واشنطن تُطلق مفاوضات الوضع النهائي... وتعيّن جنرالاً للمراقبة
تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش، في كلمة مقتضبة بحضور الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي، أن «تبقى إدارته منخرطة في عملية السلام». وقال «إنه ما كان ليبدأ المبادرة لولا ثقته بإمكان تحقيق السلام»، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم إلى الطرفين في سعيهما لتحقيق السلام في المنطقة.
ووصفت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرنو مؤتمر أنابوليس بأنه «ناجح». وقالت: «أعتقد أن مجرد أن يطلق (الإسرائيليون والفلسطينيون) المفاوضات ويصدروا إعلاناً مشتركاً، يدل على أن هذا المؤتمر شكل نجاحاً». وأضافت: «إن المتابعة الآن هي الأمر المهم فعلاً، وإن مواصلة هذه الطريق ستتطلب الكثير من الجهود والوقت والالتزام».
ولم تستبعد بيرنو زيارة بوش إلى الشرق الأوسط، وقالت إن الرئيس الأميركي «قال مرات عديدة إنه أُعجب برحلته إلى إسرائيل عندما كان حاكماً (لولاية تكساس) وإنه بطبيعة الحال يود العودة إلى هناك. إذا تفاهمنا على ذلك وتمكنا من تنفيذ الخطط، فسنبلغكم بذلك».
لكن بيرنو قالت بشكل واضح إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التي زارت المنطقة ثماني مرات هذه السنة وحدها، «ستتحمل جزءاً كبيراً من عبء» الرحلات لتنفيذ الاتفاق.
وتستعد الولايات المتحدة لتعيين موفد إلى الشرق الأوسط، سيكون مكلفاً بشكل رئيسي دراسة العلاقات الأمنية بين دولة فلسطين المقبلة والدول المجاورة، كما أفادت وزارة الخارجية الأميركية، التي أعلن المتحدث باسمها شون ماكورماك أن رايس «ستعلن عن التعيين خلال النهار». ولم يشأ أن يكشف اسم الشخص المعني بهذا الإعلان، لكن تسريبات قوية سرت في واشنطن أشارت إلى أنه سيكون الجنرال الأميركي جيمس جونز، وهو القائد الأعلى السابق لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا.
وقال ماكورماك إن «هذا الشخص لن يحل محل الجنرال كيث دايتون، الذي يقوم حالياً بدور ضابط ارتباط بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية». وأضاف أن مهمته ستكون «أوسع» بالفعل، من دون مزيد من التوضيح.
وفي السياق، أشار مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إلى «إطار أمني» على علاقة بإقامة دولة فلسطينية. وقال: «اعتقدت رايس، وهي تدرس ما يمكن أن يكون ضرورياً لمفاوضات في كل القضايا الأساسية المرتبطة بالوضع النهائي، أننا سنحتاج على الأرجح إلى التعاطي بصورة مختلفة مع الموضوع الأمني».
ورغم الاتفاق على «بذل الجهود» للتوصل إلى اتفاق مع نهاية عام 2008 بحسب «بيان التفاهم المشترك»، أعلن أولمرت «أن التوصل إلى اتفاق عام 2008 قد لا يتحقق».
وقال، في مقابلة مع الإذاعة الأميركية العامة: «لا نحاول أن ندعي أن هذا الأمر قد يتحقق في أسبوع أو في عام، لكن يجب أن نبدأ في مكان ما. لقد تعهدنا حتماً المساهمة في البدء بهذا الأمر». وأضاف: «لا نريد أن نخسر وقتاً، لا نريد أن نربح وقتاً، نريد أن نتقدّم».
وفي إطار التحضيرات للمفاوضات، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن حكومة أولمرت ستصدِّق على إنشاء إدارة للتفاوض مع الفلسطينيين. وأشارت إلى أن إدارة التفاوض ستضم 14 فريق عمل.
وفي تعليقه على المشاركة العربية في المؤتمر الدولي، قال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إن «الحضور العربي الكثيف في مؤتمر أنابوليس كان بهدف إعطاء فرصة لهذه الفرصة»، مبدياً مع ذلك تشككه في جدية إسرائيل في التوصل إلى تسوية.
وقال موسى، في لقاء مع مجموعة من الصحافيين قبل أن يغادر واشنطن: إن الولايات المتحدة، وهي «القوة ذات التاثير عالمياً، أعطت رسالة بأنها تريد العودة إلى القيام بدور نشط في عملية السلام، فقررنا الاستجابة. كما أننا جئنا لمساندة الفلسطينيين».
وشدد موسى على أن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين لمعرفة مصير التحرك الأميركي. وقال إنه في «الشهرين المقبلين سنتابع الموقف، وسيكونان اختباراً للنيات لمعرفة إن كانت هناك جدية أو هي لعبة جديدة. فهناك جدية أميركية، لكن إذا سئلت عما إذا كان هناك جدية إسرائيلية، فإنني سأجيب بالنفي».
ووصف موسى «الدعوة الروسية الرسمية إلى عقد اجتماع متابعة لمؤتمر أنابوليس في موسكو بين شباط ونيسان المقبلين»، بأنها «بالغة الأهمية»، وخصوصاً أن هذا الاجتماع سيبحث استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني. ورأى أنه يمكن التوصل إلى السلام على كل مسارات النزاع العربي ـــــ الإسرائيلي (الفلسطيني والسوري واللبناني) «في أسبوع إن كانت هناك إرادة سياسية لدى إسرائيل».
وفي باريس، يتوقع وصول ما بين 80 إلى 90 وفداً للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة المتوقع عقده في السابع عشر من كانون الأول المقبل في العاصمة الفرنسية لتمويل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن المسالة تتعلق «بإيجاد الأموال لكي تتغير الحياة اليومية للفلسطينيين حيث ينبغي بناء كل شيء».
وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها «ترى في نتائج مؤتمر أنابوليس فرصة لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين». وأضافت أن «هناك ما يدعو للامل في إمكان وجود دولتين في المستقبل تعيشان في سلام واستقلال جنباً إلى جنب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد