مأساة نصر حامد أبو زيد
أن يُصنع للإنسان مصير لم يتوقعه، ولم يرغب به، وأن يُدفع إليه دفعاً، وفقاً لسياق سياسي أقرب إلى الصدفة والعبث، وأن يكون ضحية مساومات قوامها الربح والخسارة تقود الإنسان النزيه، الذي لا يعرف المساومة، إلى المنفى، هذا كله يدعى بـ: المأساة. ذلك أن للصناعة المشوّهة التي تعيد تخليق أقدار البشر صفة: القدر. عاش نصر حامد أبو زيد مأساته، التي صنعها الآخرون له، ورحل.
ومع أن هذه المأساة لفظ مفرد فإنها، في مستوياتها المتعددة، مأساة بصيغة الجمع: مأساة الأستاذ الجامعي المجتهد في وسط أكاديمي يميل إلى البلادة واستظهار المعروف، ومأساة العارف الملتزم بأخلاقية المعرفة في وسط جامعي يقايض المعرفة بوسائل النفوذ، ومأساة الوجود البريء في زمن يسوّق الإثم فضيلةً. كل شيء ليس في مكانه، فلا العلم علم ولا الإيمان إيمان ولا الجامعة جامعة ولا الفتوى فتوى، كما لو كان على السوي في زمن الانحلال أن يحمل قيوده ويرحل، ويستحيل إلى طيف من أطياف نهضة عربية، أجهزت عليها هزيمة حزيران ـ 1967 ـ مرة واحدة وإلى الأبد، ربما. تتضاعف دلالة المأساة في زمن يؤثم الصحيح، ويسبغ على الإثم كل صفات الفضيلة ويحجب الآثم والفضيل بضوضاء تشبه البلاغة، مدعية نصراً أقرب إلى الموت. غير أن للانحلال منطقة المنحلّ، الذي يعدم الدلالات بعد إلغاء الحدود بين الجهل والإيمان، وبين التجهيل والدفاع عن الحق.
في حديث أليف مع أصدقاء له في دمشق القديمة، قال نصر حامد أبو زيد ذات مرة: «الأخلاق تؤدي إلى المعرفة، والإنسان الأخلاقي لا يتسامح مع جهله، بينما لا تقود المعرفة ، بالضرورة، إلى الأخلاق، وإلا لما عرف التاريخ تلك الجوقة السعيدة من «فقهاء السلاطين»، الذين يمسحون الحدود بين المعرفة والتجارة». أشار، لاحقاً، إلى علاقات المعرفة والاختبار والمقدس، وأضاف كلمتي: الشقي والسعيد، معالجاً ابتسامة تحوّلت إلى قهقهة. ذلك أن المعرفة التي يعفيها المقدس التي تلوذ به من الاختبار الدنيوي معرفة سعيدة. إنه «علم جمال التأجيل»، أو «بديع الإرجاء»، أو أولوية يقينات الآخرة على متاع الدنيا. قال بشيء من الغضب: «إذا كانت الدنيا فانية عارضة ماسخة، فكيف تحوّل الإيمان الإسلامي إلى إمبراطورية واسعة؟». تأتي حقائق الدين، في زمن البراءة، من كتب الدين، ويأتي ما يعارض الجوهر الديني، في زمن الإثم، من فساد السياق. «إن حجب الفاسد بلفظة دينية يوطّد السياق ويفسد الدين»، ذلك «ان القول الديني الفاسد يحتفي بالبلاغة وينهر الاختبار». ولعل العلاقة بين المعرفة الإنسانية الفاعلة وضرورة الاختبار هي التي تعطف المعرفة على «شقاء لا بد منه»، فالمعرفة الإنسانية الفاعلة لا تكشف عن حقيقتها إلا بالاختبار. فالأعمال ليست بالنيّات ولا بالبلاغة، إنها في أفعال تميّز الساخن من البارد، وتفصل بين مجتمع ينتج تاريخه، و«آخر بلاغي» يحوّل التاريخ الإنساني إلى «فرجة»، مؤمناً أن تاريخه الحقيقي تاريخ موعود.
إيمان أخلاقي
اختبر أبو زيد إمكانياته العقلية في قراءة النص الديني بشكل جديد، ومارس الاجتهاد، حالماً بأن يختبر «المؤمنون» جدوى إيمانهم في زمن العولمة، بعيداً عن ثنائية جاهزة، تفصل بين الأبرار والأشرار. مارس الاجتهاد وهو يمارس أخلاقية المعرفة، بلغة معينة، أو وهو يمارس «إيمانه الأخلاقي» الخاص به، بلغة أخرى، ذلك أن للتقدم والتأخر مكاناً في السياسة والاقتصاد والتقنيات، وفي قراءة النص الديني أيضاً. غير أن الذين ينهون عن التجربة والاختبار، مختصرين الإنسان والمجتمع والوجود بكلمات لها رنين ديني، يواجهون المتمردين على الموات بصفة قاطعة: الكفر. ومن الطريف أن فقهاء الظلام لا يرون من الجوع والأمية والاضطهاد وانتهاك الأوطان والإرهاب الإسرائيلي شيئاً، وإن كان لهم قدرة فائقة على «النفاذ إلى الصدور»، وتعيين ألوانها وأصواتها ونسبة الإيمان فيها، وصولاً إلى «حكم أكيد لا يحتاج إلى برهان» يكفــّر نصر حامد أبو زيد ويرمي به إلى المنفى.
في مساء خريفي هادئ في دمشق، وبحضور الصديق محمد دكروب، قال نصر وهو يحدّق في الفضاء: «كثيراً ما أصحو فكراً على صوت الأذان، عادة قديمة صاحبت عمري في القرية والمدينة، وحافظت على صحبتها، بإيقاع يدعو إلى البكاء وأنا في هولاندا. كان علي أن أهزّ رأسي أكثر من مرة، وأن أسحب عقلي من النعاس، كي أدرك أن مآذن القاهرة المتقاطعة لا وجود لها في المنفى الجديد». تجربة قاهرة أن تتوزّع على زمنين، أحدهما قديم أليف دافئ عامر بالأسرار، وثانيهما طارئ أشبه بمرض نزل على غير انتظار. «لازمني الصحو فجراً، مع الأذان، منذ أن كنت طفلاً فصبياً فشاباً: الذهاب إلى الجامع فجراً كان عادة، والنهوض فجراً من أجل الدراسة عادة أخرى، والاقتران مع تنفس الصبح قديم، ... كل ذلك كان ينتظم حول الأذان، كما لو كان الأخير أستاذاً مهيباً جميلاً يلبّي التلميذ نداءه بفرح أقرب إلى الفطرة...». لم يكن ذلك الفلاح النبيل بحاجة إلى «علماء الفتوى» ليتعلم «مبادئ الإيمان»، التي هي فطرة لا يجدي معها «التدريب الإلزامي» شيئاً، ولا تأتلف مع الصياغات القاطعة ففي الإيمان اشياء من ضوء الطفولة وفضول الصبا وتساؤلات الشباب، وأشياء قد تمتد إلى ليل ريفي لا تستنفد أسراره، وإلى زمن سحري مشبع بالأذان وتباريك الأم الراحلة. بيد أن «تجار المقدس» لا ينشغلون كثيراً بطبقات الروح، ولا يعترفون بالمتعدد وعوالم الظلال وعتمة الذاكرة، منذ أن آثروا اختصار الدنيا والآخرة إلى كلمات مهيبة، تنكر البرهان، لأنها هي البرهان، بل أن القائل بها، حتى لو كان ركيك الكلام، يقرّر وحده معنى البرهان، ما دام في تغييب العقل والبرهان ما يضمن تجارة وافرة، تضعه مع «المؤمنين» كلاماً، وترسله «على مستوى الريع» إلى مكان آخر لا يتعرّف بمعايير الإيمان والضلال.
ماذا جنى نصر حامد أبو زيد من «كفره» المفترض، وما جنى من تكفيره هؤلاء الذين جنوا عليه؟ في زيارة إلى دمشق وحلب، في نهاية التسعينيات الماضية، وكان مع زوجته الكريمة ابتهال، سأل، ما هي تكاليف حياة متواضعة في دمشق؟ لا يصدر المعنى من «تكاليف السكن»، بسيطاً كان أو مقبولاً بمشقة، ذلك أن السائل وجد في الثلاثمئة دولار مبلغاً كبيراً، بل يصدر عن تكاليف الحياة، التي تردّه من مصر إلى هولندا فإلى بلد عربي من جديد، في انتظار مكان يلوح في الفضاء. إنها مأساة الذي يرفض أن يتصرّف الآخرون بعقله، مصمّماً أن يحتفظ «المفكر المهجَّر» بعقله الحر، كما لو كانت حريته العقلية هي الوطن الوحيد المتبقي له. هذا المتبقّي، المأساوي والنبيل معاً، هو ما جناه أبو زيد من رحلة غريبة غير متوقعة، أعادت تعريف الوطن أكثر من مرة. ما معنى الوطن الذي يمنع الإنسان المنتمي إليه من التفكير، وما معنى الوطن في مساحة موروثة تلغي الحدود بين التفكير والتكفير، وما معنى الوطن حين يختصر إلى جسد مهاجر يبدو لا تاريخ له؟ إذا كانت الفلسفة البائسة هي فولكلور للفلسفة، كما كان يقول غرامشي، فإن الوطن الذي يساوي التفكير بالتكفير هو وطن فولكلوري، يشبه الوطن ولا يكونه.
ما جناه أبو زيد يتعيّن بالوسيلة والغاية اللتين «امتلأ» بهما، قبل أن ينتقل من الوطن الفولكلوري إلى تكاليف الغربة المرهقة. ووسيلته عقله، وقد صقلته معايير الأخلاق، وغايته الارتقاء بمجتمع مصري أنتج، في تاريخه القريب، عقولاً راقية عانت، بدورها، من مهنة الحقيقة. حين فوجئ الشاب طه حسين بثقل التكفير، بعد نشر «في الأدب الجاهلي»، هجس بالانتحار، إلى نقل أزمته إلى سيرته الذاتية: «الأيام»، التي تأمل فيها التحدي والاستجابة، منذ أن فقد بصره وعاش ضريراً، إلى «يوم التكفير» الذي دافع فيه عن بصيرة المعرفة. غير أن ثبات التكفير في المجتمعات التي أخطأت النهضة لا يعني ثبات السياق، الذي يغدو أكثر استبداداً كلما بدت النهضة ذكرى بعيدة. في زمن طه حسين كانت هناك جامعة تغاير الجامع، وأحزاب سياسية وقاضٍ نبيه وأخلاق مدنية ومدينية، وحزب الوفد الذي وحّد بين الدستور والوطنية، وكان هناك أفق يبحث عن هويته. أما في زمن مأساة نصر أبو زيد فكان الجامع قد استهلك الجامعة، والأحزاب فولكلوراً غير فلسفي، وأنصار العقلانية والعلمانية واليسار شيعاً متفرقة، يبتعدون عن السياق ويقتربون منه، فإن آثروا الوضوح ذابت أصواتهم في ضجيج الإعلان والهداية الكاذبة.
وماذا جناه دعاة التكفير، في زمن أفول الإسلام المستنير، حوّلوا هزائم الأمة إلى تجارة لا بوار فيها منذ أن حجبوا، بـ«اجتهاد مقدس»، دلالة هزيمة حزيران التاريخية وانصرفوا إلى التمييز بين الطبع الإسلامي والطبع المسيحي، وبين المسلم وشبه المسلم مروراً بطرفة لا طرافة فيها عنوانها: أسلمة العلوم، التي تمر على أشياء كثيرة لا موقع فيها للفيزياء والرياضيات والبيولوجيا و«علوم الحياة»، بلغة الكواكبي، التي يتطيّر منها المستبدون. ولهذا بدأ «الداعية المفترضة» بطموح محدود قوامه تجسير المسافة بين المؤمن وآخرته، وبعد أن اشتد عوده أخذ يجسر المسافة بين إسلام الشعب وإسلام السلطة، إلى أن مزج بين الإسلام والإعلان، محوّلاً الطرفين إلى سلعة مضمونة الربح، تجعله من رجال الإسلام ورجال الأعمال في آن، والشواهد كثيرة.
الإصلاح الديني
أراد نصر إصلاحاً دينياً يصلح أحوال الأمة بلغة تقليدية، وأراد دعاة الظلام إصلاح نصر، كي يكون عالماً في شكله، ومعادياً للعلم في مضمونه وقيمه وأخلاقه. ولأن نصر إنسان حقيقي مرجعه في ذاته أصبح «منبوذاً»، لا مكان له بين «الجماعة» الصالحة المنتصرة، أو غدا «مخذولاً»، بلغة من هؤلاء الذين رأوا في طه حسين مخذولاً آخر، خذله خالقه وطرده خارج الجماعة. ولكن ما هو دور هذه «الجماعة غير المخذولة» في زمن يعبث فيه الأميركيون بالعراق بأدوات مختلفة؟ وما المتبقي من الجهاد أمام فلسطين الذاهبة إلى الغرق، والقدس التي تتهوّد أكثر فأكثر، واليمن والسودان ومناطق أخرى... من أين يأتي فَخَار المؤمنين إن كان العالم العربي كله، أو بعضه، هامشاً في السياسة العالمية لا يلتفت إليه؟ الجواب ربما في محو الفكر المضيء من ابن رشد إلى نصر حامد أبو زيد. ولعل الإدمان على المهانة، بلغة الكواكبي، أوالانصياع إلى الـ«نعم» القبيحة بلغة طه حسين، هو الذي يجعل الأيديولوجيا الإسلامية المسيطرة تنبذ فكرة الاختبار وتكره مفهوم البرهان وتتطير من معنى المقارنة، مزاوجة، بنجاح غير مسبوق، بين التلقين والعبودية، بعد أن استقرت الحقيقة في شخص «الداعية ـ الوسيط»، الذي يقرّر شؤون «المؤمنين» في الدنيا والآخرة.
المأساة أن يُدفع بالإنسان إلى منفى لا يريده، وأن يتهم بما ليس فيه، وأن يتحول العبث بأقدار إنسان عادل نزيه إلى تجارة، وأن يصبح الجهل المقدس علماً للعلوم. مأساة أبو زيد مرآة لمأساة أمة، حملها أبو زيد بإرادة لا تساوم، وأدمنت عليها الأمة إدماناً لا شفاء منه، ربما.
في مسار نصر حامد أبو زيد، عالماً ومثقفاً وإنساناً، ما هو جدير بالاحتفاء والتأمل والتحية. استحق هذا قبل رحيله، ويستحقه بعد أن غيّبه الموت، والتحق مع كتبه بمكتبة الفكر العربي التحرري.
لم يشأ الأستاذ الجامعي، الذي تعامل مع قضية الفكر بجدية عالية، أن يأخذ بعادات الفكر الاتباعي، الذي ينصاع إلى القديم ويعيد إنتاجه بلا اختلاف، إنما أراد أن يكون المختلف النقدي، الذي يقلق الأسئلة القديمة ويطرح جديداً مفيداً. ولهذا أقلق الحقل الفكري التراثي، الذي عمل فيه، وأضاف جديداً متنوعاً إلى مواضيعه، مس ذلك التصوف ومعنى النص والقراءة والتأويل، أو تعامل مع قضايا نظرية ـ سياسية، ليس آخرها «نقد الخطاب الديني»، ذلك الخطاب الذي يسوّغ ما لا يجب تسويغه. أقام بحثه، الذي لم يكتمل، على مبدأ التعدد، الذي لا يرتاح إلى اليقين، مؤكداً أن المعرفة حوار، وأن العقل الإنساني متعدد، وأن الركون إلى الأحادية والتجانس اقتراب من الموت. وبسبب قلقه المعرفي، الذي هو ميزة كل مفكر حقيقي، اختلف مع «حراس الركود»، الذين يساوون بين الجمود والمقدس، واختلف أكثر مع تقليد مدرسي قديم، يصالح بين الحقيقة والمنفعة السلطوية.
آمن نصر حامد أبو زيد، متقفياً آثار كل فكر مستنير، بدور المعرفة النقدية في إعادة بناء المجتمع، وبدور النقد في تجديد المعرفة والمجتمع معاً. دفعه تصوره، الذي حافظ عليه حتى النهاية، إلى قراءة التراث بمعرفة من الحاضر، ذلك أن قراءة القديم بمناهج منه لا يفضي إلى شيء، وإلى قراءة التراث من وجهة نظر حاجات الزمن المعيش، التي ترهن الموروث وتبرهن عن حياته، وتحوّله إلى جزء من ثقافة الحاضر. مايز، في الحالين، بين الماضي، الذي هو تراكم زمني رحل ولن يعود، والتاريخ، الذي هو ماضٍ تعيد صياغته قضايا الحاضر وتعطيه حياة جديدة. دافع في ترهينه للموروث عن معنى التراث، ناظراً إلى التقدم الإنساني الذي يحلّل ويسائل ويشرح، مبتدئاً من الإنسان وحاجاته المتجدّدة، بعيداً عن بلاغة شكلانية تلغي التراث والإنسان معاً.
كان يسـتأنس، في بحثه القلق، بنسق فكري إصلاحي، عرفه ودرسه واختار الانتماء إليه، راجعاً من الشيخ محمد عبده، الذي حارب استسهال التكفير، إلى رفاعة رفعة الطهطاوي، الذي صالح بين الإسلام والفكر الكوني، متقدماً إلى طه حسين، الذي وحد بين النقد المنهجي والتحرر من «سطوة القدماء»، وبين الثقافة والوطنية والثقافة الإنسانية. ولهذا كان على أبي زيد أن يواجه «صعوبات البحث عن الحقيقة»، التي تتضمن المنفى وظلم الاتهام وطقوس التكفير، واختراع ما يؤذي الأرواح الحيّة ويرضي «الأرواح الميتة».
لم يكن منهج التفكير الحر، الذي التزم به أبو زيد، جديداً كلياً، وإن كان الجديد في السياق الاجتماعي ـ السياسي، الذي عاش فيه محنته. لم يشأ أن يرى في المعرفة ملكية خاصة، ولا في التفكير عادة بين عادات أخرى، ولا في النظرية خطاباً مغلقاً متعالياً، يحاذر الاقتراب من مسائل المجتمع السياسية والسلطة. ولذلك لم يعرف أبو زيد المساومة ولم يقبل بالتلفيق النظري، الذي يرضي الجميع ولا يأتي بجديد، ويرضي سلامة الباحث ويسيء إلى تقاليد الفكر المدافع عن الحرية.
ورث أبو زيد مفاهيم النقد والحرية وشرف البحث العلمي، وعاش موروثه المختار، منتجاً ومبدعاً ونزيهاً، مضيفاً حلقة مضيئة إلى سلسلة الفكر العربي الحديث، وتاركاً للباحثين عن المعرفة والحياة الكريمة موروثاً، يتكئون عليه ويستأنفونه.
نصر حامد أبو زيد مفكر حر خلّف وراءه آثاراً تدل عليه، داعياً تلاميذه وأنصاره إلى الحفاظ على هذه الآثار وتوسيع آفاقها، وذلك في زمن عربي يتوزع على الموت والحياة معاً.
حين يحاول عاقل إصلاح قلعة فاسدة يلقي به أهلها خارجاً.
فيصل دراج
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد