متكي: دور لدمشق لحل الأزمة مع الغرب
قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إن بلاده «تدرس» طلب الولايات المتحدة فتح مكتب لرعاية مصالحها في طهران، معتبراً مشاركة مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز في محادثات مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين علي جليلي في جنيف غدا «من دون شروط مسبقة امرا ايجابيا».
وكان متقي يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في ختام محادثات اجراها المسؤول الايراني مع الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع والمعلم. وقال ناطق رئاسي إن الاسد اطلع متقي «على وجهة نظر المسؤولين الفرنسيين في شأن الملف النووي الإيراني، معرباً عن قناعته التامّة بأن الحوار والديبلوماسية هما الوسيلة الوحيدة لتسوية هذا الملف». واضاف ان الوزير الايراني «اعرب عن تقدير بلاده الكبير لمواقف سورية خلال محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين، مرحباً بأي دور يمكن أن تقوم به سورية لإزالة التوتر بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي الإيراني». وقالت مصادر ان الجانب الايراني يتحدث عن ثلاثة مؤشرات ايجابية من واشنطن: الاول ان وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وقعت على رسالة الحوافز التي نقلها اخيرا سولانا باسم مجموعة 5+1 الى طهران. والثاني طلب واشنطن فتح مكتب لرعاية المصالح في طهران. والثالث حضور بيرنز لقاء سولانا وجليلي غدا.
واوضح متقي امس ان وجود المسؤول الاميركي «ايجابي ونتطلع الى انخراط بناء» اذ انه «يساعد أميركا أن تطلع على وجهات النظر الإيرانية بصورة مباشرة»، مشيرا الى ان الاميركيين تقدموا بطلب لفتح مكتب لرعاية المصالح، وان طهران تقدمت العام الماضي بطلب لتسيير رحالات جوية مباشرة بين إيران وأميركا، وقال: «هذه الأمور قيد الدرس».
ولاحظ متقي وجود «مؤشرات ايجابية» في النهج الاوروبي مع طهران، وقال: «قبل شهرين قدمنا رزمة من المقترحات، ثم قام سولانا وقدم مقترحات. هذا المسار الذي بدأناه يختلف عن السابق»، مشيرا الى ان رسالة 5+1 تتضمن «الاعتراف بحق إيران المشروع في امتلاك الطاقة النووية للأغراض سليمة»، وقال إن هناك «إمكانية للوصول إلى اتفاق بين الجانبين».
من جهته، قال المعلم إنه تبادل مع متقي الأفكار بعد طلب الرئيس نيكولا ساركوزي بذل جهود لدى طهران لتقديم أدلة لعدم الرغبة بامتلاك برنامج نووي عسكري «في إطار ثوابت معروفة (مفادها انه) يجب عدم النيل من حق إيران الذي نصت عليه معاهدة منع الانتشار والاستخدام السلمي للطاقة النووية»، قبل ان يشير الى ان سورية وإيران كانتا من اوائل الدول التي دعت إلى جعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار، غير ان واشنطن «للأسف رفضت القرار لأنها انحازت لما تملكه إسرائيل من سلاح نووي».
ولاحظ المعلم ان ساركوزي «شخصياً وعلى خلاف قادة آخرين في الغرب، رغب بكل حكمة أن يستثمر العلاقات السورية - الإيرانية، اذ طلب القيام بدور سوري لدى الأشقاء في إيران يهدف إلى شرح بأن النيات الإيرانية في البرنامج النووي الإيراني هي نيات سلمية، وهذا ما أكده لنا الإيرانيون».
واطلع متقي من الجانب السوري على آخر تطورات المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، وصرح بأن الجولان المحتل «قطعة من سورية ويجب استرجاعها إلى وطنها الأم، ونحن ندعم ونساند موقف الرئيس الأسد وذلك لاسترجاع الأراضي من الاحتلال». وزاد: «ان الأمة الإسلامية والعربية تنتظر بفارغ الصبر استرجاع الجولان إلى سورية، وهذا سيتحقق في أقرب وقت».
ويعتقد ان هذا الموضوع سيكون ضمن محادثات متقي اليوم في انقرة، اضافة الى الاوضاع في العراق. وقالت مصادر سورية ان هناك مساعي لتنسيق سوري - ايراني - تركي ازاء الموضوع العراق، ذلك ان طهران تسعى الى بذل جهود لإزالة اسم العراق من تحت الفصل السابع لمجلس الامن.
وبحث الطرفان في تطورات الوضع اللبناني، وقالت مصادر رسمية إنهما نوّها بـ «التطورات الإيجابية الأخيرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية هناك والانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية باستعادة الأسرى اللبنانيين ورفات شهداء عرب ولبنانيين».
الى ذلك، كرر المعلم إدانة سورية قرار محكمة الجزاء الدولية باتهام الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وقال: «هذا لا يقع في اختصاص هذه المحكمة بل هو تطاول سافر على رئيس دولة شقيقة متجاهلين حصانته»، علما ان الوزير السوري سيشارك غدا في اجتماعات مجلس الجامعة العربية في القاهرة.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد