مصر: الآلاف يهتفون ضد طنطاوي والإسلاميون يهدّدون بـ«تحرير» الميدان
هتف آلاف المصريين، أمس، بسقوط المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وذلك في تظاهرات عمّت معظم المدن المصرية، وقوبلت بهجوم حاد من قبل الجماعة الإسلامية، التي اتهمت ثوار ميدان التحرير بـ«اغتصابه» داعية المسلمين لـ«تحريره».
ويطالب المتظاهرون الذين دخل اعتصامهم المفتوح في ميدان التحرير وعدد من المدن المصرية أسبوعه الثالث بالإسراع في الإصلاح ومحاكمة رموز النظام المخلوع والمتهمين بقتل المتظاهرين.
وعقب صلاة الجمعة هتف المحتجون في ميدان التحرير «يسقط يسقط حكم العسكر... إحنا الشعب الخط الأحمر»، و«يللا يا مصري انزل من دارك... لسه فيه مليون مبارك» و«الطنطاوي هو مبارك»، في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وأكد المتظاهرون رفضهم للتعديل الوزاري الأخير، مرددين هتافات من بينها «شالوا وزير وحطوا وزير... دا يا مشير مش التغيير».
وصعد محتج إلى منصة في الميدان وقد وضع حبل مشنقة صوريا حول عنقه مما جعل المحتجين يهتفون «اعتصام اعتصام هاتوا حسني للإعدام» و«اعتصام اعتصام هاتوا العادلي للإعدام»، في إشارة إلى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.
وأعرب خطيب الجمعة في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين عن خيبة أمل الثوار بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بسبب اختيار بعض وزرائها من رموز النظام السابق ومن أعضاء الحزب الوطني المنحل، واصفاً لجنة السياسات في هذا الحزب بأنها «لعنة» على مصر.
كما شن شاهين هجوماً حاداً على الولايات المتحدة، قائلاً إن «الثورة لم تأخذ أي معونة من أميركا، وأقول للسفيرة الأميركية (مارغريت سكوبي) إن مصر ليست مثل باكستان ولا أفغانستان وكل واحد لازم يعرف حجمه جيداً... أما عن الأربعين مليون دولار (التي قالت سكوبي إنها أنفقت على الديموقراطية في مصر) فعلى الحكومة أن تكشف ما إذا كانت قد ذهبت إلى الفلول أو إلى الحزب الوطني المنحل».
وشدد شاهين على أن «ثوار التحرير شرفاء، وقد صرفوا من جيوبهم على الثورة، ولم يأخذوا تمويلا من أحد»، مضيفاً «إذا كانت المعونة الأميركية ضد كرامتنا فنحن لسنا في حاجة إليها وسنعود ونركب الحمير من جديد، وأصغر شاب هنا في التحرير حذاؤه أشرف من أي واحد في العالم إذا نظر لمصر بنظرة غير محترمة».
وفي مدينة الإسكندرية هتف آلاف المحتجين «يسقط يسقط حكم العسكر» و«يا طنطاوي خد قرارك... يا تتحاكم زي مبارك» و«يا طنطاوي قول الحق... إنت معانا ولا لأ».
وفي مدينة السويس شارك المئات في تظاهرة في ميدان الأربعين مرددين هتافات بسقوط المجلس العسكري. كما طالبوا برحيل وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي قائلين إنه تورط في تعذيب سياسيين خلال عمله الشرطي.
وفي محافظة بورسعيد، خرج المئات في تظاهرة تدعو إلى القصاص من قتلة شهداء الثورة، وتطبيق العدالة الاجتماعية وتطهير الإعلام والقضاء والمحاكمة العلنية لرموز الفساد. كما شهدت مدينتا الأقصر ودمنهور تظاهرات مماثلة.
في هذا الوقت، شنت «الجماعة الإسلامية» هجوماً حاداً على المعتصمين في ميدان التحرير، ووصفتهم بـ«البلطجية» و«المأجورين».
وطالب المتحدث باسم الجماعة الشيخ عاصم عبد الماجد الإسلاميين «بضرورة الخروج عن الصمت والاحتشاد في ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل، للحفاظ على أمن مصر وهويتها الإسلامية من البلطجية والعلمانيين والماركسيين الذين يحاولون القفز على مكتسبات الثورة»، معتبراً أن المعتصمين في ميدان التحرير «خططوا لتدمير البلاد بدعم من الولايات المتحدة». وأضاف أن «ميدان التحرير تم اغتصابه من الوطن، وعلى الإسلاميين تحريره مرة ثانية».
من جهة ثانية، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، في مقابلة مع قناة «الحرة»، إن واشنطن ستتعامل مع جماعة «الإخوان المسلمين» طالما قبلت بقواعد اللعبة الديمقراطية، وعملت بموجب القانون، واحترمت الأقليات وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن فريقاً أميركياً يجري اتصالات مع الجماعة حالياً.
واعتبر فيلتمان أن «أولوية الانتخابات في مصر أم صياغة الدستور أولاً أمر يقرره المصريون... ونحن لا يمكننا تحديد الترتيب الزمني للانتخابات في العملية السياسية المصرية، لأن الشعب يريد حكومة متجاوبة تخضع للمحاسبة وتحاول خلق فرص عمل، والطريق المؤدي إلى ذلك هو الانتخابات الديموقراطية، ومصر تسير في هذا الاتجاه، لكن كيفية الوصول إلى هذا الهدف أمر يعود للمصريين».
ونقلت صحيفة «المصري اليوم» عن القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لـ«الإخوان» عمرو دراج إن كلام فيلتمان «ليس جديداً، وموقف الحزب والجماعة معروف منذ زمن من الديموقراطية، والحزب لديه برنامج يقر هذه المبادئ من احترام الأقليات وحقوق الإنسان، والإخوان جزء من المجتمع الدولي، ولا ننتظر أحداً من الأميركيين ليبلغنا بها».
وأضاف «منذ أن أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن رغبة أميركا في الحوار مع الإخوان، لم تحدث أي اتصالات بيننا حتى الآن»، واصفا كلام فيلتمان بأنه «للاستهلاك الإعلامي».
إلى ذلك، شارك رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي في حفل تخريج دفعة عسكرية، بحضور المشير حسين طنطاوي، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الجماعة.
وحضر حفل التخرج إضافة إلى طنطاوي ومرسي، رئيس الأركان الفريق سامي عنان، وقادة الأفرع الرئيسة، ورئيس الوزراء عصام شرف، وعدد من الوزراء والمحافظين ورؤساء الأحزاب.
من جهة أخرى، ذكر موقع «الدستور الأصلي» أن ثلاثة قياديين في الحزب الوطني المنحل اعترفوا بتلقي أوامر من رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف بتنظيم تظاهرات مؤيدة لمبارك.
وكان الشريف، المتهم الأول في «موقعة الجمل» قد نفى في وقت سابق تورطه في القضية. وقد انتهى اليوم الثاني من التحقيقات إلى اعتراف القياديين الثلاثة شريف حسن ووليد صالح وماجد الشربيني بتلقي مكالمات هاتفية من الشريف طالبهم بحشد أنصارهم من أجل السيطرة على ميدان مصطفى محمود والتحرك منه إلى ميدان عبد المنعم رياض المجاور لميدان التحرير.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد