كرة قدم بين سلطات الأرض والسماء
كي لا نكرس وضعيتنا كبشر أغبياء يتلاعب بنا من هم في وضعية أسيادنا بسبب مباراة كرة قدم و كيلا نقدم لحسني مبارك و السادة علاء مبارك و معه الرئيس القادم جمال مبارك شهادة حسن سلوك من دم الفقراء في العبارة و الدويقة و طوابير الخبز أو للسيد عبد العزيز بوتفليقة و جنرالات الموت من دماء عدد يقارب ما حصده المستعمر الفرنسي من الفقراء الجزائريين عدا عن تحويل بلد نفطي إلى شوارع من العاطلين عن العمل , إن كل ما جرى هو مثال جيد لنرى كيف نفكر كشعوب , انظروا كيف فكر اللاعبون المصريون و معهم المدرب حسن شحاتة و كيف علقوا على فوزهم بمباراة الإياب في القاهرة , فقد اعتبروا أن الفوز كان نتيجة لدعاء ملايين المصريين , نفس السماء كان يناشدها أيضا ملايين الجزائريين لتنصر فريقهم , و لهذا لم يكن من الضروري مثلا أن ينتبه الفريق المصري بلاعبيه و مدربيه لعقم طريقة أدائهم باستخدام الكرات الطويلة و المرتفعة في مواجهة مدافعين جزائريين طوال القامة ما دامت السماء هي من سيحدد النتيجة الأخيرة , أو في الواقع النتيجة العشوائية للعب عشوائي يعتمد على عوامل آخرها هو التفكير السليم , هكذا نفسر السماء و أقدارنا و هكذا نفسر ما يجري لنا في الواقع و ما سيحدث لنا في الغد , لذا من غير المستغرب أن نترك كل القهر و النهب الذي يشكل حياتنا لنصرخ كالمهابيل في مباراة لكرة القدم , و لأن البعض استخدم إسرائيل في الحديث عن الآخر – الفقير الآخر هنا , و ليس النظام الآخر مثلا , فسأذكر هنا ملاحظة أخيرة عن إسرائيل , الشيء الوحيد الأكيد اليوم هو أنه لو لعب فريق أي دولة عربية , أي دولة دون استثناء من كل تلك الدول من المحيط إلى الخليج حسب توصيف البعث , مع فريق دولة إسرائيل تحديدا فإنه على لاعبي ذلك الفريق و مدربيه , الذين يعدون من القلة المقربة من أي نظام و المكلفة بتمجيده و شكره عند كل انتصار تسجله و التي تضم أيضا الممثلين و العاملين في التلفزيونات و غيرهم , أن يبدوا أقصى احترام للاعبي الخصم الإسرائيلي و جماهيره و عليهم أن يتناسوا كل الدم و الموت و أشلاء القتلى و أشجار الزيتون و أن ينحنوا كما فعل سادتهم أمام النجمة السداسية مهما فعل الفريق الخصم تماما كما يفعل سادتهم أمام جيوش الخصم الذي دك كل شيء مؤخرا في غزة , و قبلها في لبنان و مصر و سورية و غيرها , وسط صمت سادتهم , لا تصدقوا أن هؤلاء السادة سيتعاملون مع الخصم الإسرائيلي في ملعب كرة القدم بشكل يختلف مع ما فعلوه و يفعلوه مع غارات الطائرات الإسرائيلية و قصف دباباتهم لبعض منازل الفقراء.
مازن كم الماز
التعليقات
مازال المصريون
إضافة تعليق جديد