سعاد جروس تكتب عن خريجي الاتحاد السوفياتي الراحل

02-12-2006

سعاد جروس تكتب عن خريجي الاتحاد السوفياتي الراحل

الجمل ـ سعاد جروس : «الله يطعمكم الحج والناس راجعة», قالها أبو عبده قبل أن يطوي الجريدة ويرميها جانباً. أما الخبر الذي قرأه, فكان عن انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول لرابطة خريجي الجامعات والمؤسسات التعليمية السوفياتية والروسية فرع اللاذقية, تحت شعار €لنعمل معاً من أجل تعزيز علاقات التعاون مع الدول والشعوب الصديقة الداعمة لقضايانا في البناء والتطوير€. طبعاً الخبر لم يهمل أسماء الحضور الرسميين, مع لمحة لماحة عن فحوى كلمات الافتتاح التي تناسب كل خبر رسمي من دون تمييز. ولم يرد في الخبر تفاصيل أخرى.
وكما أصابت الدهشة أبو عبدو, أصابتنا مثله, وكررنا قوله مع بعض النقصان والزيادة: «يطعمكم الحج بعد أن رجعت الناس وشبعت رجعة». من المعاينة الأولية للخبر, يتضح احتمالان إما أن يكون من صاغ الخبر لا يعلم بعد برحيل الاتحاد السوفياتي طيّب ثراه, أو أن رابطة الخريجين هي التي لم تعلم. وفي الحالين لا بد لهم من استدراك ما فاتهم وتحري التغييرات الهائلة والفراغ الكبير الذي خلفه رحيل الصديق السوفياتي العزيز.
أيضاً, نحن نفهم أن تهدف الرابطة لتعزيز العلاقة مع روسيا, لكن كيف السبيل لتعزيزها مع الدول السوفياتية المتبخرة! بعدما انفرط عقدها وسقطت صريعة الهوى الأميركي!! الأفضل تسميتها رابطة الأحلام البائدة, لاستذكار واستحضار أيام العز الاشتراكي, حين كان بإمكان خريج الاتحاد السوفياتي التفاخر بشهادته المعمدة بعرق الفقراء, على خريج أميركا والجامعات الغربية الامبريالية المتوحشة. وقد لا يقتصر الأمر على التفاخر لا بل قد يتطور, لدى النفوس المرتابة, إلى درجة كتابة تقرير أمني يخرب البيوت العامرة بتهمة معاداة الاشتراكية, كما جرى مع طبيبين جارين أحدهما خريج موسكو والآخر خريج لندن. ولهذين قصة تستحق أن تروى لما فيها من عبرة وعظة؛ طبيب لندن €أي المتخرج من لندن€ ذهب والده إلى الحج بعد أن نجا من محنة خطيرة, بعدها تمنى على ولده معالجة الفقراء مجاناً, فانصاع الابن الطبيب, وطبب الفقراء ببلاش؛ وبالنسبة إلى باقي أفراد الشعب الكادح وغير الكادح وضع لهم تسعيرة معقولة, اعتقاداً منه أنه إذا فعل الخير لا بد من أن يكرمه الله, وفعلاً أكرمه, وتكاثر عليه المرضى حتى تحولت عيادته محجاً للفقراء والأغنياء معاً. أما الثاني طبيب موسكو فشاء له طموحه أن لا يكون مؤمناً سوى بالقرش ففرض تسعيرة كشفية عالية, من دون مراعاة لعليل محتاج أو غير محتاج. فلم يؤم عيادته سوى أمثاله من المؤمنين بالطب الشيوعي, وكان ذلك من باب الحياء, لا من باب العلم. وبما أن العيادتين الحيط إلى الحيط, بدا فرق الإقبال عليهما هائلاً, وبدل أن يفكر طبيب موسكو بنقل عيادته إلى مكان آخر, اعتقد أنها حرب رأسمالية ضد الاشتراكية, فدبج تقرير «أخو أخته» اتهم فيه زميله بالترويج لأفكار معادية للخط الأممي, والدليل شهادته اللندنية!! وزعم بأنه يغري الفقراء بالعلاج المجاني, بينما يحقنهم بالمصل الإمبريالي. فشُحط طبيب لندن الى التحقيق وهات سين وجيم, ولولا سمعته الطيبة ومكانته الاجتماعية المرموقة التي حققها بفعل الخير, وشهادة بعض أولي الأمر المتنفذين لصالحه, لم تنته تداعيات التقرير الكيدي بأسبوع. واعتبر التقرير ليس أكثر من عداوة كار.
حدث هذا قبل عقدين ونيف أيام كانت الاشتراكية تسرح وتمرح في المدارس والجامعات, وتتجلى تطبيقاتها بالطوابير أمام المؤسسات. الآن ونحن نقف على أطلالها مع اقتصاد السوق المفتوح, ما الجدوى من رابطة تستذكر أيام السوفيات, سوى نكء الجروح والقروح؟ والأهم أنها تذكرنا بأننا أسأنا إلى الاشتراكية, وبهدلناها على أرضنا ونحن بأمسّ الحاجة إليها. فأصلح الله المؤتمر التأسيسي, إلا إذا كان الخريجون يريدون الاعتذار عن تقصيرهم في تحقيق أفكار كان يجب أن تعطي ثمارها. أما إذا كان الهدف التفاخر بما أنجزوه, فمن الأنسب تسميتها «رابطة النصر» لأن لدينا أكثر من 20 ألف خريج من الاتحاد السوفياتي الراحل, كان لغالبيتهم­ كي لا نتهم بالتعميم ­ أياد بيضاء في إيصال واقع التعليم الجامعي الى ما وصل إليه, لأن أصدقاءنا السوفيات جزاهم خيراً على أفعالهم, لم يقصروا مع طلابنا ومنحوهم شهادات دكتوراه على «أبو جنب», فأصحاب المبادئ الاشتراكية التي تقوم على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص, عاملوا طلابنا سواسية كأسنان المشط المتفوق والفاشل, فجلبوا شهاداتهم من هناك, بينما واسطاتهم تسبقهم لتفصيل مناصب على مقاسهم في الجامعات, ولنحصد ما حصدنا من ازدهار نحسد عليه, بحيث لا يمكن لنا التنكر لفضلهم على مشروع الإصلاح, فلولا صنائعهم لما احتجنا اليوم لإصلاح ما أفسده خراب التعليم, إن لم نقل خراب الذمم ايضاً. فشكراً للأصدقاء السوفيات على أطنان شهادات «الدال» التي منحت بالجملة والمفرق, وبعضها بأثمان أقل من سعر التكلفة, لا تتجاوز حجم حقائب سفر مليئة بكلسات نسائية وملابس داخلية برلون وقطنية وسجاير حمرا تشجيعاً للصناعات الوطنية, والعودة بشهادة قد الحيط تزين صدر المكتب والبيت, مع كتب كارل ماركس ولينين ودمى روسية للذكرى... الله يرحم تلك الأيام.
ولكي لا نندم, نحن بحاجة ليس إلى رابطة يعمل أعضاؤها على إنعاش الصداقة والتذكير بأفضالها, وإنما الى محمية لخريجي الاتحاد السوفياتي, قبل أن ينقرضوا ونترحم على أيام تعليم «أخو البلاش» وتوفير فرص التعليم للجميع, تلبية لحاجة سوق البطالة الى العاطلين من العمل. ومع هذا ربما ترحمنا على ما مضى, لأن الآتي غير مضمونة نتائجه مع اقتصاد السوق المفتوح. وها هي طلائعه, أولها اتساع الشرخ الطبقي وما سوف يخلفه من حرمان التعليم, مع التبشير بأنه لن يحرمنا حياة أكثر سوءاً.
 


بالاتفاق مع الكفاح العربي

إلى الندوة

التعليقات

سأغني مقالة السيدة سعاد بإضافة لم يسبق ان قرأتها في صحافتنا و هي فلسفة بيع الشهادة العلمية في الولايات المتحدة الأميركية و أوروبا : في هذه الدول ثمة شيء يعى فلسفة المؤسسة العلمية و هذه الفلسفة تتضمن رؤية المؤسسة لدور العلم و وظيفته و تعكس هذه الفلسفة موقف المؤسسة السياسي و الإجتماعي و تختلف استثمارات هذه المؤسسات في إخراج صورتها للعالم. لا أستطيع ان أقدم لائحة بأسماء الجامعات و مدى أهميتها و لكن للجميع ان يعلم أن في أميريكا جامعات لا تتجاوز منطق حظيرة- بالمفهوم الأمريكي- BARN و ثمة من يستثمر المال في بيع شهادات وفق مبدأ - نبيعهم ما يرغبون بشرائه- و هذه المعاهد قد لا تكون حظيرة بل قد تمتلك دعاية تعادل جامعات عريقة مثل هارفرد و تفرض أقساطا لا يستطيع توفيرها إلا طبقة قليلة من الموسورين. و أسوق هنا على سبيل المثال لا الحصر شاهدا: مؤسسة BROOKS التعليمية صاحبة سلسلة معاهد تدرس الفنون و علوم إنسانية و تطبيقية و قد أثارت سياسة هذه المؤسسة الشهيرة فضيحة من المستوى الفدرالي . بيع الشهادة في أميريكا أو أوروبا ليس ظاهرة بل تقليد محلي و في هذه الدول كل مواطن يحصل على ما يريد بقدر أهليته: يوجد جامعات للأغبياء و جامعات للأذكياء. و لكن السوق الغربي هو من يقرر أين يذهب كل فريق في حياته و لكل شهادة ثمنها في سوق العمل. فخريج معهد ماسشوتس للعلوم التقنية يعرف قبل أن يتخرج أين سيعمل بل حتى ان الشركات الكبرى تتعهد الطلاب كموظفين عندها إنهم يتصيدون هؤلاءالطلبة منذ السنين الأولى. في حين ان شهادات جامعات كثيرة لا تؤمن لأصحابها قيادة حافلة نقل عام في نيويورك. الجامعات الغربية المهمة معروفة و شروطها معروفة و ليس كل من تخرج من أمريكا فهو حكيم بل حتى يمكن ان يكون أشد غباءا من خريج روسيا على إعتبار ان خريج روسيا يستغل ظروف الروس كما عبرت عن هذا السيدة سعاد - ملابس داخلية- و لكن في أميريكا يزداد الغبي غباءا لأن مكنة الاقتصاد تعرف حاجة المغفل الذي طرق بابها و تقوم بمضغه و ابتلاعه و من ثم تـ.....ه فيكون في حالته النهائية أسوأمما كان عليه في البداية. في سابقة كنت نقلت استغراب أحد الأساتذة الروس من السوريين و العرب إجمالا إذ قال : بعكس كل طلاب الشعوب و كل منطق النفعية فإن السوريون يدفعون للجامعة ليسجلوا فيها ثم يدفعون لها ليتغيبوا عنها! الطلاب الإيرانيون كانوا إذا تغيب الإستاذ يسجلون عند رئيس الجامعة طلبا بتخفيض الأقساط الجامعية . نعم إيران التي تضعها اميركا في محور واحد مع العرب. لكن كل موضوع الشهادات الروسية حله عند سفارة سوريا: و في مكاتب الداخلية السورية فمقارنة الأسماء و الجداول تفضح كل شيء و لكن ثمة عاملان يتدخلان في صناعة الفساد هنا: عامل الاستخبارات السورية و الإستخبارات الغربية التي ترصد حجم الكارثة التي يتم توضيبها و تصديرها الى بلادنا أما الإستخبارات السورية فهي تستفيد من فشل الطلاب في تكريس استلاب المجتمع لفئة قليلة من المخربين في الدولة لا أستطيع تحديد من صاحب من في سورية خاصة بعد الإنشقاقات التاريخية التي أثبتت ان المواطن هو المدافع الحقيقي في النهاية عن المجتمع و الوطن .

