تنظيم أمل اللبناني يدخل المعركة ضد إسرائيل
أعلنت حركة أمل الشيعية التعبئة العامة في صفوفها وبدأت العمل في غرفة عمليات واحدة مع حزب الله، جاء ذلك عقب دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة أمل الشعب اللبناني للصمود والتصدي للعدوان.
وشهد اليوم الخامس في المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 12 مدنيا لبنانيا، وجرح أعداد أخرى بهجمات جوية وبرية إسرائيلية على مناطق متفرقة في لبنان ليرتفع عدد القتلى اللبنانيين منذ الأربعاء إلى 113 والجرحى إلى نحو 300 شخص حسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
فقد تم انتشال جثث خمسة مدنيين من تحت أنقاض منزلين دمرهما القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان فيما لا يزال 12 شخصا مطمورين، كما قتل مدني لبناني وجرح خمسة آخرون في قصف إسرائيلي بهجوم آخر على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية.
وقالت الشرطة إن اثنين من رجال الإطفاء جرحا في غارة استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية على مقربة من المطار.
ولقي مدني آخر مصرعه وجرح ثلاثة في سقوط صواريخ أطلقتها مروحية إسرائيلية على منزل في بلدة دير قانون النهر قرب مدينة صور الساحلية (83 كلم جنوب بيروت).
وتتعرض عدد من القرى في جنوب لبنان لقصف إسرائيلي متكرر، كما تتعرض ضاحية بيروت الجنوبية منذ فجر اليوم لقصف شديد من الطائرات الإسرائيلية وشهدت الساعات الماضية نحو عشر غارات وقصف إسرائيلي عنيف.
ويركز القصف من الطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقة حارة حريك في وسط الضاحية حيث يوجد ما يعرف بالمربع الأمني الذي يضم مقار حزب الله، واستهدفت إحدى هذه الغارات مبنى تلفزيون المنار التابع لحزب الله ودمرته بالكامل، ولكنه عاود البث بعد دقائق من مكان آخر.
كما تعرضت مبان أخرى للدمار الشامل أو للضرر الكبير جراء القصف الإسرائيلي. ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي منذ الفجر غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى مناطق الأوزاعي والسلطان إبراهيم.
وقد نفى حزب الله تسلل قوات خاصة إسرائيلية للقيام بعمليات داخل لبنان، ونفى للجزيرة ما تردد إسرائيليا عن إصابة أمينه العام حسن نصر الله بجراح في هجوم إسرائيلي فجر اليوم، وقال إنه في مكان آمن يمارس قيادة المقاومة. واعتبر المصدر أن المزاعم الإسرائيلية بإصابة نصر الله تصب في خانة الحرب النفسية.
الهجوم على حيفا
وقد أدى القصف العنيف وتدمير الجسور والطرقات والبنى التحتية من محطات كهرباء وماء في لبنان إلى ردة فعل قوية من قبل حزب الله فقصف اليوم حيفا وهي ثالث كبرى مدن إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية إٍسرائيليين في قصف حزب الله الصاروخي. وقال مصدر طبي في مستشفى رامبام في حيفا إنه استقبل خمسة وعشرين جريحا جراح خمسة منهم خطيرة. كما استهدف القصف مدينتي عكا ونهاريا.
ومن جهة أخرى فإن نحو عشرة صواريخ سقطت على الميناء ومصفاة للنفط ومحطة للقطارات في حيفا. وقد أكد حزب الله قصف مصفاة النفط بالصواريخ. وكان الحزب قد هدد بقصف مدينة حيفا، إذا طالت الغارات الإسرائيلية مدينة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وأعلن مسؤول كبير في وزارة البيئة الإسرائيلية أن المنتجات الكيميائية في منطقة حيفا التي تتعرض لقصف بصواريخ حزب الله، يجري نقلها إلى جنوب البلاد.
من جهة أخرى شن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هجوما لاذعا على الأمم المتحدة واتهمها بالمشاركة في جريمة الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، مشيرا في هذا السياق إلى مذبحة قرية مروحين التي راح ضحيتها 23 مدنيا لبنانيا في قصف إسرائيلي استهدف نازحين عن القرية أمس.
ودعا بري في مؤتمر صحفي ببيروت المنظمة الدولية إلى التوقف عن التستر على المذابح الإسرائيلية، وقال إنه ليس بصدد تصنيف مشاركة الأمم المتحدة في هذه الجريمة وما إذا كانت عن إهمال أو عن غير قصد أو عن قصد.
وقارن بري بين مجزرة مروحين ومذبحة قانا التي وقعت عام 1996 وكيف أن الأمم المتحدة لم تحمي المدنيين الذين لجؤوا إليها وقال "بين عام 1996 وعام 2006 لم تتقدم إنسانية الأمم المتحدة ذرة واحدة". وأشار إلى أن إسرائيل تستخف بقرارات الأمم المتحدة وتواصل عدوانها على لبنان.
ونفى بري التهم التي توجهها إسرائيل والولايات المتحدة من تورط سوريا وإيران بالهجوم الذي شنه حزب الله وأسر خلاله جنديين قبل خمسة أيام وما تلاه من قصف صاروخي للمدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية.
وقال إن "إيران وسوريا صديقان ولكن الشعب اللبناني لا ينتظر أحدا لكي يعلمه المقاومة"، مشيرا إلى أن الهدف من إقحام دمشق وطهران هو تغطية المجازر الإسرائيلية في لبنان.
وأشار إلى أن القضية ليست قضية الأسيرين الإسرائيليين إنما هي استهداف لبنان. وفي هذا الإطار قال إن أمله في الشعب العربي، عاتبا على موقف كل من العاهل الأردني عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك وقال موجها كلامه لهما إنه آن الأوان لوقف الدماء التي تنزف في لبنان.
انتقادات
من جانبه قال الرئيس اللبناني إميل لحود، إن ما جرى بالأمس في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب "لم يكن على قدر المستوى".
وقال للصحفيين قبيل دخوله إلى اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء "نحن نشاهد كيف يذبح أبناؤنا وكيف تدمر البنى التحتية والأمور تذهب إلى الأسوأ، وردة الفعل أكبر بكثير مما كنا نتصور، وكأنهم من إسرائيل
كانوا ينتظرون هذه اللحظة، حتى يعوضوا عن الخسارة الكبيرة التي منيوا بها عندما حصل التحرير( عام 2000) ".
كما انتقد لحود ما حصل في مجلس الأمن الدولي وقال "للأسف ما حصل إن مجلس الأمن عقد اجتماعا وأجلوا اتخاذ موقف، كأنهم يرفعون إبطهم حتى يعطوا الإسرائيليين مجالا، وباعتقادهم أنهم إذا فعلوا ذلك يصلون إلى وقت يستسلم فيه اللبنانيون".
تحركات عربية
وبينما يناشد لبنان المجتمع الدولي والعرب التدخل والوقوف جانبه لوقف الاعتداء الإسرائيلي. قال وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى إن خمس دول عربية أبدت موافقتها على عقد قمة عربية طارئة لبحث الآلية العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين.
وأضاف "نحن في انتظار موافقة ثلثى أعضاء الجامعة العربية لعقد هذه القمة". وعلمت الجزيرة أن مشاورات عربية تجرى حاليا لعقد القمة بعد موافقة مصر والسودان واليمن وقطر والجزائر.
وأقر الأمين العام للجامعة العربية -عقب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب- أن عملية السلام بالمنطقة "ماتت"، مشيرا إلى أنه تقرر في اجتماع وزراء الخارجية التوجه إلى مجلس الأمن لبحث أزمة الشرق الأوسط.
وأكد عمرو موسى أن العرب سيكونون في موقف حرج للغاية إذا لم يستمع لهم المجلس هذه المرة أو إذا أفشلت بعض القوى قراراتهم، في إشارة إلى حق النقض الذي تستخدمه الولايات المتحدة لحماية إسرائيل.
وفي تصريحات قال موسى إن العرب لن يضحكوا على أنفسهم ولن يسمحوا للآخرين بالضحك عليهم بعد الآن بحجة أن هناك عملية سلام قائمة بالشرق الأوسط.
مجلس الأمن
وقد أرجأ مجلس الأمن اتخاذ أي قرار بشأن الأزمة اللبنانية الإسرائيلية إلى يوم غد الاثنين. وقال مندوب لبنان في مجلس الأمن نهاد محمود إن من غير المقبول أن يرفض مجلس الأمن اتخاذ أي إجراء بصدد ما يتعرض له لبنان من قصف إسرائيلي أدى إلى مقتل الكثيرين.
وجاء هذا الموقف رغم مناشدة الحكومة اللبنانية وقفا فوريا وشاملا لإطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في مؤتمر صحفي، لبنان بلدا منكوبا، وقال إنه يحتاج إلى خطة إغاثة وإصلاح كل ما تهدم. كما دعا الدول الصديقة لتقديم المساعدات الإنسانية وتحميل تل أبيب مسؤولية ما يحدث.
المصدر: الجزيرة + وكالات
إضافة تعليق جديد