لبنان: انتقادات للمقاطعة وكتاب مفتوح للقمة العربية
وجه الأمين العام لمنبر الوحدة الوطنية، الرئيس سليم الحص كتاباً مفتوحاً إلى القمة، انتقد فيه «خفض مستوى التمثيل من جانب بعض الدول العربية». وحذر من أن المنطقة تتعرض لمؤامرة أميركية إسرائيلية ترمي إلى تفتيتها كيانات فئوية متصارعة. وقال إن لبنان «يقف على شفا الانهيار» و«في حاجة إلى قرار عربي موحد ينتشله من أتون أزمته المستعصية»، لافتاً المؤتمرين إلى أن «أزمة لبنان مرشحة للانتقال بالعدوى إلى أقطار الجوار جميعاً، حيث تتفاعل تناقضات تماثل تلك التي تمزق مجتمعنا الصغير». ورأى أن الإنقاذ يكون بتبني المبادرة العربية وباحتضان حوار يؤدي إلى صيغة لتطبيقها ببنودها الثلاثة معاً.
وكان قرار مقاطعة القمة قد أثار موجة انتقادات حادة، أبرزها من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي استغرب هذا القرار في وقت «من الضروري أن يشارك لبنان حتى يتباحث مع أشقائه العرب في حل الأزمات التي تعصف به». ووصف النائب عبد المجيد صالح القرار بأنه «غير صائب»، عازياً إياه إلى «الموقف الأميركي الذي كان يدعو إلى مقاطعة القمة لإفشالها وإضعاف الحضور فيها». ورأى النائب إسماعيل سكرية أن موقف الحكومة «لم يكن سليماً ومسؤولاً يراعي مصلحة لبنان، بل غلب عليه الطابع العدائي لسوريا».
وأكد النائب حسين الحاج حسن أن القمة «ستقوم رغم محاولات إفشالها من أميركا وحلفائها»، وأن «الضجيج الأميركي وأصداءه في لبنان والمنطقة لن يرهبا المعارضة، ولن يجبراها على تغيير معتقداتها وثوابتها». واستغرب الاحتفاء بالقائمة بالأعمال الأميركية في البيال، سائلاً: «هل إذا أتى بوش إلى لبنان ستقبِّلون يديه؟». وتوجه النائب علي عمار «إلى من ارتضوا أن يكونوا رأس حربة للمشروع الصهيوأميركي» بالقول: «إن الرهان على العدو في تغيير وجه المنطقة هو رهان خاسر»، مشيراً إلى أن «الكلام على البوارج، والإيحاء بالحشود، ما هو إلا تهويل في الفراغ».
ومن النواب السابقين، رأى ناصر قنديل أن موقف الحكومة وعدد من الدول العربية من القمة هو «استباق لتحقيق سوري بملف اغتيال عماد مغنية، ستترك نتائجه مفاعيلها في الشارع العربي، وهو تآمر أيضاً على حق العودة، وإعلان للعداء مع سوريا ودفن الطائف نهائياً». وقال عدنان عرقجي إن المقاطعة «تؤكد كذب قوى 14 شباط في البحث عن حل للأزمة». فيما رأى فيصل الداوود أنها تؤكد ارتباط الحكومة «بالمحور السعودي ـ المصري، وأنها أداة في المشروع الأميركي في المنطقة». ورأى فيها وجيه البعريني «دليل ضعف الحجة عند لبنان وعند المقاطعين». وقال جهاد الصمد: «سقطت الأقنعة عن هذا الفريق، الذي تبيّن أنّه مجرد دمية للمشروع الأميركي، ويريد أخذ لبنان إلى سياسة المحاور التي لن تحمل للبنان إلا الخطر الكبير».ووصف عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل، خليل حمدان، القرار بأنه «غباء سياسي بامتياز، يضر بمصلحة لبنان وبعيد كل البعد عن حل الأزمة اللبنانية». واستنكرت جبهة العمل الإسلامي المقاطعة، مشيرة إلى أنها «انصياع للموقف الأميركي الرافض لكل الحلول المطروحة، والمحرض على الفتنة والفوضى الهدامة». كما رأى رئيس حزب التضامن، إميل رحمة، أنها «تثبت انحياز فريق السلطة انحيازاً كاملاً إلى محور عربي في مواجهة محور عربي آخر». وأسف رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي «لأن من في الحكم في لبنان لا ينظرون إلا من زاوية ذاتية». كذلك رأى رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي «أن الحسابات السياسية الضيقة هي التي تتحكم في قرارات الحكومة». ووصف رئيس المركز الوطني للعمل الاجتماعي في الشمال، كمال الخير، القرار بأنه «سابقة خطيرة». فيما دعت القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال، إلى الرد «بتحويل القمة إلى قمة للصمود والمواجهة والمقاومة لنهج الاستسلام، وقمة للتضامن العربي».
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد