موسيقى «النكبة» لمواجهة احتفالات «التأسيس»

أحيت فرقة «دلعونة» الفلسطينية بمشاركة الفنان رمزي أبو رضوان حفلة موسيقية في «تياترو بلاديوم» الشهير في العاصمة الإيطالية روما مساء أول من أمس، لمناسبة يوم اللاجئ العالمي. وتضمنت الحفلة مقطوعات من الاسطوانة الأخيرة للفرقة التي صدرت أخيراً تحت عنوان «عيون الكلام»، ومقطوعات ألفها أبو رضوان نفسه سيتضمنها ألبومه الجديد الذي يصدر قريباً تحت اسم «صدفة»، ورافقت الفرقة في الغناء الفرنسية جيسي إنغينوه.

وجاءت هذه الحفلة في الوقت الذي يستضيف بعض المدن الأوروبية وفوداً اسرائيلية احتفاء بـ «الذكري الستين لتأسيس الدولة العبرية. ويسعى أبو رضوان ورفاقه في الكمنجاتي و «دلعونة»، وبمؤازرة فنانين فلسطينيين وعرب وعالميين، إلى تذكير العالم بأن الستين عاماً هذه، هي بداية نكبة الشعب الفلسطيني، وبداية حكاية اللجوء المأسوية لهذا الشعب الذي لا يزال يعاني ويلات الاحتلال.

وفي مدينة أنجيه الفرنسية، وتحت شعار «ستون عاماً من اللجوء»، أحيا فنانون عالميون وعرب، الدورة السادسة للعرض السنوي «موسيقيون من أجل فلسطين»، الذي أقامته مؤسسة الكمنجاتي الموسيقية في السابع من شباط (فبراير) الجاري.

وشارك في العرض هذا العام، عازفو العود الفلسطينيون ذوو الشهرة العالمية جبران وسمير ووسام وعدنان والذين صدر لهم حديثاً اسطوانة لا تزال تحقق مبيعات قياسية على مستوى العالم، تحمل اسم «مجاز». إضافة إلى الفنانة الجزائرية العالمية سعاد ماسي والتي كانت لها حكايات طويلة مع فلسطين، تكلّلت بحفلة جماهيرية تاريخية العام الماضي، في إطار الاحتفالات الفلسطينية بعيد الموسيقى، إضافة إلى عدد من الفنانين والفرق الفرنسية والأوروبية والعالمية.

ويهدف مشروع «موسيقيون من أجل فلسطين» إلى نقل الموسيقى الفلسطينية والشرقية إلى العالم، ونقل صورة حضارية عن الشعب الفلسطيني وهويته الحضارية، عبر مشاركة نخبة من نجوم العالم في هذه العروض السنوية التضامنية.

ومنذ انطلاقته في العام 2003 شاركت في حفلات هذا المشروع نخبة من أبرز الموسيقيين في العالم، من بينهم إضافة الى الفنان رمزي أبو رضوان رئيس ومؤسس الكمنجاتي، وفرقة دلعونة الفلسطينية الفرنسية، التي أسّسها أبو رضوان نفسه في مدينة أنجيه الفرنسية، عازف الناي التركي قدسي أرغنور والفنانة الفلسطينية كاميليا جبران وفرقة ماب الفرنسية والمجموعة الجزائرية إيدير وتيتي روبا وعلي وغيرهم.

وحول سلسلة العروض، يقول سائد كرزون مدير العلاقات العامة في الكمنجاتي: «نحن نعمد إلى الموسيقى لنوصل رسالتنا إلى العالم بطريقة حضارية ومعاصرة».

ويشير الى أن المقطوعات الموسيقية التي ألّفها رمزي أبو رضوان وتتناول مراحل من قصته الشخصية كطفل لاجئ اشتهر بملصق لمصوّر عالمي وهو يلقي الحجارة على جيش الاحتلال الإسرائيلي في الانتفاضة الأولى، وانتهى به المطاف عازفاً عالمياً يحمل الكمان بين أصابعه، ويلقي في آذان مستمعيه في أنحاء العالم موسيقى قد تكون أكثر تأثيراً من الحجر، بل ويعمد إلى تعميم تجربته على أطفال المخيمات والقرى الفلسطينية المهمشة، من خلال مؤسسة الكمنجاتي، ومشاريعها المتنوعة».

ويضيف كرزون: «رمزي أبو رضوان، عبر مقطوعاته، وفرقة دلعونة، وعبر الكمنجاتي بطبيعة الحال، يعمل على نقل موسيقى النكبة، وموسيقى المعاناة الفلسطينية، إذا جاز التعبير، إلى العالم .. حين يعزف في أوروبا، أو أميركا، أو اليابان، أو أفريقيا، أو في أي مكان في العالم، فإنه يجسد المعاناة الفلسطينية جراء الاحتلال، والتهجير، صوتاً وإحساساً».

ويعتبر كرزون أنه كان لا بد من تقديم سلسلة عروض موسيقية على المستوى العالمي للتأكيد أن تأسيس إسرائيل الذي تحتفل بعض دول العالم بستين عاماً عليه، جاء على حساب أصحاب الأرض الفلسطينيين، الذين تحولوا إلى لاجئين منذ ستين عاماً. ويشدّد على «وجوب خوض المعركة في شكل حضاري، بعيداً من العنف والشعارات، من دون الخوف من الاتهام الإسرائيلي الجاهز على الدوام بمعاداة السامية».