توغل سريع للجيش السوري داخل القصير واجتماع وزاري عربي طارئ الخميس
أطلقت القوات السورية عملية «تحرير القصير» في ريف حمص، أمس، وشنّت هجوما صاعقا فجرا، سبقه عمليات قصف وغارات مكثّفة، ووصلت خلال ساعات قليلة إلى وسط المدينة، التي باتت عمليا المنطقة الأخيرة التي يتحصّن فيها المسلّحون في ريف حمص بعد أسابيع من سقوط جميع القرى المجاورة لها.
ويعتبر سقوط القصير بيد القوات السورية ضربة قوية للمسلحين، حيث سيتم منع تهريب السلاح والمقاتلين من لبنان إلى سوريا، كما أن لها أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى السلطات السورية والمسلّحين، حيث أنها تربط دمشق بالساحل، وكانت تمر عبرها قوافل المسلّحين والسلاح المتوجهة إلى حمص.
وقد يكون الهجوم على القصير محاولة استباقية من السلطات السورية لتعزيز موقفها في المفاوضات مع المعارضة السورية، خلال المؤتمر الدولي في جنيف، فيما أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ للجنة الوزارية الخاصة بسوريا الخميس المقبل، بعد يوم من اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في الأردن. وتمسك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، رافضا فرض أي قيود زمنية على المؤتمر لحل الأزمة السورية.
وكان الرئيس بشار الأسد قد أبدى ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا لكنه شكّك في نتائج مؤتمر «جنيف 2»، موضحا «لا نعتقد أن كثيرا من الدول الغربية تريد فعلا حلا في سوريا، لذلك هم ردّوا مباشرة على الاجتماع الروسي ـ الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريا».
وبعد يومين من الهدوء، شنّت القوات السورية هجوما صاعقا على القصير، بدأ بغارات للطيران وقصف مدفعي، على المدينة الواقعة خارج سيطرة النظام منذ أكثر من عام. وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن القوات السورية «تمكنت من الدخول إلى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية، فيما أشار التلفزيون السوري إلى وجود «بعض جيوب الإرهابيين المتحصّنين داخل أوكارهم» وأن الجيش يتقدم داخل المدينة.
وقال مسؤول في محافظة حمص إن القوات السورية «بدأت عملية تحرير القصير، فيما قال جندي سوري عبر التلفزيون إن الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الأمر الذي نفاه معارضون، مندّدين «بحصار خانق يفرضه النظام وحزب الله». ونفى المعارض هادي عبد الله لوكالة «اسوشييتد برس» أن تكون القوات السورية تقدمت على الأرض، موضحا أن مبنى البلدية مدمّر ولا توجد مقرّات رسمية للسيطرة عليها.
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من جيشنا أعادت الأمن والأمان إلى الملعب البلدي وأطراف الحارة الغربية في القصير بعد أن قضت على آخر تجمّعات الإرهابيين في المنطقة». وأضاف إن «إرهابيين استهدفوا منازل المواطنين في بلدة الغسانية بريف القصير بعدد من قذائف الهاون ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح ووقوع أضرار مادية في الممتلكات».
ودعا «الائتلاف » المعارض في الخارج إلى «عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية مدينة القصير»، و«مجلس الأمن إلى التنديد بعدوان حزب الله».
وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي أن اللجنة الخاصة بالأزمة السورية ستعقد، بطلب من الدوحة، اجتماعا طارئا الخميس المقبل لبحث موضوع مؤتمر «جنيف 2»، موضحا أن الاجتماع سيضم وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعمان والعراق والسعودية ودولة الإمارات.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي أن الوزير محمد كامل بحث مع المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، «مستجدات الأزمة السورية والتطورات الميدانية على الأرض والجهود الجارية للإعداد للمؤتمر الدولي حول سوريا».
وقال رشدي أن عمرو، الذي يشارك الأربعاء المقبل في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في الأردن، قد شدد خلال اللقاء على «ثوابت الموقف المصري، والمتمثلة بضرورة الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري في التغيير والديموقراطية عبر عملية سياسية تنقل السلطة في سوريا بشكل يحفظ وحدتها الإقليمية، وضرورة خروج بشار الأسد ودائرته المقرّبة من الحكم في سوريا».
وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» تنشر اليوم، «لا يجوز فرض قيود زمنية محددة على المؤتمر بشأن سوريا»، موضحا أن «بعض شركائنا (وقد ذكر ذلك وزير الخارجية الأميركي جون كيري) يرى أنه تكفي بضعة أيام أو أسبوع واحد وهذا غير مجد».
وأورد مؤتمر «دايتون» والمؤتمر بشأن لبنان الذي استغرق تحضيره 14 سنة كأمثلة، لكنه أضاف «لا أريد أن يحدث الأمر نفسه بشأن سوريا، لكن من غير المنطقي أبدا فرض أية قيود زمنية».
وشدّد على «ضرورة الاتفاق على معايير المؤتمر، علما أنه من غير المعروف في ما إذا كانت المعارضة ستوافق على المشاركة دون طرح أي شروط مسبقة». وكرر دعوته لإشراك إيران والسعودية في المؤتمر الدولي. وأضاف «لقد أبلغت كيري بذلك، ويبدو أنه وافق على هذا الأمر. لكن قال إن بعض دول المنطقة تعارض هذا الأمر بشكل قاطع». وأشار إلى أنه «يجب أن تحضر المؤتمر كل مجموعات المعارضة السورية، بما فيها تلك التي تعمل خارج سوريا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد