ضابط استخبارات إسرائيلي: «أوسلو» مجرد كذبة إسرائيلية

13-06-2007

ضابط استخبارات إسرائيلي: «أوسلو» مجرد كذبة إسرائيلية

الجمل:     نشرت صحيفة الأندبندنت البريطانية تقريراً أعده مراسل الصحيفة دونالد ماكينتاير ، حمل عنوان (غاتزيت: خارطة الطريق هي الكذبة).
يقول المراسل دونالد ماكينتاير بأن الجنرال الإسرائيلي –غاتزيت- الذي أسهم في إعادة رسم حدود إسرائيل يقول –الآن- بأن خارطة الطريق هي مجرد (ذريعة مسبقة) لإسرائيل لكي لا تقوم بالتفاوض مع الفلسطينيين.
• الجنرال غاتزيت:
التحق غاتزيت بالعمل كضابط في الجيش الإسرائيلي، وامتدت فترة خدمته العسكرية أربعين عاماً. كذلك كان الجنرال غاتزيت من بين أبرز (الصقور) في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وكان أداؤه العسكري مصدر إعجاب ليفي اشكول، وموشي دايان، ومناحيم بيغن، وبارليف، وغيرهم.. وقد كان ذلك سبباً لتعيين الجنرال غاتزيت في فترة ما بعد حرب عام 1967م مسؤولاً عن الضفة الغربية وقطاع غزة.
عمل الجنرال غاتزيت لفترة طويلة رئيساً لدائرة التخمين في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
كذلك أسهم غاتزيت في الكثير من البحوث والدراسات العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، وبالذات تلك المتعلقة بالشؤون الفلسطينية والعربية.
شارك الجنرال غاتزيت في قنوات الاتصال والتشاور السرية مع العرب، التي مهدت لاتفاقية أوسلو.
حالياً يعيش غاتزيت مرحلة التقاعد ويقوم بالتدريس وإعداد البحوث في معهد الدراسات الوطنية الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب.
• التحول في مواقف الجنرال غاتزيت:
يقول غاتزيت بأن تحول مواقفه يعود إلى رأيه القديم الذي طرحه في إحدى المذكرات (الاستخبارية) التي رفعها للقيادة الإسرائيلية، والتي طالب فيها بعدم إقامة المستوطنات في مناطق الضفة والقطاع، ويقول الجنرال غاتزيت بأن كل من: ليفي اشكول رئيس الوزراء، وموشي دايان وزير الدفاع، واسحق رابين رئيس الأركان لم يستجيبوا جميعاً لما طلبته هذه المذكرة عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية معزولة السلاح وبلا قوات عسكرية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعن ضرورة أن تقوم إسرائيل بتحويل مدينة أورشليم (القدس) إلى مدينة مقدسة للأديان الثلاثة، بحيث يتم إعطاءها وضعاً استثنائياً مستقبلاً على غرار وضع الفاتيكان.
• المعلومات التي أشار إليها غاتزيت:
يقول غاتزيت بأنه يعرف حدوده كضابط مخابرات سابق، وبرغم ذلك، فهو يشير إلى الآتي:
- كانت سياسة (موشي دايان) تقوم على عدم إقامة المستوطنات في الأراضي المحتلة، لا من أجل العرب، ولكن من أجل أمن إسرائيل، والذي كان موشي دايان يرى بأن أمن إسرائيل يكون أفضل عند تطبيق سياسة (الاحتلال الخفي) للأراضي المحتلة.. ولكن عندما جاء الذين خلفوا موشي دايان من أمثال شارون وغيره، فقد أضروا بأمن إسرائيل كثيراً عندما أقاموا المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والجولان، بحيث أصبح يقطن في هذه المستوطنات حالياً أكثر من 250 ألف يهودي، إضافة إلى العدد الكبير من الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على حماية أمن المستوطنات.
- قام مناحيم بيغن بعد مجيء تكتل الليكود إلى السلطة في عام 1977م، باستبدال سياسة (الاحتلال الخفي) بسياسة (الضم الزاحف) وذلك عن طريق التوسع في بناء المستوطنات وتشجيع الهجرة إلى إسرائيل، وقد ساعده في ذلك شارون الذي أشرف على عملية بناء المستوطنات بحيث تلعب كل مستوطنة دوراً مزدوجاً باعتبارها مقر سكن، وفي الوقت نفسه (قطعة عسكرية) إسرائيلية، ومن هنا جاء توزيع أماكن إقامة المستوطنات بحيث يتم بناؤها في المناطق ذات الأهمية القتالية وفقاً لملامح الجغرافيا العسكرية الخاصة بقطاع غزة، والضفة الغربية، والجولان.
- قال غاتزيت: لقد شاركت في التمهيد لاتفاقية أوسلو عن طريق المشاركة والإشراف على قنوات الاتصال السرية التي شكلت الخلفيات الأساسية لقيام اتفاق أوسلو.
ويقول غاتزيت بأنه لم يكن من الذين يعتقدون بان اتفاقية أوسلو قد تم القضاء عليها منذ لحظة البداية، وذلك لأنه –كضابط مخابرات ومن المشرفين على العملية- بأنها كانت عملية بناء ذريعة مسبقة لكي لا تقوم إسرائيل بالتفاوض مع الفلسطينيين.
ويقول غاتزيت بأن الفقرة القائلة بتعليق مناقشة الوضع النهائي المتعلق بالتسوية النهائية إلى حين الفراغ من سلسلة عمليات (إجراءات وضوابط بناء الثقة) هي فقرة قد تم زراعتها خصيصاً داخل بنود ونصوص اتفاق أوسلو.. وذلك لاستخدامها لاحقاً في تعطيل الاتفاق. وبكلمات أخرى كلما حدثت الاشتباكات وإطلاق النيران، فإن إسرائيل تعطل المفاوضات والاتفاقيات متذرعة بضرورة العمل من  أجل استكمال بناء الثقة بين الأطراف.. عن طريق وقف العداوات التي تهدف إلى زعزعة الثقة... (تقول المعلومات بأن الإسرائيليين أنفسهم كانوا يقومون بإطلاق النيران من أجل توفير (المزيد من الذرائع اللازمة).
• أين تقف إسرائيل الآن؟
رداً على هذا السؤال يقول غاتزيت: لقد انقضت أربعة عقود بعد مؤتمر قمة الخرطوم الذي جعل إسرائيل في مواجهة ثلاثة لاءات (لا تفاوض، لا اعتراض، لا سلام)..
والآن أصبحت إسرائيل أمام فرصة كبيرة، قد لا تتوافر لها مستقبلاً، وذلك لأن اللاءات الثلاثة تحولت إلى (ثلاثة نعمات)، بحيث أصبح الموقف نعم للتفاوض بدلاً عن لا للتفاوض، ونعم للاعتراف بدلاً من لا للاعتراف، ونعم للسلام بدلاً من لا للسلام.
وقال غاتزيت بأن إسرائيل أصبحت ترتكب (الأخطاء الكبيرة) على النحو الذي يؤدي إلى ضياع وفقدان (الفرص الكبيرة).. ومن أمثلة ذلك قيام إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو باغتيال الزعيم الفلسطيني يحيى عياش..
كذلك يطالب غاتزيت إسرائيل بضرورة التفاوض مع حماس لان التفاوض في هذه الظروف أفضل لأمن إسرائيل من عدم التفاوض..
ويطالب غاتزيت بأن تقوم إسرائيل بالدخول فوراً في مفاوضات السلام مع سوريا.. وقال بأن المسؤولين الإسرائيليين يتذرعون برفض الإدارة الأمريكية، ولكن ما هو معروف جيداً بالنسبة لي كجنرال إسرائيلي هو أن رفض الإدارة الأمريكية لا يعني شيئاً أمام إسرائيل إذا كانت لديها الرغبة، وحذّر من مغبة التلاعب بالمفاوضات على غرار سيناريوهات اتفاق أوسلو.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...