ملك الأردن في بغداد ... للمصالحة والنفط
أسقط الملك الأردني عبد الله الثاني، امس، تحذيرا مدويا كان قد أطلقه قبل عامين من مغبة نشوء هلال شيعي يمتد من ايران الى العراق الى لبنان مروراً بسوريا، عندما قام باول زيارة من نوعها الى بغداد منذ الغزو الاميركي في العام ،٢٠٠٣ داعياً، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الحكومات العربية إلى »مد يدها إلى العراق« لان قوته »مصدر قوة للدول العربية«.
وتكتسب خطوة الملك عبد الله أهمية إضافية للقيادة السياسية في العراق، باعتبارها أول زيارة لزعيم عربي إلى بغداد منذ الغزو. وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن الزيارة المفاجئة استمرت اربع ساعات فقط، غادر الملك عائداً إلى عمان قبل إعلان بغداد عنها. وكان من المقرر أصلاً أن تجري الزيارة في ٨ تموز الماضي، لكنها تأجلت »لأسباب أمنية« بعدما كشفت بغداد عنها.
يشار إلى أن الأردن كان يعتمد على إمدادات النفط العراقي بشكل كلي خلال حكم صدام حسين، بحيث كان يتلقى نصف حاجته مجاناً في حين يدفع النصف الآخر وفق نظام المقايضة، لكن كل ذلك توقف بعد الغزو في العام .٢٠٠٣ وجدد البلدان، خلال الزيارة التي قام بها المالكي إلى عمان مؤخراً، اتفاقاً وقع في العام ٢٠٠٦ يسمح بتزويد الأردن بالنفط في مقابل أسعار تفضيلية.
وأعلن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء العراقي، في بيان، أن الملك الأردني التقى المالكي ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي. ورافق الملك شقيقه الأمير علي بن الحسين ورئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي باسم عوض الله ووزير الخارجية الدكتور صلاح الدين البشير ومدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي.
وأوضح البيان أن الملك عبد الله أجرى مع المالكي »مباحثات معمقة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها على مختلف الصعد«، بالإضافة إلى موضوع تزويد الأردن جزءاً من احتياجاته النفطية.
وأضاف أن المباحثات اتسمت »بالصراحة والإيجابية، وجرى التطرق إلى التطورات التي تشهدها الساحة العراقية، ولا سيما النجاح الكبير الذي حققته الحكومة العراقية في الملف الأمني واستعداد العراق للشروع بحملة الإعمار والبناء«.
وأكد المالكي خلال اللقاء، بحسب البيان، »رغبة العراق بتطوير العلاقات مع الأردن، وجميع الدول العربية، شاكراً للملك مواقفه الداعمة للعراق ولحكومته الوطنية المنتخبة«، معرباً »عن أمله في أن تسفر هذه الزيارة عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ويعزز الأمن والاستقرار في العراق وعموم المنطقة«.
وكرر الملك الأردني »حرصه الكبير على دعم أمن العراق واستقراره، الذي هو جزء أساسي من أمن الأمة العربية واستقرارها«. وقال إن »الأردن حريص على تعزيز علاقاته مع العراق، ومساعدة شعبه على تجاوز مختلف التحديات التي تواجهه حتى يتمكن من استعادة دوره المحوري على الساحتين العربية والدولية«.
وفي هذا الإطار، أشار الملك عبد الله إلى تعيين سفير للأردن لدى العراق في نهاية حزيران الماضي، معتبراً الأمر »دفعة قوية على طريق تطوير العلاقات مع العراق الشقيق«.
ورأى الملك أن »العراق سيبقى دوماً نصيراً لقضايا أمته العربية«، مشيراً إلى »ضرورة مد جميع الدول والشعوب العربــية يدهــا للعراق في هذا الوقت، لأن وجود عراق قوي هـو مصـدر قــوة للأمة العربية«.
وفي عمان، أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني خلدون قطيشات إن »الجانب العراقي وافق على زيادة مقدار الخصم الممنوح على نفط خام كركوك الذي سيتم بيعه للأردن ليصبح بسعر ٢٢ دولاراً للبرميل بدلاً من ١٨ دولاراً للبرميل«.
وفي إشارة إلى تمديد مذكرة التفاهم الموقعة في العام ٢٠٠٦ لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من ١٢ حزيران الماضي، أوضح قطيشات أن »المذكرة تتعلق بتجهيز الأردن بجزء من احتياجاته من النفط الخام العراقي«، مشيرا الى انها »تضمنت تزويد الأردن بـ ١٠ آلاف برميل يوميا، اي ما يعادل ١٠ في المئة من حاجته اليومية من النفط الخام، والتي يمكن زيادتها الى ٣٠ ألف برميل يوميا«.
من جهة أخرى، كرّر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال لقائه في طهران »رئيس« حكومة إقليم كردستان شمالي العراق نيجيرفان البرزاني، استعداد بلاده »لاستخدام كل إمكاناتها وطاقاتها الاقتصادية والصناعية والسياسية لدعم الشعب العراقي ومساعدته«، مشيراً إلى »محاولات أميركا تثبيت وجودها في المنطقة والعراق، في إطار توقيع الاتفاقية الأمنية«.
ميدانياً، اعتبر قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بتراوس، في مقابلة مع صحيفة »التايمز« البريطانية، أن العمليات العسكرية الأخيرة في البصرة وغيرها من المناطق أجبرت الكثير من قادة الميليشيات على الهرب إلى إيران وسوريا ولبنان. وأشار إلى »أن الكل يراقب الآن لمعرفة ما إذا كانت إيران ستستمر، ومعها »حزب الله«، في تدريب وتسليح وتمويل المنظمات الساعية إلى زعزعة الاستقرار في العراق«.
وقتل ستة عراقيين وأصيب ،٢٠ في انفجارين احدهما نفذته امرأة، قرب بعقوبة في محافظة ديالى. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري أعلن أن المالكي أعطى الأوامر بوقف العمليات العسكرية في ديالى لمدة أسبوع، من أجل منح المسلحين فرصة لتسليم أنفسهم للقوات العراقية في إطار عمليات »بشائر الخير«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد