ردود أفعال عربية على العدوان الإسرائيلي .. ترفع الرأس

الجمل : قال مصدر مقرب من الوفد المرافق لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" محمد نزال ان مصر اقنعت الأخير بمغادرة البلاد بعد اعلامه بان حياته معرضة للخطر.وكان نزال المقيم في دمشق قد وصل الى القاهرة الثلاثاء ، وكان يعتزم البقاء أياماً عدة بعد محادثاته مع مدير المخابرات المصرية العامة اللواء عمر سليمان.
وقال المصدر المقرب من الوفد المرافق لنزال ان السلطات المصرية ألغت مؤتمراً صحافياً له امس لدواع أمنية غير محددة ونصحته بان يركب أول طائرة متوجهة الى دمشق والتي غادرت القاهرة قرابة الساعة 7:00 مساء (16:00 بتوقيت غرينيتش). ونقل المصدر الذي تحدث عبر الهاتف عقب وصوله الى العاصمة السورية، عن السلطات المصرية ان اسم نزال على قائمة إسرائيلية لمستهدفين. وليس معروفاً عن اسرائيل انها نفذت أي عملية اغتيال سياسي في مصر منذ توقيع الدولتين معاهدة سلام عام 1979.
وتتوسط مصر بين إسرائيل و"حماس" لتبادل أسرى منهم جندي إسرائيل محتجز في غزة.
وقال نزال ان مصر حاولت اقناع "حماس" بقبول عرض اسرائيلي لاطلاق معتقلين فلسطينيين في مرحلة لاحقة، لكن "حماس" لم تكن لديها ثقة كافية بأي تعهد اسرائيلي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" أمس عن مصدر سعودي مسؤول ان "المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تؤمن بحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في مقاومة هذا الاحتلال بجميع أشكاله ورفض اجراءاته غير الشرعية الرامية الى طمس الهوية وتغيير الوقائع على الأرض".
وقال المصدر انه "من هذا المنطلق كانت السعودية تقف دوماً وبكل امكاناتها مع المقاومة الفلسطينية المشروعة التي تستهدف مقاومة الاحتلال العسكري وتجنب ايذاء الابرياء. ومن هذا المنطلق نفسه وقفت السعودية بحزم مع المقاومة في لبنان حتى انتهى الاحتلال الاسرائيلي للجنوب اللبناني".
وأضاف ان السعودية اذ "تعرض بقلق بالغ الاحداث المؤلمة الدامية التي تدور الآن في فلسطين ولبنان، فانها تود ان تعلن بوضوح انه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية والمغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن وراءها دون رجوع الى السلطة الشرعية في دولتها ودون تشاور او تنسيق مع الدول العربية فتوجد بذلك وضعاً بالغ الخطورة يعرّض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار دون ان يكون لهذه الدول أي رأي أو قول "  ولم يحدد ما هي تلك المنجزات العربية التي ستدمرها مغامرة غير محسوبة
وختم ان السعودية "ترى ان الوقت قد حان لان تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة وان يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها".
كما أعلنت جامعة الدول العربية ان حكومات الدول الاعضاء وافقت على ايفاد وزراء خارجيتها الى القاهرة لعقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري السبت "للبحث في الموقف الخطير في لبنان وفلسطين والاعتداءات والتهديدات المتصاعدة من القوات الاسرائيلية ازاءهما".
لكن الجامعة لم تتسلم اقتراحات محددة في شأن رد عربي مشترك على الهجمات الاسرائيلية. وقال ديبلوماسي عربي: "الاجتماع سيظهر التضامن وسيوجه رسالة الى اللبنانيين والفلسطينيين بأن العرب لم يتخلوا عنهم"!! . واضاف ان الاجتماع "سيمارس ضغطا على الاسرائيليين ليوقفوا أعمالهم، خصوصا ان مدنيين كثيرين قتلوا". ولم يوضح كيف يمكن ان تمارس الدول العربية ضغطا على اسرائيل.
وأفاد الامين العام للجامعة عمرو موسى ان الوزراء العرب سيتخذون في اجتماعهم السبت "مواقف وخطوات محددة" لم يفصح عنها. وحمل اسرائيل مسؤولية كل ما يجري، قائلا ان "ترك الامور على ما هي عليه سيؤدي الى فوضى كبيرة في المنطقة".
ومن المتوقع ان يناقش وزراء الخارجية العرب اقتراحا للرئيس اليمني علي عبدالله صالح لعقد قمة عربية لمناقشة الوضع المتدهور في لبنان وقطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط على ان الجامعة العربية ومجلس الامن يجب ان يعملا في آن واحد لجعل الاطراف يمارسون ضبط النفس والا يزيدوا التوتر في المنطقة. وحذر من دخول المنطقة "منعطفاً خطيراً"، مبدياً قلق بلاده الشديد من التصعيد الاسرائيلي في لبنان وفلسطين.
وكشف ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقاه أول من امس، وعده باجراء "الاتصالات اللازمة مع الاطراف اللبنانية والمعنيين" للتوصل الى تسوية للموقف الراهن.
وقال ان الرئيس المصري حسني مبارك يجري بدوره اتصالات "من اجل احتواء الموقف ومنع مزيد من التصعيد والتدهور" شملت،اضافة الى الاسد، كلا من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين والامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. واوضح ان كوفي أنان أبلغ مبارك نيته "ايفاد مجموعة عمل دولية رفيعة المستوى للبحث في كيفية السيطرة على الموقف ووقف القتال واعادة الهدوء".
كما أفاد مصدر ديبلوماسي سعودي ان حكومته تجري حالياً اتصالات مكثفة مع عواصم القرار وخصوصا مع واشنطن للضغط على اسرائيل من أجل وقف الاعتداءات على لبنان وسط التهدئة وضبط النفس لاحتواء التصعيد بحيث لا تتوتر الازمة لئلا تصل الى حرب". وقال ان المملكة "شددت على ضرورة حضور جميع وزراء خارجية الدول العربية الاجتماع الطارىء الذي سيعقد السبت في القاهرة ليتسنى لهم اتخاذ قرارات موحدة للخروج من هذه الازمة"
• في عمان ناشد مجلس الوزراء الاردني الامم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل فوراً لوقف التصعيد في قطاع غزة ولبنان. وقال في بيان له ان "التصعيد الخطير من شأنه، في حال استمراره، دفع المنطقة نحو أخطار جسيمة ونحو عدم الاستقرار والمواجهة". وشدد على "موقف الاردن الثابت بادانة استخدام القوة من جانب اسرائيل التي تستهدف المدنيين العزّل وما ينتج منها من خسائر بشرية وتدمير للمنشآت والمؤسسات المدنية".
وكان مجلس الوزراء الاردني عقد جلسة طارئة ليل الاربعاء كرست للبحث في التصعيد الاخير في قطاع غزة ولبنان.ويتوجه العاهل الاردني اليوم الى القاهرة للقاء الرئيس المصري واجراء محادثات معه في شأن الوضعين اللبناني والفلسطيني.
• في رام الله، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "اندلاع حرب اقليمية" بعد شن اسرائيل هجوماً واسعاً على لبنان. واتهمت الحكومة الفلسطينية اسرائيل بالعمل على "اشعال الحرب في المنطقة".ودعت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في بيان "حزب الله" الى استثمار اسر الجنديين الاسرائيليين في صفقة فلسطينية – لبنانية شاملة وموحدة "تنهي معاناة الكثير من الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال". وطالبت الحكومة الاسرائيلية بـ"الاستجابة لنداءات العقل والمنطق والاصغاء الى المناشدات الاسرائيلية الداخلية المتصاعدة الخاصة بأهل الجنود الاسرى والكثير من المثقفين والسياسيين والمواطنين في المجتمع الاسرائيلي والقبول بانجاز صفقة تبادل أسرى منصفة بعيداً عن لغة القوة والعربدة والاستكبار".
• في الكويت، دعا رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي المجتمع الدولي الى التدخل لوقف ما وصفه بـ"عمل وحشي طائش يزهق ارواح الابرياء ويدمر المنشآت المدنية ويتنافى مع قواعد القانون الدولي" تنفذه اسرائيل ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني. ودعا اللبنانيين الى الوقوف صفاً واحداً في هذه المرحلة الدقيقة التي يتعرض فيها بلدهم لاخطار تهدد امنه واستقراره".

الجمل ـ وكالات