تقرير للاستخبارات الأمريكية يتوقع حرباً أهلية لبنانية

06-02-2008

تقرير للاستخبارات الأمريكية يتوقع حرباً أهلية لبنانية

حذرت اجهزة الاستخبارات الاميركية، امس، من ان عددا من الميليشيات السابقة في لبنان تتسلح وتعيد تدريب مقاتليها، وان التوترات السياسية الطائفية المتزايدة ترفع من امكانية عودة الحرب الاهلية في البلد. واعتبرت ان الجماعات والشبكات المرتبطة بالقاعدة في لبنان تمثل خطرا متزايدا على المصالح الغربية في الشرق الاوسط.
واعرب التقرير السنوي للاستخبارات الاميركية حول التهديدات المحدقة بالولايات المتحدة، والذي عرضه مدير الاستخبارات القومية مايك ماكونيل امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، عن قلق الاستخبارات ازاء فروع القاعدة في شمال افريقيا ولبنان، وبازاء التهديد الذي يشكله متطرفون مستقلون عن التنظيم، خصوصا في اوروبا.
واوضح التقرير ان «القاعدة لا تزال نشطة في الخليج العربي وتمثل تهديدا بعيد المدى للغرب والدول المضيفة لمصالحه هناك، خاصة في السعودية والامارات واليمن والبحرين. ان الاستخبارات تعتبر ان الجماعات والشبكات المرتبطة بالقاعدة في لبنان تمثل خطرا متزايدا على المصالح الغربية في الشرق» الاوسط.
وحول لبنان، اعتبر التقرير ان «جهود المجتمع الدولي لضمان انتخابات رئاسية حرة ونزيهة ودستورية اعترضتها أعمال سوريا وإيران وحلفائهما في لبنان لزعزعة هذا الأمر. لقد ظهر قائد الجيش العماد (ميشال) سليمان على انه مرشح توافقي ليصبح الرئيس المقبل للبلاد، إلا ان حزب الله والاحزاب المعارضة الموالية لسوريا تصر على تنازلات اكبر من التحالف الحاكم قبل الموافقة على التسوية. حتى لو تم تقرير الموضوع الرئاسي سلميا، فان قضايا أخرى مثل تشكيل الحكومة الجديدة، وتسمية رئيس حكومة، وموضوع محكمة الامم المتحدة في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق (رفيق) الحريري، ستبقى سببا للنزاع».
واضاف التقرير «منذ تشرين الثاني العام ,2006 قتل وزير ونائب لقائد الجيش وعدد من النواب الموالين للحكومة في حملة من الترهيب، ما زاد الخوف في نفوس الشعب اللبناني من ان سوريا وايران وجماعاتهما في لبنان سيمنعون لبنان من فرض استقلاله السياسي والاقتصادي. ان المعارضة الموالية لسوريا تدخلت في كيفية تطبيق الحكومة اللبنانية لقرارات مجلس الامن الدولي. وفي خرق للقرار ,1701 فان الاسلحة والمقاتلين تواصل التدفق عبر حدود لبنان الى حزب الله ومنظمات ارهابية اخرى».
وتابع التقرير «يوجد في جنوب لبنان 13 الف عنصر من القوات الدولية وتقوم القوات الامنية اللبنانية بتسيير دوريات في مناطق نفوذ حزب الله. في كانون الثاني الماضي، اطلقت صواريخ على شمال اسرائيل من داخل منطقة «اليونيفيل» وقتلت عبوة 6 من عناصر قوات حفظ السلام في حزيران الماضي».
واضاف «ان عددا من الميليشيات السابقة في لبنان تعيد بناء ذاتها والتسلح واعادة تدريب مقاتليها. ان التوترات السياسية الطائفية المتزايدة ترفع من امكانية عودة الحرب الاهلية في البلد. واخيرا، فان مجموعات مسلحة، بعضها مرتبط بالقاعدة، تواصل تهديد الامن الداخلي في لبنان».
واوضح التقرير ان «النظام في دمشق يواصل تقويض سيادة لبنان وامنه من خلال الجماعات التابعة له، وتأمين ملاذ امن ودعم للجماعات الارهابية التي تعارض تقدم محادثات السلام، والسماح للارهابيين والمجرمين بعبور حدودها الى العراق ولبنان. ان جهود سوريا لوقف تدفق المقاتلين الاجانب عبر سوريا الى العراق تحسنت خلال الاشهر الماضية الا انها لم تتوقف خلال العام الماضي».
واوضح التقرير «منذ اغتيال رفيق الحريري في العام ,2005 قتل 8 من القادة السياسيين والمسؤولين في لبنان في محاولة لترهيب رموز تحالف 14 اذار وتغيير التوازن السياسي في البرلمان اللبناني. ان النظام السوري وحزب الله وعناصر المعارضة الموالية لسوريا في لبنان، حاولوا احباط الجهود الدولية لاحضار المسؤولين عن اغتيال الحريري امام العدالة ونزع سلاح الميليشيات التي تشكل تحديا لامن لبنان وسيادته. نعتقد ان سوريا وحلفاءها سيواصلون التاثير على التطورات السياسية في لبنان من خلال العنف والترهيب ورفض العمل من خلال الدستور. سوريا تواصل دعمها حزب الله الذي يحاول اعادة التسلح ضد اسرائيل وتحسين جدول اعمالها السياسي في لبنان على حساب الحكومة الشرعية».
وتابع التقرير «تواصل دمشق دعم جماعات الرفض الفلسطينية، ضمنها حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة. ان قادة هذه المنظمات لا تزال متمركزة في سوريا، وبالرغم من مطالب المجتمع الدولي المتكررة، فان سوريا ترفض طردها».
وعلى صعيد القاعدة في العراق، قال ماكونيل «يزداد قلقي من ان يعمد تنظيم القاعدة، الذي نكبده خسائر كبيرة في العراق، الى اعادة توجيه امكاناته لتغذية مزيد من الهجمات خارج العراق»، معتبرا ان فرع القاعدة في العراق «سيواصل جهوده على الارجح لتلبية الطلب الذي وجهه (زعيم القاعدة اسامة) بن لادن العام ,2005 اي السعي الى ضرب الولايات المتحدة». وجاء في وثائق صادرتها الاستخبارات الاميركية ان اقل من مئة من عناصر القاعدة في العراق غادروا البلاد لتشكيل خلايا في بلدان اخرى.
وحذر التقرير من ان «تنظيم القاعدة يقوم بتحسين احد العوامل الرئيسية في قدرته على مهاجمة الولايات المتحدة، وهو تدريب وتجنيد ووضع عناصر لشن هجوم على الاراضي الاميركية».
اعتبر التقرير ان وقف طهران برنامجها النووي العسكري في العام 2003 يعود الى تزايد الضغوط الدولية عليها، الا «اننا لا نعلم ما اذا كانت اوقفت هذا الامر بشكل نهائي». وجدد اتهام طهران بدعم «الجماعات العنيفة، مثل حماس وحزب الله»، وزيادة نفوذها في المنطقة والعالم الاسلامي.
وحول فلسطين، اعتبر التقرير «ان حماس تشعر بتزايد الضغط بسبب الوضع الاقتصادي المتردي وتصاعد الازمة الانسانية في غزة. وبرغم ذلك فانها تبقى موحدة بشكل واضح، خصوصا جناحها العسكري».
الى ذلك، اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن للمرة الاولى ان الوكالة اعتمدت تقنية «الاغراق في الماء» خلال استجواب خالد الشيخ محمد وابي زبيدة وعبد الرحيم الناشري في وقت ساد الاعتقاد بوشوك وقوع هجمات ضخمة اخرى على اميركا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...