لافروف: كل الدول ترفض عرقنة سوريا وودمشق تتهم واشنطن بـ«النفاق»
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس، فشل الدول الغربية في اقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف، معتبرا ان إصرار بعض الدول الخليجية لتسليم السلطة إلى المعارضة «إهانة مباشرة» لموسكو وواشنطن. وبعدما جدد القول ان موسكو ترفض القبول بفكرة ان يكون المؤتمر بمثابة إعلان «استسلام» للنظام السوري، اكد أن جميع دول العالم لا تريد «تكرار السيناريو العراقي» في سوريا.
وفي حين اشار لافروف الى أن موسكو ستنفذ عقد تزويد سوريا بمنظومة صواريخ «أس 300»، استبعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تسليم المعارضة السورية أسلحة يمكن أن «توجه إلى فرنسا»، وذلك عشية اجتماع في الدوحة غدا لمجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم 11 دولة لبحث مطالب المسلحين.
وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بغداد تتعرض لضغوط من طرفي الصراع في سوريا وأن سياسة العراق الرسمية المتسمة بالحياد أصبحت مهددة مع تحول الصراع إلى حرب بالوكالة في المنطقة بأسرها. وقال «نبذل ما في وسعنا للحفاظ على موقف محايد، لكن الضغوط هائلة وإلى متى يمكننا الصمود أمر يتعلق بتطور الأحداث في سوريا». وأضاف «ما لم يبذل المجتمع الدولي ومجلس الأمن جهوداً جادة للتدخل، ستستمر هذه الحال لفترة طويلة، لأن أياً من الطرفين لا يمكنه أن يحقق النصر».
وأعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، انه واثق من أن الجيش السوري سيسترد كل الأراضي التي يسيطر المسلحون عليها حاليا، مضيفا أن «النصر في المتناول بالرغم من الكميات الكبيرة للأسلحة التي تتدفق إلى البلد».
وطالب المقداد الولايات المتحدة بالتوقف عن «النفاق» والتوقف عن دعم المسلحين. وقال إن «قرار الإدارة الأميركية بتسليح مجموعات إرهابية ليس جديدا. نعتقد أن الولايات المتحدة تقف وراء جميع هذه المجموعات، ليس فقط منذ بدء الأزمة في سوريا، ولكن قبل ذلك».
وقال لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا 24» بثت أمس، «إننا والأميركيين والأوروبيين وجميع الدول الأخرى بما فيها دول العالم العربي والعالم الإسلامي لا يريدون أن يشاهدوا سوريا تتبع طريق العراق، حيث صاحب غزو الأميركيين لهذا البلد طرد السنة من جميع المؤسسات المهمة وتسليم كافة السلطات إلى الشيعة». وأضاف «بالنسبة إلى سوريا نرى جميعا ضرورة المحافظة على وحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على سيادة هذا البلد والتنوع الاثني والديني فيه».
وفي ختام قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية الثلاثاء الماضي، تبنى قادة المجموعة بيانا دعوا فيه إلى عقد مؤتمر جنيف «في أسرع وقت ممكن». وقال لافروف إن «روسيا دفعت من اجل تحديد موعد للمؤتمر في البيان الختامي، إلا أن الشركاء الغربيين رفضوا ذلك. عرضنا تحديد مثل هذا الإطار الزمني وقلنا ليكن شهرا أو شهرين أو ثلاثة، ليس مهما. اختار شركاؤنا الغربيون عدم التطرق إلى تواريخ محددة لأنهم ليسوا متأكدين بتاتا من أن بإمكانهم إقناع المعارضة» بالمشاركة في المؤتمر. ورفض أن يكون هدف المؤتمر هو مطالبة «الحكومة السورية بالاستسلام»، واصفا «إصرار بعض دول الخليج على تسليم السلطة إلى المعارضة بأنه إهانة مباشرة» لموسكو وواشنطن.
وأكد «ضرورة مشاركة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في أعمال مؤتمر جنيف 2»، مرحبا بتغير الموقف الفرنسي بخصوص هذا الموضوع.
وأعلن لافروف أن «موسكو لا تشك في أن جبهة النصرة الإرهابية ستحصل على أسلحة غربية في حال توريدها إلى سوريا»، موضحا أن «جبهة النصرة هي الهيئة الأكثر فعالية في المعارضة السورية»، مؤكدا أن «غالبية الأسلحة المصدرة إلى سوريا ستوزع من خلال هذا التنظيم الأكثر تنظيما وتنسيقا». وأضاف أن «الشركاء الغربيين يتفهمون خطورة الطريق الذي قد يسلكونه».
وحول صواريخ «أس 300»، أكد لافروف أن موسكو «تنفذ كافة صفقاتها»، مشيرا إلى أن «الصفقة الخاصة بتسليم سوريا صواريخ أس 300 لم تنفذ بعد بالكامل».
وقال مصدر في الوفد الروسي إلى معرض الطيران «لوبورجيه 2013» في باريس لوكالة «نوفوستي» أن «مصنع إيركوت انتهى من تصنيع أول دفعة من طائرات التدريب والقتال ياك-130» التي تعاقدت سوريا على شرائها»، موضحا أن «الشركة تنتظر قرار إرسالها إلى سوريا». وكانت موسكو ودمشق وقعتا اتفاقا في كانون الأول العام 2011 لبيع سوريا 36 طائرة «ياك 130»، تم تسليم 6 منها إلى دمشق مؤخرا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في باريس، «نحن (فرنسا) لا نسلم أسلحة لكي يتم توجيهها إلينا، وهذا واضح». وأضاف «قلنا دائما إننا هنا لمساعدة المقاومة (للنظام السوري) للوصول إلى حل سياسي. لكن بالنسبة للأسلحة، من غير الوارد تسليم أسلحة في ظروف غير مؤكدة في ما يتعلق بنا».
وتابع «انه احد الأسباب التي تدعونا إلى إجراء مشاورات مع العميد (سليم) إدريس القائد العسكري الميداني» للمسلحين. وقال «في الدوحة سنحاول استعراض الوضع على الأرض ونرى كيف يمكننا مساعدة الائتلاف والوصول إلى وضع سياسي».
واعتبر انه إذا أرادت طهران المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، فعليها أن تقبل بتشكيل حكومة انتقالية رافضا أي تغيير في موقف فرنسا حول المشاركة الإيرانية. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرنسوا هولاند سيزور الدوحة غدا، على أن يزور الأردن الأحد.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد