تشاور روسي ـ مصري.. ومؤتمر موسكو اليوم
تنطلق في موسكو اليوم اجتماعات المعارضة السورية الداخلية والخارجية، والتي ستتوّج باجتماع الأربعاء المقبل مع وفد السلطة السورية، فيما برز دخول القاهرة بقوة على خط إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
في هذا الوقت، استبق قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، المدعوم من السعودية، انطلاق الاجتماعات في موسكو، بإمطار دمشق بعشرات الصواريخ والقذائف، في واحدة من أعنف الهجمات الدموية على العاصمة على مدى عام، ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى وعشرات الجرحى.
إلى ذلك، قال الأسد، في مقابلة مع مجلة «فورين أفيرز» الأميركية نشرت مقتطفات منها أمس على أن تنشر اليوم، إن «الجيش السوري نجح في غالبية العمليات العسكرية، على الرغم من عدم تمكنه من التواجد في جميع المناطق السورية»، مشيرا إلى أن «الجيش أحرز تقدما في العامين الماضيين على الرغم من الدمار الذي تسببت به الحرب». وأضاف أن «الربح الوحيد من الحرب هو طرد الشعب السوري للإرهابيين، ووقوفه في صف موحد مع الحكومة السورية، ودعمه للجيش السوري».
وحول الأجندة الحقيقية لإسرائيل في سوريا حاليا، قال الأسد «إنهم يقدمون الدعم للجماعات المسلحة في سوريا. هذا واضح تماما. كلما حققنا تقدما في مكان ما يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري. هذا واضح جداً، ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية، في الواقع لديهم قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية».
وغداة اختتام ممثلين عن المعارضة السورية الداخلية والخارجية اجتماعهم في القاهرة، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمصري سامح شكري ناقشا، خلال مكالمة هاتفية، «التسوية السياسية للأزمة السورية، من خلال عقد لقاءات حوار بين ممثلي الحكومة والمعارضة». وأضافت «بحث الوزيران العمل على تحقيق التسوية السياسية في سوريا في أسرع وقت، وذلك من خلال تثبيت الحوار على أساس اتفاقية جنيف في حزيران العام 2012. وأشار شكري إلى أهمية اجتماع موسكو حول سوريا».
وتنطلق في موسكو اليوم اجتماعات تستمر حتى الخميس المقبل. وتأتي المبادرة الروسية وسط إشارات متزايدة بأن واشنطن تجري تعديلا في استراتيجيتها السورية، بحيث تعطي الأولوية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، بدلا من التركيز على رحيل الرئيس بشار الأسد.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى انه يبدو أن الإدارة الأميركية أصبحت تتعايش مع فكرة بقاء الأسد في الحكم، موضحة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي كان يتمسك بمقولة أن الحرب ستتواصل إذا بقي الرئيس السوري في الحكم، قال مؤخرا إن على الأسد تغيير سياسته، من دون تكرار الدعوة لتنحيه.
وأضافت الصحيفة أن الخطر الآن لم يعد الأسد، بل «داعش»، خصوصا إذا واصل تمدده في سوريا وجنّد المزيد من المقاتلين الأجانب، ووضع خططاً لمهاجمة الغرب. وكان مركز «راند»، الذي يعد دراسات للإدارة الأميركية، قد أشار إلى أن «انهيار نظام الأسد سيمثل أسوأ سيناريو للمصالح الأميركية، حيث إن هذا الأمر سيؤدي إلى حرمان سوريا مما تبقى من مؤسسات الدولة ويؤدي الى تمدد الدولة الإسلامية والمتشددين الآخرين».
وتابعت الصحيفة أن «المسؤولين الأميركيين يرون أن هناك إجماعاً دولياً على ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي بين الأسد ومختلف المجموعات المعارضة»، مشيرة إلى أنه «تبين أن فكرة القوة المعتدلة التي سيمكنها إطاحة الأسد عبارة عن وهم، بالرغم من مواصلة الجمهوريين التمسك بهذه الخطة».
ويفتتح مدير «معهد الدراسات الشرقية» فيتالي نومكين جلسات الحوار اليوم، بحضور 36 مشاركاً، بينهم 12 من «هيئة التنسيق الوطني»، فيما يقاطع «الائتلاف الوطني السوري» ورئيسه الأسبق معاذ الخطيب الاجتماع. ويعقد المعارضون اجتماعات اليوم وغدا، على أن ينضم إليهم الأربعاء وفد السلطة، الذي سيترأسه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن تختتم الخميس المقبل.
ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر مطلعة قولها إن «سوريا حافظت على مستوى المفاوضين ذاته في مؤتمر جنيف 2، حيث كان الجعفري هو من ترأس الوفد السوري وفاوض وفد الائتلاف المعارض بطريقة غير مباشرة من خلال المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك الأخضر الإبراهيمي».
وقال مصدر في الحكومة السورية إن السلطات لا تعلق آمالا كبيرة على اللقاءات في موسكو، لكنها تأمل أن يتفق المشاركون على خريطة طريق لمحاربة الإرهاب، ضمن مسائل أخرى. وأضاف «يجب البدء ببطء، خطوة خطوة، وعدم الاتفاق على خطة شاملة سيكون من المستحيل تطبيقها في هذه المرحلة».
وكان معارضون سوريون، في الداخل والخارج، قد دعوا، في ختام اجتماعهم في القاهرة أمس الأول، إلى عقد مؤتمر واسع للمعارضة في الربيع بالقاهرة بهدف الاتفاق على حل سياسي ينهي الحرب في سوريا. ووضعوا وثيقة من عشر نقاط تنص خصوصاً على حل سياسي «يضمن التغيير الديموقراطي الجذري الشامل ويجرّم العنف والطائفية».
وأكد شكري، خلال اجتماعه بممثلين عن المعارضة السورية أمس الأول، «حرص مصر على خروج سوريا من مأزقها الراهن من خلال الحل السياسي، وتوصل كيانات المعارضة السورية إلى نقطة التقاء في ما بينها، بما يضمن وقف نزيف الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في بناء نظامه الديموقراطي التعددي ويحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية، وبما يعزز الأمن القومي العربي».
ميدانياً، نفذ قائد «جيش الإسلام» زهران علوش تهديده، وأمطر دمشق بعشرات الصواريخ والقذائف، في أشرس هجوم منذ حوالي العام. وسجل، خلال ساعات، سقوط أكثر من 60 صاروخاً وقذيفة هاون على مناطق واسعة من العاصمة، أدت إلى مقتل سبعة أشخاص، وإصابة أكثر من 30. (تفاصيل صفحة 9)
وأحكم الجيش السوري سيطرته على قرية يابوس جنوب الكفير على الحدود السورية اللبنانية. وقال مصدر ميداني إن «المسلحين انسحبوا إلى غربي الزبداني، بعد قتل عدد منهم اثر الاشتباكات التي اندلعت منذ يومين شمال طريق المصنع عند الحدود».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد