"حكاية صمود" مهرجان الإعلام السوري الأول.
تحت عنوان “حكاية صمود” انطلقت أمس فعاليات مهرجان الإعلام السوري الأول الذي يقيمه اتحاد الصحفيين في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بمشاركة شخصيات إعلامية عربية وأجنبية ووسائل الإعلام السورية من القطاعين العام والخاص.
وركزت مداخلات المشاركين العرب في المنتدى الاعلامي الثالث للإعلام المقاوم “تجارب وآفاق” الذي أقيم ضمن فعاليات المهرجان على أن صمود الإعلام السوري طوال سنوات الحرب عليه ووقوفه خلف جيشه وقيادته أسهم بتغيير الرأي العام الذي حاولت تضليله قنوات إعلامية ناطقة باسم الارهابيين مدعومة وممولة من دول البترودولار.
وأعرب المشاركون عن سعادتهم بمشاركة الشعب السوري فرحة انتصاره على التنظيمات الإرهابية ودحرها مؤكدين أن الوعي المميز لدى العاملين في قطاع الإعلام السوري كان له دور كبير في إيضاح الصورة الحقيقية لما يجري من وقائع على الأرض والميدان السوري.
وفي السياق أكد عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله أن شهداء الإعلام السوري كانوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن سورية وقدموا أرواحهم فداء لها وقال إن “الإعلام المقاوم ليس فقط الذي ينقل الخبر من الجبهة ليواجه تضليلاً ما وإنما هو الذي يصنع وعياً بالمقاومة ويشاركه في ذلك الثقافة والفن”.
ورأى دخل الله أن “الحرب على سورية تختلف عن الحروب التي حصلت في المنطقة لأنها حرب عالمية اشتركت فيها دول عظمى دون أن تخسر جنودها وإنما استخدمت فيها الإرهاب والمرتزقة وسلاح الإعلام بطريقة لم تستخدم من قبل” مشيراً إلى أن الاعلام السوري في السنوات الأولى من الحرب كان وحيداً في المواجهة.
وأكد دخل الله أن سورية شهدت خلال السنوات الماضية “إصلاحا سياسياً” مميزاً تمثل بتغيير الدستور وإصدار قانون الأحزاب الذي وسع المجال لترخيص أحزاب جديدة.
وتحدث ناصر أبوبكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين عن الممارسات الإجرامية والاعتداءات التي تعرض لها الإعلاميون الفلسطينيون على مدى سنوات مؤكداً أن العدو الإسرائيلي هو وراء كل ما يجري في المنطقة لأن من مصلحته تقسيم الأمة وتدمير بلدان المقاومة وخير دليل هو معالجة الكيان الإسرائيلي لمصابي التنظيمات الإرهابية في سورية بعد نقلهم إلى مستشفياته ما يثبت العلاقة الوطيدة بينه وبين متزعمي تلك التنظيمات.
وبين أبوبكر أنه ليس من المستغرب أن يتم استهداف الإعلام السوري لأنه إعلام مقاوم وقف إلى جانب جيشه وقيادته واستطاع إيصال الحقيقة وتم استهدافه منذ بداية الحرب على سورية مثلما تم استهداف وإغلاق الصحف والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية أثناء حربها مع العدو الإسرائيلي.
واعتبر جمبار الشمري نائب نقيب الصحفيين العراقيين أن “الإعلام المقاوم في سورية والعراق يسيران على النهج والخط ذاته وخلال الحرب التي تعرض لها البلدان أضاف الإعلاميون فناً جديداً من الفنون الصحفية وهو الإعلام الحربي فلم تعد المؤسسات الإعلامية تنتظر البيانات العسكرية لتنقل الأخبار وإنما أصبح الإعلاميون الناقلين الأول للخبر” لافتا إلى أن الإعلام المقاوم لم يعد أيضا ينتظر روايات الإعلام الأجنبي الذي يمتلك إمكانات كبيرة بل هو من يصنعها حتى أن الصحافة الأجنبية باتت تذكر ما يفعله الإعلام العربي المقاوم.
بدوره رأى علي يوسف أمين سر مجلس نقابة المحررين اللبنانيين أن الإعلام العربي تحول “من إعلام مؤطر إلى إعلام عام وشامل على مستوى الدول” وهذا ما حوله إلى سلاح وجزء من المعارك الحاصلة فلم يعد إعلام توصيف للواقع وإنما “إعلام مقاوم توعوي”.
وركز يوسف على أن الإعلام المقاوم لا يتعلق بالإعلام الحربي ونقل مجرياته فقط وإنما يجب أن يكون اعلاما مقاوما على المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية من خلال الأخبار والأفلام والمسلسلات والتربية المدرسية مؤكداً أن “المقاومة مسألة ثقافية شاملة”.
من جهته قال موسى عبدالنور رئيس اتحاد الصحفيين السوريين إن الإعلام السوري خلال سنوات الحرب كان سباقا في التغطيات الإخبارية وقدم الشهداء والجرحى في سبيل نقل الحقيقة ومواجهة الإعلام المعادي مؤكداً أن سورية دفعت ثمن مواقفها الداعمة للقضايا العربية.
واعتبر عبدالنور أن تجربة الإعلام السوري “فريدة ويجب توثيقها للتاريخ” وأنه لو لم يكن “مؤثراً وموجعاً” لما حاربوه وأنزلوا قنواته عن البث الفضائي لافتا إلى أن الحرب انتجت عنصراً جديداً في العمل الإعلامي وهو المراسل الميداني.
وأشارت الإعلامية رائدة وقاف مديرة قناة سورية دراما التي أدارت جلسة المنتدى إلى أن الإعلام السوري كان مع أبطال الجيش وخاض حرب الصوت والصورة والكلمة لافتة إلى دور الإعلام المقاوم في المنطقة والذي قاوم المخططات الكبرى على مدى سنوات طوال.
وتضمنت فعاليات المهرجان معرضا للصور الضوئية لمصورين صحفيين من مختلف مؤسسات الإعلامية العامة والخاصة رصدت فترة الحرب الإرهابية على سورية.
وكرم اتحاد الصحفيين عددا من وسائل الإعلام نظرا لمواقفها الداعمة لسورية ومنها قنوات المنار والميادين والعالم وروسيا اليوم وإن بي إن ووكالة سبوتنيك الروسية إلى جانب تكريم عدد من المؤسسات الإعلامية السورية منها الوكالة العربية السورية للأنباء سانا والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العربية للإعلان ومؤسسة الوحدة للطباعة والنشر وصحف الثورة وتشرين والبعث والوطن وقنوات الفضائية السورية والإخبارية السورية وسما الفضائية وسورية دراما ونور الشام والأيام وإذاعات دمشق وصوت الشباب وشام إف إم وسوريانا ونينار والمدينة وفرح.
وفي تصريح للصحفيين أشار وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان إلى أن المنتدى الإعلامي ينعقد تزامنا مع انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان مبينا أن الإعلام الوطني والمقاوم يقف منذ بداية الحرب على سورية في الخندق الأول للدفاع عنها حيث قدم الشهداء والتضحيات في سبيل إيصال الحقيقة بمواجهة التضليل والتزييف الذي مارسته قنوات الفتنة.
وأوضح الوزير ترجمان أنه ستعقد لاحقا منتديات ولقاءات إعلامية للتعبير عن صمود الإعلام السوري لافتا إلى أن الإعلام المقاوم يستحق التكريم لأنه استطاع أن يخوض هذه الحرب بكل تحد وتصميم وكشف حقيقة الأحداث الجارية والزيف الذي تعرضت له خلال سنوات الأزمة.
وأكد نائب رئيس اتحاد الصحفيين مصطفى المقداد أن المهرجان يروي حكاية صمود سورية بشكل عام وبجزء منها صمود الإعلام السوري عبر سنوات الحرب التي تتعرض لها سورية معتبرا أن الإعلام السوري خاض معركة توازي المعركة العسكرية واستطاع أن يظهر حقيقة ما يجري على الأرض ويدحض مزاعم الإعلام المغرض الذي عمد إلى التضليل ونشر الأكاذيب وتزييف الحقائق.
ورأى المقداد أن المهرجان واجتماع الإعلاميين السوريين مع زملائهم من الوطن العربي وخارجه تأكيد على صمود الإعلام السوري داعيا إلى العمل لتحقيق المزيد من التطور في الإعلام.
وتشارك في المهرجان شخصيات إعلامية من العراق ولبنان والصومال ومصر والسودان وعمان والمغرب والكويت وفلسطين وتونس وروسيا وجنوب إفريقيا.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد