معادلة رايس 4+2+4 على طاولة "المعتدلين" العرب

23-03-2007

معادلة رايس 4+2+4 على طاولة "المعتدلين" العرب

تنوي السعودية نفض الغبار عن مبادرة قمة بيروت للسلام, واولمرت مستعد لتنازلات موجعة, لكن التسوية النهائية مستبعدة قبل الربيع المقبل.

اليوم تصل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى اسيوط حيث سوف تلتقي بممثلي ما اتفق على تسميته باللجنة الرباعية العربية التي تتألف من مصر والاردن والسعودية والامارات العربية المتحدة.
لقد راهنت دائماً في السابق على مد الجسور بين رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, وقيام حوار منتظم بينهما. هذا الرهان تلقى ضربة قوية بهبوط شعبية اولمرت الى الحضيض €فقط 3€ من الاسرائيليين يؤيدون سياسته€ وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في فلسطين.
وتأتي رايس بعد هذا الاخفاق, وهي الجولة الرابعة لها خلال 4 شهور بمعادلة حسابية سياسية ايضاً هي 4€2€4. الرباعية العربية هي رقم 4 الاول في المعادلة, فكل من هذه الدول لاعب اساسي في الجامعة العربية التي ستعقد قمتها في الرياض. في الاسبوع المقبل.
السعودية تنوي خلال هذه القمة نفض الغبار عن مبادرتها السلمية التي اطلقتها في قمة بيروت في العام 2002 ولم تستطع الاقلاع,وطرحها مجدداً, على أمل الحصول على موافقة المؤتمرين, وهي مبادرة تدعو الى الاعتراف باسرائيل مقابل انسحابها الى حدود 1967 والقبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
اسرائيل عارضت داًئماً عودة اللاجئين, لكن في الآونة الاخيرة بدا انها ستكون اكثر مرونة في معارضتها وصدرت عن المسؤولين فيها عدة اشارات الى انه يمكن القبول بصيغة غامضة للتسوية وتأكدت ملامح التحول, وان شكلياً بالتصريحات التي اطلقها اخيراً اولمرت واعلن فيها ان اسرائيل ستقوم بتنازلات كبيرة وموجعة وصعبة من اجل الحوار, واعتبر ان المبادرة السعودية قد تكون اساساً ملائماً, والمعروف ان اسرائيل كانت قد رفضت المبادرة في العام 2002.
وبالتالي سوف تسعى رايس الى الحصول على توافق اللجنة الرباعية اولاً وعلى موافقتها على الطروحات التي سوف تقدمها.
الرقم 2 في معادلة رايس يتمثل باسرائيل والسلطة الفلسطينية, وهي تنوي القيام بجولات مكوكية بينهما, وكان عباس قد كشف للتلفزيون الاسرائيلي انه تم التوصل مع اسرائيل, بمساعدة مصر الى اطار حل يؤدي الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت, وكان أسره من العوامل التي ادت الى انقطاع المحادثات بين الطرفين.
لقد عدلت واشنطن بدورها موقفها من الحكومة الفلسطينية. ففي السابق كانت ترفض اي حكومة تضم اعضاء من حماس. الحظر لم يلغ كلياً, لكن الادارة الاميركية غدت على استعداد للتعاطي مع الوزراء الذين لا ينتمون الى حماس, وهذا موقف يثير حنق الحكومة الاسرائيلية التي ترفض التعاطي مع حكومة الوحدة الوطنية ككل. وبالتالي سوف تسعى رايس الى ردم الهوة التي لا تزال تفصل بين الفريقين.
الرقم 4 الأخير في المعادلة يمثل اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا, وقد تردد ان رايس سوف تسعى خلال الربيع المقبل الى عقد اجتماع مشترك للجنة الرباعية الدولية, وللجنة الرباعية مع عباس واولمرت, وتحت هذا الغطاء يتم اللقاء بين الدولة العبرية والسعودية وجهاً لوجه, مما يشكل انجازاً هاماً لدبلوماسية رايس.
نقطة التفاوت الثانية بين الولايات المتحدة واسرائيل, تتمثل في مواصلة المباحثات في اطار «الافق السياسي» فيما اسرائيل تريد حصر المحادثات مع عباس بالمسائل الامنية والسياسية.
وقد اكدت رايس مجدداً تمسك الولايات المتحدة بخيار «الافق السياسي» في تصريحها امام اللجنة الفرعية المعنية بالمساعدات الخارجية في مجلس النواب الاميركي انه من المهم جداً ان نظهر التزامنا بأفق سياسي كي يجد الشعب الفلسطيني ان مستقبله مع القوى المعتدلة من امثال عباس, وليس مع القوى المتطرفة.
رايس جزء من حراك دبلوماسي عريض فالمنطقة شهدت وستشهد المزيد من الزوار الدبلوماسيين, وفي مقدمتهم امين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي سوف يلتقي برايس, وتليه في الاسبوع المقبل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تتبوأ حالياً رئاسة الاتحاد الاوروبي الدورية, ويتوقع ايضاً ان تقوم بزيارة لبنان والاردن, وكان قد وصل اليها وزير الخارجية البلجيكي كارل دو كوهن, ومن الزوار ايضاً وزير خارجية السويد, وتبقى النروج الطائر الوحيد الذي يغرد خارج السرب الاوروبي €باعتبار انها ليست عضوة في الاتحاد الاوروبي€ إذ التقى أحد دبلوماسييها بوزراء حماس.
القمة العربية في الرياض تمثل فرصة واخطاراً في آن. الاسرائيليون يبعثون باشارات على جانب من الايجابية. ما هو مؤكد انهم لن يقبلوا بعد الآن بمفاوضات آحادية, وبالتالي تمثل لهم القمة فرصة ذهبية للحصول على توافق عربي شبة شامل.
والى الآن تمكنت السعودية من حلحلة العديد من العقد التي تدعم توحيد الموقف العربي, من قمة مكة التي اسفرت عن تشكيل الحكومة الفلسطينية, الى المشاركة في مؤتمر بغداد الى جانب ايران وسوريا والولايات المتحدة الى السعي للتقريب بين اطراف النزاع في لبنان.
لقد سكت العرب 5 سنوات عجاف بعد مبادرة السلام في بيروت, فبماذا سينطقون في قمة الرياض؟
4+2+4 المهم ان لاتكون النتيجة 8 أصفار كبيرة
 


المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...