تقليص مشاركتها في الشرق الأوسط.

وعلَّق فركش: «الجميع في الشرق الأوسط ينتظرون مغادرة الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد قلصت بالفعل دورها في سوريا والسعودية وأماكن أخرى في المنطقة، وأن أفغانستان كانت استمراراً دراماتيكياً لواشنطن العالمية. وختم: «الانسحاب سيكون سواء من الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر».

وقد اتفق بيري مع فركش، بالقول إن انسحاب الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص من قضايا الأمن العالمي خارج مناطق نفوذهم الأقرب، يشجع الجماعات الإرهابية على أن تكون أكثر عدوانية.

ورد شافيت بأنه يحترم آراء الآخرين بشأن هذه القضية، ولكن بينما تحدثت العديد من الإدارات الأميركية عن الانسحاب من المنطقة، يجب عليها ان تعلم أنه «إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تكون رقم 1 ، فلا يمكنها المغادرة».

من جهته، قال مدير «الموساد» السابق، إفرايم هاليفي، في موقف وسطي أن «الولايات المتحدة لا تعرف ما الذي ستفعله. إنها ليست مهتمة بالشرق الأوسط، بل بالقضايا العالمية»، ولكن في نفس الوقت، «لن تندفع الولايات المتحدة إلى الخروج» من المنطقة.

وعقَّب فركش أن تعليقه على الانسحاب يتعلق أكثر باستخدام الولايات المتحدة للقوة، وخاصة القوات البرية. وبالانتقال إلى ما يطلقون عليه «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، قال شافيت إنه يعتقد أن «إرث اتفاقيات إبراهيم والتشكيلات الحالية في المنطقة يمكن أن تُمَّكن تحالف إسرائيل والدول السنية والولايات المتحدة من التوصل إلى حل».

كان بيري أكثر «تشاؤماً» بقوله إن الحدث الرئيسي المقبل والمحتمل في الضفة الغربية سيكون «حرب خلافة داخلية كبيرة للسيطرة على السلطة الفلسطينية من قبل خلفاء محتملين للرئيس المسن محمود عباس».

وحذر رئيس الشاباك السابق من أن عدم الاستقرار الذي تقوم عليه مستقبل القيادة الفلسطينية يعني ان الحل أبعد من ذلك، وان اسرائيل ستظل عالقة في الضفة الغربية لسنوات قادمة.

كذلك، اتفق جميع رؤساء المخابرات على أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عزز ثقة «حماس» و»حزب الله» في صراعهما مع إسرائيل.

وبالنسبة لغزة، قال فركش إن إسرائيل ستحتاج إلى «توجيه ضربة كبيرة لغزة لاستعادة الردع» ومنع حماس من الجولات المنتظمة من الهجمات الصاروخية.

أما هاليفي فرأى أن إسرائيل بحاجة إلى الحوار مع «حماس»، والاعتراف بأن الجماعة تحكم غزة لمدة 14 عاماً، كما أنه يجب أن تتوصل إلى تفاهم طويل الأمد حتى لو كانت تفضل اختفاء المجموعة.

وفي ما يتعلق بإيران، قال فركش إن حكومة بنيامين نتنياهو السابقة «سهلت وصول إيران إلى العتبة النووية. لم تقم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش منذ 24 شباط».

وقبل بدء حديثهم، شرح مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستخبارات والأمن ديفيد كاتلر تجربته الشخصية عن يوم 11 أيلول. وقال إنها كانت أكبر ضربة للولايات المتحدة في تاريخها، وأنها «مهدت الطريق لحالة الإرهاب الموجودة حاليًا على مستوى العالم».

وأضاف «إن هذا الإرهاب أبعد ما يكون عن الهزيمة، والتكنولوجيات المتطورة تزيد من تعزيز التهديد وتجعل من الصعب مواجهة الجماعات الإرهابية».

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...