قصص مشوقة عن أمازونات سورية
يختصر كتاب «نساء سوريا» رحلة معاناة المرأة السورية لإثبات وجودها في مجتمع سيطر عليه الرجال بشكل قسري كما يقول نبيل صالح المشرف على تحرير الكتاب الذي يرصد حياة «الأمازونات السوريات» المحاربات اللواتي فتحن أبواب مختبر الأنوثة ليتدفق منه كنز الأمة وطاقاتها النسوية المخبوءة منذ قرون، مضيفا أن هؤلاء الرائدات خرجن عندما كان الوطن غابة للرجال ينادين بالعدالة والمساواة للمجتمع، فكان خروجهن افتتاحاً رسمياً لعصر النهضة في بلاد الشام.
ويُعتبر «نساء سوريا» من الكتب النادرة التي تغني المكتبة السورية بتسجيل رحلة كفاح المرأة السورية في فترة استقلال سوريا وما بعدها وذلك من خلال تناول أسماء نساء سوريات لامعات كان لهن دورهن الأساسي في تسطير تاريخ سوريا الحديث بحروف من ذهب، حيث تناول الكتاب حياة 40 امرأة سورية لكل منها قصتها في المعاناة وإبراز الذات في مجتمع ذكوري تسيطر عليه روح الاستبعاد لكل ما هو نسوي.
ومن القصص اللافتة في الكتاب نقرأ ما كتبه خضر الآغا عن سيرة الشاعرة الراحلة سنية صالح، حيث يقول الآغا «شعر سنية صالح صيحة الأنثى لحظة ان غدرتها البشرية منذ فجر البشرية، صيحتها في ذروة خوفها على قيمها التي حرستها وأشاعتها منذ فجر البشرية، شعرها هو رائحة دم المرأة منذ ان قتلت أول امرأة في فجر البشرية، فقط لأنها امرأة، وحتى الآن ولم تزل تقتل».
وبعد ان ينقل الكاتب ما قاله أدونيس عن سنية صالح «انها قد تكون أهم شاعرة عربية في الخمسين سنة الأخيرة»، يوضح الآغا ان «ذلك لا يفيد بشيء، فقد همشت الشاعرة واستبعدت ولم توضع في كتاب أو دراسة، ولم يشر إليها في تاريخ الشعر الحديث ولم يكتب عنها وحولها سوى بعض المقالات المعدودة في الصحافة، وان ذكرت مرات قليلة فإنها ذكرت بصفتها زوجة الشاعر الكبير محمد الماغوط».
كما نقرأ ما كتبته الشاعرة والإعلامية سعاد جروس عن سيرة نائب الرئيس السوري للشؤون الثقافية ووزيرة الثقافة السابقة في سوريا الدكتورة نجاح العطار، حيث عرضت جروس ما قدمته العطار من خلال عملها كوزير سابقة للثقافة للحياة الثقافية السورية والمحافظة على الثقافة كقيمة اجتماعية أخلاقية أصيلة وقيمة وطنية مقاومة،وتقول جروس «قًيض للوزيرة محاربة أعداء الثقافة عن جهل من هؤلاء الذين لا يميزون بين المسرح والكاباريه ولا يدركون قيمة الإبداع الجمالي وكذلك انتهازيو الثقافة لتعارضها مع مصالحهم وجشعهم». وتضيف جروس ان «العطار كانت بالدرجة الأولى صاحبة مشروع حضاري تمتلك رؤية شاركها فيها أبناء جيلها».
ويتضمن الكتاب أيضاً سيرة الكاتبة ماري عجمي صاحبة أول مجلة سورية صدرت في العام «1910» باسم مجلة «العروس» والتي جعلت منها عجمي منبراً للأدب والفكر الاصلاحي والتربية والأخلاق، والدعوة إلى تحرير المرأة من قيودها والرجل من جموده، حيث حضت عجمي على إطلاق المرأة في جميع المجالات، على ان تراعى الحشمة والجد ولا تلتفت للسفاسف، وكانت دعوتها منطلقة من المجتمع الذي تعيش فيه لا من أوهام محاكاة التحرر القادم من الغرب والتي أفرزت نماذج مستهجنة في ذلك الوقت مثل: المرأة المقامرة والمبذرة.
«نساء سوريا» كتاب يتضمن قصصا مشوقة وحكايا مؤثرة عن نساء سوريات عانين الكثير حتى أثبتن وجودهن في المجتمع السوري الذي سيطر عليه الرجال كغيره من المجتمعات العربية، والمكان هنا لا يتسع للحديث عن كافة الشخصيات التي تضمنها الكتاب على الرغم من الأسماء المهمة والبارزة فيه، ومن الأسماء البارزة التي شاركت في اعداده انتصار أدهمي ونعمة خالد وحسن حميد وروزا ياسين حسن وعقبة زيدان وسمر يزبك وغسان الرفاعي ومحمد منصور.
الكتاب: نساء سوريا
تحرير وإشراف: نبيل صالح
الناشر : الهيئة السورية لشؤون الأسرة دمشق 2009
الصفحات: 397 صفحة
القطع: الكبير
أحمد كيلاني
المصدر: البيان
30 شخصية نسائية في كتاب نساء سورية
(نساء سورية).. بيبلوغرافيا لأنوثة فاعلة في الحياة السورية
ملاحظات على هامش حفل إطلاق كتاب «نساء سوريا»
إضافة تعليق جديد