روسيا ترفض إدانة سوريا واتحاد الفلاحين ينتقد بيان اللقاء التشاوري
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في واشنطن، رفض بلاده إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي ضد سوريا، موضحا أن «مجرد الإدانة من دون طرح أجندة بناءة من قبل المجتمع الدولي في الشأن السوري لن تفيد»، متسائلا عن سبب رفض المجتمع الدولي الدعوة الى الحوار بين المعارضة والسلطة في سوريا بينما تتم الدعوة الى الحوار في اليمن، فيما واصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هجومه على الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا من دون أن يسميه أن «كل دكتاتور يتسبب بإراقة الدم عليه أن يحاسب» أمام المحكمة الجنائية الدولية مشيرا إلى انه يريد فرض المزيد من العقوبات على دمشق.
وذكرت وكالة (سانا) أن «مسلحين اختطفوا في حماه عنصري حفظ نظام وطالبا جامعيا»، مشيرة إلى «مجموعات مسلحة وملثمة قطعت الطرق في دير الزور وأجبرت أصحاب المــحلات بقوة الــسلاح على إغلاقها، كـما
عمدت إلى ترويع الأهالي وتهديدهم وتخريب بعض المحلات التجارية التي رفض أصحابها الاستجابة لمطالبهم».
من جانبها، ذكرت صحيفة «الوطن» أن «مجهولين ألقوا ثلاث قنابل مولوتوف على مدرعة خارج حماه من دون اصابة أحد بأذى». ونقلت عن مصادر محلية أن المفاوضات ما زالت جارية في مسجد السرجاوي بين ممثلين عن المحتجين ومسؤولي المدينة، ولكن من دون تقدم يذكر.
وأشارت الصحيفة إلى أن المواطن (م. ر. ق.) وجِدَ مقتولاً في منزله، بعد أن اتهم أنه عميل أو مخبر للأمن. كما تعرض (ع. س. ش) لاعتداء سافر من تلك المجموعات، التي سحبته من ساحة العاصي إلى منطقة عين اللوزة بسيارة، وضربته ضرباً مبرحاً حتى فقد وعيه، بحجة أنه منظم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة.
وذكرت «سانا» ان «الفعاليات الشعبية والأهلية في المحافظات السورية واصلت إقامة النشاطات الوطنية والمسيرات وحملات دعم الليرة دعما لبرنامج الإصلاح الشامل ورفضا للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية وتأكيدا على اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد». وأشارت الى «استقبال اهالي حلب لمسيرة سيارات آتية من دير الزور ضمت وجهاء وشيوخ عشائر أهالي المحافظة. وأقام أهالي حي تل تشرين في مدينة الدرباسية في الحسكة خيمة للوطن دعما لمسيرة الإصلاح والتطوير».
وفي واشنطن، رفض لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع كلينتون، دعوة فرنسا لاستصدار قرار في مجلس الأمن ضد سوريا. واعتبر أن الدبلوماسية لا تعني «تسجيل نقاط». وقال «هدفنا هو حل المشاكل، لكن إدانة بعض الأشخاص من دون تقديم الحل لا تؤدي بنا إلى أي مكان».
وأضاف لافروف، الذي بحث مع أوباما ملفات سوريا واليمن وإيران، إن «موسكو تنطلق لدى تبني رؤيتها إلى الأحداث الجارية في سوريا من ضرورة أن تتم تسوية الوضع في هذا البلد من خلال إطلاق حوار سياسي واسع بمشاركة جميع القوى السياسية، ومن دون عزل أي منها».
وأعلن لافروف، ردا على سؤال حول سبب اعتراض موسكو على إصدار قرار عن مجلس الأمن بإدانة النظام السوري، أن «مجرد الإدانة من دون طرح أجندة بناءة من قبل المجتمع الدولي في الشأن السوري لن تفيد، خاصة أن المطلوب الآن تبني موقف مسؤول وبعيد عن الاعتبارات الآنية الضيقة تجاه التطورات في سوريا».
ولفت لافروف إلى أن «المجتمع الدولي ضرب مثالا يحتذى به في التعاطي مع مشاكل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عندما امتنع عن إدانة أو تأييد أحد طرفي النزاع في اليمن»، مشيرا إلى أن «الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة دعت كلاً من الحكومة والمعارضة في اليمن للجلوس حول طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق وفق خريطة طريق مقبولة للطرفين».
وقال ساركوزي، في مقابلة مع قناتي «تي اف 1» و»فرانس 2» عقب العرض العسكري السنوي لمناسبة اليوم الوطني الفرنسي، «موقف الرئيس السوري بشار الأسد غير مقبول بتاتا. لكن، بحسب معلوماتي، لا قرار في الأمم المتحدة يطالب بالتدخل».
وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، الذي عرض موقف الاتحاد الأوروبي من «اليقظة العربية» خلال مؤتمر عقده في دار الأوبرا في القاهرة، إن «وعود الأسد بالإصلاح والحوار ضعيفة ولم يتم الوفاء بها بعد». وأضاف إن الاتحاد الأوروبي شدد العقوبات على سوريا مرتين و»سيواصل الضغط من اجل التغيير»، معتبرا أن الخسائر البشرية «غير مسموح بها»، مشيرا إلى «مقتل ألفي شخص واعتقال عشرة آلاف» خلال الاحتجاجات.
ورحب باروسو بزيارات التضامن من قبل سفيري الولايات المتحدة روبرت فورد وفرنسا اريك شوفالييه إلى حماه الأسبوع الماضي، والتي جوبهت بانتقادات حادة من قبل النظام السوري.
من جهة أخرى اعتبر الاتحاد العام للفلاحين التابع لحزب البعث العربي الاشتراكي أن من شارك في اللقاء التشاوري الذي عقد بداية الأسبوع الحالي لا يمثل سوى نفسه ولا يحق له التحدث باسم الشعب، رافضا التخلي عما سماه «المكتسبات» التي حققها حزب البعث للفلاحين.
ورفض البيان، الذي نشرته صحيفة «البعث»، ما تمخض عن اللقاء التشاوري من اقتراحات، ولا سيما تشكيل لجنة قانونية لدراسة تعديل المادة الثامنة من الدستور، وذلك رغم المشاركة الفعالة للبعثيين في اللقاء، وقد تجاوز عددهم أربعين من 190 مشاركا.
وقال البيان «لا يمكن للفلاحين أن يقبلوا بأي حال من الأحوال المساس بالنظام السياسي والاقتصادي القائم على التعددية السياسية والاقتصادية في إطار يجسد تطلعات الشعب السوري، وبخاصة الكادحين من فلاحين وعمال وحرفيين في تحقيق العدالة الاجتماعية وليس في بناء نظام يطلق الحرية لرأس المال الجشع»، معتبرا أن هذه «المكتسبات التي تحققت لجماهير الكادحين بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كانت نتيجة كفاح ونضال طويل من قبل هذه الجماهير». وانتهى البيان إلى «رفض أي حوار أو ما شابه ذلك ينال من مكاسبهم».
وكان البيان استهل «بملاحظة أن من حضر من غير أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية اللقاء التشاوري، مع تقديرنا لكل شخص منهم، إنما يمثلون أنفسهم لأنهم شخصيات غير منتخبة من قواعد شعبية، الأمر الذي يجعلهم غير مخولين بالحديث عن رأي الشعب».
وينسجم كلام الاتحاد مع ما سبق وجادل به ممثلون عنه في اللقاء عن رفض تعديل المادة الثامنة من الدستور محذرين من «تحويل البلد إلى كانتونات طائفية» وفق ما جاء على لسان أحدهم. كما أن البيان يهدف على ما يبدو إلى الإشارة الى أن تعديل المادة لن يجري بيسر نتيجة وجود رفض بعثي لذلك، وهو ما ترجم في بعض مداخلات التشاوري بالدعوة إلى «استفتاء» على تعديلها، بدلا من ترك الأمر إلى مجلس الشعب في آب المقبل، وهو استفتاء يبدو صعب التحقق في ظل الظروف الأمنية الحالية في سوريا.
المصدر: السفير+ وكالات
التعليقات
و أين كان اتحاد الفلاحين حين
يعني بدنا نسكت ناس نولع ناس؟؟
الوطن باق والأحزاب والأفكار والعقائد تتبدل وتزول
يجب طرح الغاء المادة الثامنة
من حيث المبدأ
اتحاد شو ؟؟؟
روسيا ترفض إدانة سوريا واتحاد الفلاحين ينتقد بيان اللقاء التشاور
الفلاحة وساركوزي
الفلاحة وساركوزي
انه شأننا الداخلي
إضافة تعليق جديد