تظاهرة الوردة للسينما المستقلّة

03-06-2006

تظاهرة الوردة للسينما المستقلّة

تنظّم المجلة الفنية <الوردة> (تصدر شهرياً في دمشق) تظاهرة سينمائية بعنوان <تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلّة>، بين الرابع والسابع من حزيران الجاري، في صالة <سينما الحمراء>، علماً أن الافتتاح سيُقام في صالة <سينما الشام>، وسيُعرض في خلاله الفيلم الروائي الطويل <البشرة المالحة> (70 دقيقة) للسوري نضال حسن.
يُذكر أن التظاهرة تتضمّن عرض واحد وسبعين فيلماً في ست فئات: مخرجون وأفلام، تجارب خاصّة و<فيديو آرت>، أفلام طالبية (مشاريع تخرّج سينمائية)، أفلام ورشة بيت الفن، أفلام دورة الإعداد السينمائي (ورشة قارصلي) وأفلام عربية. بالإضافة إلى تنظيم ندوتي <السينما المستقلّة: المفهوم، الولادة، المستقبل> و<التصوير الرقمي <ديجيتال>: حلّ أم مشكلة؟>.
هنا حوار مع منظّم التظاهرة ومديرها الناقد السينمائي بشّار إبراهيم.
اعتبر الناقد السينمائي بشّار إبراهيم، في حوار أجرته معه <السفير>، أن <تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلة> مبادرة <جديدة وجادة وغير مسبوقة من قبِل مجلة <الوردة>، غايتها تسليط الضوء على هذا النسق الإبداعي الوليد، الذي ينمو تدريجاً، ويحاول أن يجد هوية ومشروعية له، بين سينما القطاع العام من جهة أولى، وسينما القطاع الخاص، أو سينما الاستوديوهات والشركات الكبرى، من جهة ثانية>. أضاف أنه <إذا كنا متّفقين على أن <السينما المستقلة> نشأت عالمياً باعتبارها الخط الثالث، على المستوى الإنتاجي، وجاءت تمرّداً على هيمنة السوق والشركات الاحتكارية ونظام الاستوديو، فإنها، على المستوى البنائي، قدّمت الكثير من الاقتراحات البصرية الفنية والمضمونية، الجديدة والجريئة، وهي في عالمنا تكاد تكون سبيل السينمائيين الشباب، الذين غالباً ما يفتقدون وجود المموّل والمنتج والداعم، ولا يجدون فرصة للعمل في السينما السائدة، أو لا يرغبون في العمل فيها، أو لأنهم اكتشفوا أنها لا تستطيع أن تكون المعبّر الحقيقي عنهم، لارتباطها بشروط غير فنية>.
فرصة اطّلاع
بهذا المعنى، اعتبر إبراهيم أن التظاهرة <فرصة مهمّة وغير مسبوقة في سوريا، تتيح عرض مجموعة كبيرة من الأفلام العربية المستقلّة، التي أُنتجت في خلال السنوات الأخيرة، وهي الأفلام التي استطعنا الحصول عليها في فترة قصيرة وعاجلة، من سوريا ولبنان والأردن ومصر وفلسطين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدّة والعراق وتونس. إنها، أيضاً، فرصة لعقد الصلة بين هذه الأفلام والجمهور السوري المتعطّش لمشاهدة الجديد والمختلف، في السينما. إنها فرصة للتعرّف على إنتاجات شركة <سمات> في مصر، و<تعاونية أفلام عمان>، و<تعاونية بيروت>، و<الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة>، وطلاب الصحافة والإعلام، ودارسي السينما الشباب، كما على أعمال المخرجة السعودية هيفاء المنصور ومخرجين من العراق وفلسطين>.
من ناحية أخرى، قال بشّار إبراهيم إن فكرة تنظيم هذه التظاهرة ليست جديدة بالنسبة إليه، بل موجودة في صلب هواجسه السينمائية والثقافية منذ أعوام طويلة، <عندما بدأت هذه السينما المستقلّة تحتلّ أولويات اهتماماتي، وتحثّني على ملاحقتها لمعرفة المزيد عنها>. أضاف أن الجديد في المسألة كامن في استلامه إدارة التحرير في مجلة <الوردة>، مما أتاح له التحرّك في هذا الإطار <من خلال مؤسّسة معنية بالعمل الفني، لأني أعتبر أن المطلوب من المجلة عدم الاكتفاء بإصدار أعداد شهرية، إذ لا بدّ أن تكون فاعلة وعاملة في الحراك الفني. من هنا، كان تبنّيها فكرة إقامة هذه التظاهرة، كجزء من عملها وواجبها وهمّها>. أما أهداف التظاهرة، فتتوزّع على محاور عدّة: أولاً، تأصيل مفهوم السينما المستقلّة، سورياً وعربياً. ثانياً، التعريف بالسينمائيين الشباب، هواة ومحترفين، ممن يعملون على تحقيق أفلام مستقلّة. ثالثاً، إتاحة الفرصة لعرض هذه الأفلام في سوريا. رابعاً، اكتشاف هذا العالم الابداعي، الذي لم تتوضّح معالمه في بلدان عربية كثيرة، وخصوصاً في سوريا.
جهودٌ فرديةٌ
إلى ذلك، تحدّث بشّار إبراهيم عن آليات التنظيم، فقال إن التظاهرة، في دورتها الأولى هذه، <تعتمد على جهود فردية، قام بها أفراد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، مع احترامي للسينمائيين والشباب معاً الذين تشاورنا معهم وتداولنا وإياهم في شؤون عدّة>، مضيفاً أن فريق العمل يطمح إلى أن تكون التظاهرة سنوية: <نعمل على أن تكون دورة العام المقبل أكثر مأسسة، من حيث وجود لائحة داخلية، أو نظام داخلي، للتظاهرة، وأن تكون هناك لجنة تحكيم، ومسابقة، وجوائز. اكتفينا، في هذا العام، ببرنامج عروض للأفلام بالشكل الأنسب، الذي يؤمن للمُشاهد فرصة مشاهدة أكبر عدد ممكن من الأفلام، في ثلاثة أيام>. وعن المعايير المعتمدة في اختيار الأفلام، قال إبراهيم: <أعترف أن هذه المعايير لم تكن صارمة تماماً، بل حدث تساهل في هذا الجانب أو ذاك، أي بالنسبة إلى تاريخ الإنتاج أو على مستوى النوع (أفلام ديجيتال، فيديو آرت، أفلام طالبية، مشاريع تخرّج، أفلام محترفة، إلخ.). هناك حدّ أدنى لا بدّ أن يتوفّر في الفيلم، باعتباره نصاً إبداعياً، أولاً وثانياً. هذا ما تمّت مراعاته: أي أن يكون الفيلم فيلماً، وأن يكون مستقلاً، إنتاجاً ومضموناً وفناً، أو أفلام هواة وطلاب. ربما في الدورة المقبلة، يكون هناك ضبط أكبر في المعايير الفنية والنقدية والتقنية. لكن هذا كلّه كان يصعب تحقيقه فوراً، ومنذ الدورة الأولى>.
بالإضافة إلى هذا كلّه، تنظّم إدارة التظاهرة ندوتين <تتناولان بشكل مباشر مفهوم السينما المستقلة، (معناها، جوهرها، تأصيلها)، والمشروع الجديد الذي أطلقته <المؤسّسة العامة للسينما> في سوريا، المتعلّق بالتصوير بالديجيتال، إذ استوردت المؤسّسة معدات وآلات، مما يتيح إنتاج عدد أكبر وأكثر تنوّعاً من الأفلام، خصوصاً الأفلام القصيرة، التي يحقّقها سينمائيون شباب وهواة> كما قال إبراهيم، مضيفاً أن <سؤالنا يتمحور حول: هل سيكون التصوير بالديجيتال حلاً للاستعصاء السينمائي في سوريا، أم بوابة حل؟ أعتقد أن الندوة ستميل نحو الجانب العملي التطبيقي ونحو المفاهيم، كما ستُطرح فيها اقتراحات حلول مستقبلية>.
في النهاية، تحدّث بشّار إبراهيم عن الدعم الرسمي أو الخاص، فقال إن التظاهرة تلقّت <دعماً مناسباً من عدد من الهيئات الحكومية: <المؤسّسة العامة للسينما> قدّمت صالة <سينما الشام> لإقامة حفل الافتتاح، بالإضافة إلى تقديمها آلات عرض وعاملين عليها، و<مديرية المسارح والموسيقى> قدّمت صالة <مسرح الحمراء> لعرض الأفلام المشاركة، و<المؤسّسة العربية للإعلان> وعدت بتقديم خدمات إعلانية عن التظاهرة في وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي. هذا أمر بالغ الأهمية، مع ملاحظة أن أياً من هذه الجهات لم يتدخل في اختيار الأفلام، أو برمجة العروض، بل حصل دعم وتعاون واحتضان، من دون أي تدخل مباشر في أي من التفاصيل المتعلّقة بالتظاهرة. على الصعيد غير الحكومي، أتمنّى فعلاً، في الأعوام المقبلة، أن تبادر المؤسّسات الخاصة والمستقلّة إلى دعم هذه التظاهرة، بشكل لائق>.

 

نديم جرجورة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...