20 دولة أطلسية تستعدّ لزيادة قواتها في أفغانستان
وافقت معظم دول حلف شمالي الأطلسي، خلال اجتماع في مدينة كراكوف البولندية أمس، على إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، بهدف تعزيز الأمن قبيل الانتخابات الرئاسية الأفغانية في 20 آب المقبل، وإن لم تتجاوز المساهمات المعلن عنها المئات من الجنود. وتناول الاجتماع احتمال إشراك إيران في مقاربة إقليمية حيال أفغانستان، وذلك تزامناً مع زيارة يقوم بها نائب الرئيس الإيراني برويز داودي إلى هناك.
وفي اليوم الثاني والأخير من اجتماع وزراء دفاع الحلف في قلعة تاريخية في كراكوف، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن «19 أو 20 دولة أعلنت بطريقة أو بأخرى... أنها ستزيد مساهماتها سواء في الجانب المدني أو العسكري أو التدريبي». أضاف أن واشنطن لم تحرر أي طلبات محددة للدول المشاركة في القوات الدولية في أفغانستان، لكن هذه الطلبات ستكون جاهزة «قبل قمة حلف الأطلسي»، مع انتهاء الإدارة الأميركية من استراتيجيتها الجديدة بخصوص أفغانستان. ووصف الوزير الأميركي الاجتماع بأنه «انطلاقة جيدة للتحضيرات لقمة» نيسان المقبل.
وأعرب غيتس عن توقعه بـ«أن تكون هناك التزامات جديدة مهمة... خلال قمة حلف الأطلسي» المزمعة في فرنسا في نيسان، مع محدودية المساهمات التي أعلن عنها أمس، وأكبرها من قبل ألمانيا (600 جندي) وإيطاليا (500 جندي). أما بريطانيا، ثاني أكبر مساهم في قوات أفغانستان، فأرجأت الموضوع، فيما أعربت فرنسا عن عدم رغبتها في زيادة عديد قواتها هناك. كما ينتظر أن تشارك كولومبيا لأول مرة في القوات الدولية العاملة في أفغانستان، وإن بعدد محدود (150 جندياً)، ضمن الوحدة الإسبانية. وكان أوباما قرر في الأسبوع الحالي إرسال 17 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان.
وخلال الاجتماع، الذي حضره وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم ورداك، قال الأمين العام للحلف جاب دي هوب شيفر، إن من شأن إيران أن تؤدي دوراً في المساعدة على فرض الاستقرار في أفغانستان. وأوضح دي هوب شيفر أن هناك حاجة إلى مقاربة إقليمية لمكافحة التمرد في أفغانستان قد تتضمن إيران «في أحد الأيام». أضاف أن هذا لا يعني أن الحلف يخطط للدخول في حوار فوري مع إيران، بل بأن طهران قد تصبح معنية «في مرحلة معينة... في مقاربة إقليمية حيال أفغانستان». ورحب غيتس بإبرام اتفاق بين الحكومة الأفغانية ومتمردي حركة «طالبان» على غرار هدنة أبرمت في باكستان المجاورة، لوجوب أن يتضمن أي حل طويل الأمد لأفغانستان مساحة من الدبلوماسية والتفاوض.
تزامن اجتماع كراكوف مع زيارة يقوم بها النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودي إلى كابول، حيث التقى الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، وانتقد وجود القوات الدولية في الأراضي الأفغانية مؤكداً أنه يعرض مصالح الشعب الأفغاني للخطر.
وفي السياق، قال جهاز تابع للأمم المتحدة أمس الأول، إن حصاد الأفيون الأفغاني تراجع بنسبة ستة في المئة في العام 2008 الماضي، مقارنة بالعام 2007، بعد جهود دولية لإقناع المزارعين بالتحول إلى زراعة محاصيل أخرى. لكن المحصول الأفغاني ما يزال ثاني أكبر محصول في العالم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد