تقارير إسرائيلية متباينة حول الحرب مع سوريا

رفعت الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة حرب محتملة، من مخاوف نشوب هذه الحرب في المنطقة. وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن هناك توترا للأعصاب في المنطقة جراء التهديدات المتبادلة بشأن الرد على اغتيال عماد مغنية والإنذارات الإسرائيلية بالحرب ردا على ذلك.
وقال المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» اليكس فيشمان، ان إسرائيل تلحظ توترا في الجانب السوري من الحدود، ما يشير إلى ان دمشق قد تكون على علم بعملية ثأرية تتحضر، أو أنها شريكة فيها. واعتبر أن هذا التوتر قد يكون خشية من رد إسرائيلي على عملية ثأرية تشملهم.
واعتبر فيشمان، المعروف بقربه من المؤسسة العسكرية، ان إسرائيل وسوريا تعيشان هذه الحالة الآن بالضبط كما كان بعد الغارة الجوية ضد ما وصف بانه موقع نووي سوري في العام الماضي. وكتب «الطرفان ـ اسرائيل وسوريا ـ كانا في وضع وُصف بأنه تحفز عال جدا. واليوم نحن نعيش الوضع ذاته، غير أن السبب هذه المرة هو عماد مغنية نفسه».
ونقل فيشمان عن مصادر عسكرية في اسرائيل، تقديرها أن مخاض الولادة لعملية الثأر ستبدأ بعد نحو اسبوعين من يوم الاربعين لتصفية مغنية، وهذا يأتي بعد مؤتمر القمة العربية في دمشق التي عقدت في نهاية الاسبوع الماضي، «وهذا مناسب ايضا للقدرات التنظيمية ـ العملياتية لحزب الله. ساعة الصفر باتت خلف الزاوية. ولا غرابة أن التوتر على الحدود آخذ في التصاعد نحو الذروة قريبا».
ولفت فيشمان إلى ان السوريين «أجروا مؤخرا تجنيدا جزئيا للقوات الاحتياطية. لكن في ظروف يتصاعد فيها التوتر منذ أشهر عديدة على الحدود، يغدو هذا التجنيد غير اعتيادي. واليوم يتلخص كل هذا التحفز حول تاريخ موعد عملية الثأر لتصفية مغنية. وكمية المؤشرات التي تدل على أن عملية الثأر تنضج، وأنها تتجسد وتقترب، آخذة في التزايد. وكلما تراكمت المؤشرات الدالة ـ تحركات شاذة، لقاءات بين «محافل ارهابية» مختلفة، معلومات تصل من كل انواع المصادر وما شابه ـ، هكذا ترتفع درجة الحرارة».
من جهته، كتب المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» عمير ربابورت، والمراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل، ان إسرائيل أرسلت اشارات تهدئة الى دمشق تفيد بأنها لا تريد حربا «لكنها لن تكبح نفسها ازاء هجوم، حتى لو ادعى حزب الله وسوريا ان هذا اغلاق حساب على اغتيال مغنية». وأوضح المراسلان ان هذه الاشارات أرسلت الى دمشق عبر محافل دولية.
وخلافا لما نشر في صحف عربية وفي «يديعوت أحرونوت» حول استدعاء جزئي للقوات الاحتياطية في سوريا، نقل ربابورات عن مصادر أمنية وصفها بـ«الرفيعة المستوى» في إسرائيل، قولها إنه لا توجد حاليا مؤشرات تدل على تجنيد احتياط في سوريا أو عن تغييرات ذات اهمية في انتشار جيشها.
ومع ذلك، فإن هذه المصادر أكدت أن سوريا تكثف من تدريباتها أغلب الظن تحسبا من قيام اسرائيل بالهجوم عليها. وبحسب ما هو معروف، فإن سوريا رفعت بقدر معين مستوى التأهب في الوحدات التي تستخدم الصواريخ والوحدات المضادة للطائرات. وبحسب مصادر في اسرائيل، فإن التخوف السوري يتعلق بمناورة كبيرة ستجري قريبا في الجبهة الداخلية الاسرائيلية، وبتحسن حالة الجو التي تزيد قدرة عمل سلاح الطيران.
كما ان عاموس هارئيل كتب أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى أن الأنباء التي تحدثت عن نشر سوريا ثلاث فرق مدرعة مبالغ فيها. ومع ذلك، شدد على ان التدابير الاحترازية السورية على الحدود استثنائية. وتلحظ الأجهزة الاسرائيلية وجود حالة تأهب عالية نسبيا في منظومات الصواريخ والمدفعية السورية اساسا. كما ظهر «جهد سوري لرفع مستوى الجهوزية في الوحدات، بما في ذلك في بعض وحدات الاحتياط. وفي الاشهر الاخيرة، يجري مزيد من التدريبات اكثر مما في فترات سابقة. ذلك اضافة الى عملية متواصلة من التعاظم المكثف. وصفقات سلاح سورية في الفترة الاخيرة، جزء كبير منها بتمويل ايراني، بأكثر من مليار دولار».
ونقل مراسل «هآرتس» عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها ان سوريا و«حزب الله» يجريان تنسيقا «عميقا وشاملا». وبتقديره، فان «حزب الله» لن يتخذ خطوة هجومية ضد اسرائيل بشكل يفاجئ سوريا، «لكنه سيضعها في صورة خططه مسبقا». وادعت مصادر إسرائيلية انها لا تملك معلومات استخبارية تشير الى نيات سوريا بالهجوم. ومع ذلك، قالت ان «الانتشار السوري مقلق ويستدعي جهوزية عالية».
وكان نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون، قال للإذاعة الإسرائيلية العامة، ان «اسرائيل لا تنوي مهاجمة سوريا، والاخيرة تؤكد فقط انها على استعداد للرد. إذاً، فإن مخاطر نشوب نزاع عسكري ضئيلة جدا».
بدوره، نفى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الأنباء حول زيادة حدة التوتر على الحدود الإسرائيلية السورية.

حلمي موسى

المصدر: السفير