ان قراءة المقال لسعاد جروس ومن ثم قراءة التعليق على المقال من قبل ايهم ديب يؤكد نظرية (وجهان لعملة واحدة) فالذي تبين لنا بعد نفض الغبار عن الثوار انهم كانوا في صراع مرير ومتنافس ضد قرنائهم الرأسماليين والاقطاعيين والخ الخ الخ ......؟؟؟؟!!! المهم من هو الذي دفع ثمن فورة دم الثوار وعربدة الراسماليين او الرجعيين ....؟؟!! الذي دفع الثمن هو ملايين السوريين الذين كانوا يساقون كالاغنام للهتافات والمسيرات اما الحقيقة فكانت ان كلا من الطرفين الثوري والرجعي قد تخليا عن ضميرهما تماما في الحرب التي دارت بينهما من اجل تاكييد وجودهما وحتى لو ادى ذلك لاستخدام القنابل الذرية لو وجدت بين ايديهما وان السوري الذي شهد سنوات الستينات وما تلاهاحتى الوقت الحالي يعلم ذلك حقيقة العلم..؟؟ اما من اراد دفن راسه بالتراب وانكار ذلك فله منا دليل بسيط عليه ان يتاكد بنفسه منه وذلك انه اذا تنقل المواطن السوري (المشحر) في دول اوربة وامريكا لكان معظم من يقابلهم في الخارج هماما ابناء البكاوات او ابناء الرفاق واذا نظر الى مصادر اموالهم واعمالهم علم ان الوطن قد استنزف على بكرة ابيه بحجه حمايته من الهجمات الامبريالية والشيوعية والصهيونية والرجعية والعلمانية والتكنولوجية والبيروقراطية والطنبرجية والاسكافية والخ الخ من الافلام السورية البذيئة الاخراج معنا ومضمونا المهم ان المواطن المسكين كان يدفع ثمن اختفاء ضمير الرفاق والاغوات والبكوات وابنائهم البررة ؟؟؟؟ كان الثمن هو جسد وروح المواطن السوري الذي كان يذهب للمعالجة على ايدي اولائك المتخرجين من الدول الشرقية والغربية على حد سواء.... فمعظم هؤلاء حصلوا على شهاداتهم كما ذكر المقال ومن ثم التعليق بطرق ملتوية واستخدام دواء الرشوة المنتشر ليس فقط في صفوف رجال المرور في دولة سورية؟؟؟؟؟ وانما تعدى استخدام ذلك الدواء الى خارج حدود الوطن السوري المعطاء .... وذهبت الكلاسين ذات الصناعة الوطنية السورية وعادت لنا بقدرة قادر على هيئة اوراق مختومة باختام مذهبة كتب عليها اعيد تركيب هذا (....) بصيغة جديد وبامكانكم ان تدعوه طبيبا ولكن فقط في حدود دولتكم ثم ياتي ذلك المتخرج ليتعلم كما قال المثل السوري تعلم الطب في حمير النور بتشديد الواو ان التنافس بين اولاد؟؟.. الثوار والتجار على الالقاب العلمية والمناصب الفارهة افقد البلد من كل امكانياته الحقيقة والعقول الذكية التي ترفض العنف والصراع الغير نظيف وهاجرت الى البلدان الاخرى وعملت ونجحت وافادت تلك البلاد واستفادت منها واما العجول التي رجعت الى سورية من ابناء الثوار والتجار فلم يكن لها خيار فالعمل في البلدان الاخرى لا يعتمد على راسمال الاب او على نضاله وانما يعتمد على امكانات الولد الملل الذي لا يعلم وجهه من قفاه لذلك عادوا الى مسالخ الوطن والسواطير في ايديهم واعناق المواطنين في انتظارهم وتحمي جرائمهم الشهادات المذهبة وبعد التخمة في صراع الشهادات والالقاب من كلا الطرفين نرى الان صراع الاعمال بين افراد نفس الطائفتين الثورية والرجعية وكلاهما ضد مصلحة المواطن فزادت الشركات وغلت الاسعار وعلت اسماء اولاد الك...رام في مجالات الاعمال الحرة والله اعلم غدا على ماذا سوف يتنافس اولاد الك...رام وماهو الثمن الغالي الذي سيدفعه المواطن البائس ملاحظة اخيرة ان الدول الشرقية والغربية المانحة لهذه الشهادات لا تسمح لحاملين هذه الشهادات بممارسة العمل على اراضيها؟؟ وشكرا لشعب سورية المضياف والله حامييييييييهههههههههههها

اعجبتني جرأة السيدة سعاد على تناول هذا النوع من المواضيع والذي يمس معظم ابناء ولاة الامور في دولة سورية ذوي الوجهة الشرقية واعجبتني ايضا شجاعة السيد ايهم ديب في التصدي لها عبر النيل من ابناء معظم التجار والتنظيمات السياسية الاخرى ذوات الوجهة الغربية.... وتغاضى الاثنان عن فساد الشهادات الداخلية... فلقد سمعنا من كثير من السوريين عن نظرية ابو دريد في التسجيل الجامعي؟؟؟؟؟فارجو ممن لديه معلومات عن هذه النظرية ان يفسرها في جريدتكم لانه كما قيل لنا ان ابو دريد كان يضع الطلاب الناجحين في الباكالوريا بعلامات واطييييية يضعهم في الطائرات والمروحيات ثم يقذفهم بالمظلات فوق كليات ومباني الجامعات السورية وكل واحد وحسب حظه؟؟؟ وبعضهم سقط على راسه ومات ارجو الايضاح من الرفاق السوريين والنصر لقضية شعبكم المعطاء والمسكين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...