حزب الله: قمة دمشق صفعة بوجه من شكك بنجاحها
توجه حزب الله اللبناني مساء الثلاثاء بنقد حاد لوزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، على خلفية موقف الرياض من الأزمة اللبنانية متهماً للملكة بالوقوف إلى جانب الحكومة التي يعتبرها مدعومة من قوى غربية، وملمحاً إلى احتمال فقدانها قدرتها على التواصل مع جميع الأطراف.
واعتبر الحزب أن تصريحات الفيصل حول تعطيل المعارضة اللبنانية لمبادرات الحل"تضع علامات استفهام كبيرة على موقع (السعودية) ودورها في الأزمة السياسية اللبنانية" في أحدث تطور يعكس حجم التوتر الذي يسود العلاقات العربية بعد قمّة دمشق التي خفضت السعودية ومصر والأردن تمثيلها فيها على خلفية النزاع مع سوريا حول الوضع في لبنان.
وتكمن أهمية موقف الحزب في أنه الأول من نوعه تجاه الرياض، بعد أن كان التنظيم يتجنب تصعيد الموقف مع المملكة خشية إذكاء الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في لبنان والمنطقة.
ونقلت قناة المنار التابعة للحزب عمّن قالت إنه "مصدر إعلامي في حزب الله،" وتعليقا على ما جاء في المؤتمر الصحفي الأخير للفيصل إن حزب الله: "يرحب، من موقعه في المعارضة الوطنية اللبنانية بأي مسعى أو مبادرة تساعد على حل الأزمة السياسية في لبنان، ويعتبر أن الشرط الأساسي لنجاح أية مبادرة هو في اتخاذها موقفاً وسطاً غير منحاز لأي من أطراف الأزمة."
وأضاف المصدر: "وفي هذا الصدد يرفض تحميل الوزير سعود الفيصل المعارضة مسؤولية التعطيل للحلول، متجاوزاً ومتناسياً كل ما فعله فريق السلطة من تعطيل للمبادرات العربية في مراحلها المتعاقبة وخاصة المحاولات السعوديّة المتكررة."
ويخلص المصدر إلى القول: "إن هذا الاتهام للمعارضة بالتعطيل يسيء إلى دور المملكة ويضع علامات استفهام كبيرة على موقعها ودورها في الأزمة السياسية اللبنانية، ويجعلها في موقع المنحاز وغير القادر على لعب دور إيجابي في الحل."
وبالتزامن مع التصريح المنسوب لـ"المصدر الإعلامي" أصدر الحزب بياناً رسمياً حول اختتام أعمال القمة العربية العشرين اعتبر خلاله أن "قمة العمل العربي المشترك،" التي عقدت في توقيت سياسي بالغ الأهمية والدلالة "نجحت رغم كل التهويل والضغوط والرسائل، موجهة صفعة قوية لكل من راهن على فشلها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية."
وأضاف الحزب أن النجاح: "يحتسب بشكل رئيسي للقيادة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد الذي استطاع بحكمته أن يحولها إلى قمة استثنائية، فلم تقف عند صغائر وأحقاد البعض، والارتباطات المشبوهة للبعض الآخر."
وتدير الجامعة العربية عبر أمينها العام مبادرة لحل الأزمة السياسية في لبنان الذي شغر موقع الرئاسة فيه منذ أربعة أشهر، ويتبادل أطراف الأزمة في البلاد التهم حول مسؤولية فشلها حتى الساعة.
يذكر أن لبنان الذي كان قد قاطع القمة العربية كان قد توجه برسالة عبر رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، إلى القادة العرب، اتهم من خلالها سوريا بلعب دور في احتدام الأزمة السياسية اللبنانية، مشيراً إلى أنها منعت من خلال تدخلها وصول المرشح التوافقي للرئاسة وعرقلت مبادرة الحل العربية، كما اتهمها أنها تتعامل وإيران مع لبنان كمنطقة نفوذ أو ساحة للتقاتل.
وحدد السنيورة، الذي شرح موقف لبنان المقاطع للقمّة العربية في دمشق، شروط بلاده لعودة العلاقات إلى طبيعتها مع سوريا، فطالبها بأن تمر العلاقات بشكل رسمي بين الحكومتين وتبادل التمثيل الدبلوماسي ورفض زعزعة استقرار وأمن البلد الآخر وترسيم الحدود ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، داعياً إلى اجتماع عربي لحل الخلاف اللبناني السوري.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد