واشنطن وأوروبا تسرّعان جهودهما لثني الفلسطينيين عن التوجّه للأمم المتحدة

15-09-2011

واشنطن وأوروبا تسرّعان جهودهما لثني الفلسطينيين عن التوجّه للأمم المتحدة

أطلق مبعوثون أميركيون وأوروبيون، أمس، جولة مكوكية بين رام الله وتل أبيب، في محاولة أخيرة لثني الفلسطينيين عن تمسكهم بالتوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولتهم، فيما كانت إسرائيل تهددهم «بعواقب وخيمة».
وبعثت واشنطن بالمبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل والمساعد البارز في البيت الأبيض دنيس روس إلى المنطقة، حيث سيلتقيان قادة إسرائيل قبل أن ينتقلا إلى رام الله للاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في محاولة أخيرة لإثناء الفلسطينيين عن مسعاهم لاعتراف دولي بفلسطين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، في مؤتمر للزراعة في جنوب إسرائيل، «ما أستطيع قوله وبثقة كبيرة إنه في اللحظة التي سيمرّرون فيها قراراً أحادي الجانب ستكون هناك عواقب وخيمة».
ورفض ليبرمان تحديد نوعية هذه «العواقب» قائلاً «إن الوقت لم يحن بعد لإعطاء تفاصيل عما سيحدث» مؤكداً أن تعليقاته لا تتضمّن «تهديداً». وأضاف «آمل ألا نصل أبداً إلى هذه العواقب الوخيمة، وان يسود الحس السليم في كافة القرارات التي ستتخذ من اجل التوصل إلى تسوية موقتة للتعايش والتقدم في المفاوضات».
وبالإضافة إلى الجهود الأميركية، بحثت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه الفلسطينيين للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة، بعد يوم من اجتماعها مع عباس في القاهرة. وأعلنت اشتون، بعد اجتماعها مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وليبرمان، تمديد جولتها في المنطقة. وقالت «آمل أن يكون بمقدورنا في الأيام المقبلة تحقيق شيء ما لإعادة إطلاق المفاوضات».
كما أن مندوب «الرباعية الدولية» طوني بلير، الذي التقى نتنياهو أمس الأول، سيلتقي عباس في عمان اليوم.
إلى ذلك، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، في مؤتمر «لمكافحة الإرهاب» في تل أبيب، انه وبناء على اتصالاته مع الفلسطينيين فإنهم لن يتراجعوا عن التوجه للأمم المتحدة. وقال «اعتقد أن الوقت تأخر لوقف القطار الفلسطيني، والذي يتوجّه الآن إلى نيويورك»، موضحاً أنه يبحث مع الوسطاء الدوليين «التأكد من مواصلة الحياة بعد نيويورك» في إشارة مبطنة إلى إمكانية عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي القاهرة، بحث عباس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. وقال سفير فلسطين لدى مصر بركات الفرا «إن اللقاء تناول الجهود العربية التي تبذل للتوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية، والجهد الذي يمكن أن تقوم به الدول الصديقة لدعم هذا التوجه».
كما بحث عباس مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي ورئيس جهاز الاستخبارات مراد موافي الجهود المبذولة على الساحتين الإقليمية والدولية لإعادة المفاوضات وتحريك عملية السلام في المنطقة.
إلى ذلك، أكدت حكومة تصريف الأعمال في السلطة الفلسطينية جاهزيتها لإدارة دولة مستقلة والانضمام إلى المجتمع الدولي من خلال برامج الإصلاح والبناء الداخلي. وقال وزير التخطيط والتنمية الإدارية علي الجرباوي، في بيان، إن «الحكومة أعدّت تقريراً بجاهزيتها للانضمام لأسرة المجتمع الدولي سيتم عرضه خلال اجتماع لجنة إدارة وتنسيق المساعدات الدولية المزمع عقده في نيويورك الأحد المقبل».
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي الطيب الفاسي في عمان، إن «الأردن جزء من الإجماع العربي، وإن موقفنا تماماً مثل موقف السلطة الفلسطينية بأن السبيل الأمثل لإقامة الدولة هو المفاوضات المباشرة ومعالجة كافة قضايا الحل النهائي وهي القدس واللاجئون والمياه والحدود والأمن بأطر زمنية وبمحطات رئيسية واضحة وبآلية تضمن الوصول إلى هذا الهدف».
وأضاف «في غياب بديل مطروح على الطاولة يضمن إطلاق مفاوضات لمعالجة كل هذه القضايا في أطر زمنية يبقى الخيار هو الذهاب إلى الأمم المتحدة». وأكد «دعم الأردن للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية في جميع مساعيها الرامية إلى تحقيق الهدف المنشود المتمثل بإقامة دولته المستقلة بأي وسيلة كانت، بما فيها الذهاب إلى الأمم المتحدة».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...