نتنياهو يطالب ميدفيديف بعقوبات «ذات أنياب» على طهران

16-02-2010

نتنياهو يطالب ميدفيديف بعقوبات «ذات أنياب» على طهران

تتكثف المساعي الإسرائيلية والأميركية بهدف إبراز تبلور جبهة عالمية لفرض العقوبات على إيران والحيلولة دون نجاح مشروعها النووي. وفي هذا الإطار التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في موسكو أمس، على ان يقابل اليوم رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين. كما أن رئيس هيئة الأركان الأميركية الأميرال مايكل مولن التقى في تل أبيب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي وعددا من كبار قادة الجيش الإسرائيلي.
وبدا أن التصريحات التي تنطلق من جميع الأطراف الإسرائيلية والأميركية والروسية لا تتسم بالانسجام، رغم كل المساعي لإظهارها منسجمة. فمولن أعلن، خلال زيارته لمتحف المحرقة النازية في القدس المحتلة، «أننا ملتزمون جميعا بالتأكد من أن شيئا كهذا لن يحدث أبدا». وأضاف في لقاء مع عسكريين إسرائيليين انه شريك في التقديرات بشأن الوقت والخطر الكامن في القنبلة الإيرانية. وتابع «لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا، وقدرة نووية. وهذا واضح منذ زمن طويل».
لكن هذا الكلام لم يمنع باراك من التلميح في مؤتمر صحافي مشترك مع مولن الى وجود خلافات مع واشنطن حول الشأن الإيراني. وقال «من المؤكد أن بيننا خلافات هنا وهناك. وهذا يحدث بين أصدقاء. ونحن نواصل بناء صداقتنا».

وقال مولن، من جهته، «انني أتعلم الكثير دوما عندما أحضر إلى هنا. وأنا أتذكر التحديات القائمة في هذا الجزء من العالم وبشكل واقعي جدا في الميادين التي علينا مواصلة معالجتها معا». تجدر الإشارة إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين عرضوا على مولن الجهود التي تبذلها قواتهم في سبيل منع إيران من مواصلة تهريب الأسلحة إلى كل من لبنان وغزة.
غير أن القصة بين تل أبيب وموسكو أشد تعقيدا. فرغم الرسائل الباردة التي أرسلتها القيادة الروسية لإسرائيل عشية زيارة نتنياهو لموسكو، عبر استقبال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومنع عقد مؤتمر الوكالة اليهودية والإعلان عن الالتزام بتنفيذ صفقة بيع أنظمتها طراز «اس ـ300» المضادة للطائرات إلى إيران، تحدث الرئيس الروسي عن علاقة خاصة بإسرائيل.
غير أن هذه الحفاوة لم تخف واقع أن روسيا لم تمنح نتنياهو أي التزام فعلي بأي موقف. وقد طالب نتنياهو موسكو بالانضمام عمليا لمساعي فرض العقوبات على إيران. وقال، خلال الزيارة الأولى الرسمية له لموسكو منذ توليه السلطة قبل حوالى العام «الرئيس ميدفيديف استمع مني لموقفي بشأن ضرورة فرض عقوبات ذات أنياب. لا يمكنها أن تؤثر إلا إذا كان لها أنياب. لا يمكن لعقوبات مخففة أن تفلح».
ومع ذلك ألمح نتنياهو لمساعديه الى أنه لمس «تقدما» إيجابيا في الموقف الروسي من العقوبات. وقال لمرافقيه من الصحافيين ان ميدفيديف تعهد بعرقلة تنفيذ صفقة تزويد طهران منظومة «اس 300». وأضاف «انني أثق بالكلام الذي سمعته من الرئيس ميدفيديف. وأنا أثق بذلك، لأنني أعرف أنه في هذا الموضوع تتحرك روسيا وفق اعتبارات تتعلق بالاستقرار الإقليمي». ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أحد مرافقي نتنياهو قوله انه ليست هناك فجوة في فهم الروس للخطر الإيراني، وإنما «هناك اختلاف حول طابع وشدة العمل المطلوب ضد إيران».
وأشار مراسلون إسرائيليون إلى أن نتنياهو في محاولته إقناع ميدفيديف عرض عليه مبادرات عديدة ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا من ناحية ومنحهم دور شريك في العملية السياسية في المنطقة.
وقال مصدر في ديوان الرئاسة الروسية لوكالة «نوفوستي» أن المباحثات ستتناول كذلك المسارين السوري واللبناني، موضحا أن «روسيا تنطلق من حقيقة أنه يتعذر إحلال سلام وطيد في المنطقة من دون تحـقيق التسوية في هذين المسارين».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...