«هآرتس»: ميتشل يطلب تجميداً في البناء لمدة سنة

07-08-2009

«هآرتس»: ميتشل يطلب تجميداً في البناء لمدة سنة

ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أنّ المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل طلب من إسرائيل تقديم «وديعة» تقضي بالالتزام بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة عام، وذلك بهدف تحفيز الدول العربية على التطبيع مع تل أبيب، فيما اعتبر أعضاء في الكونغرس الأميركي أنّ على إدارة الرئيس باراك أوباما التعامل بجدية مع «التهديد الوجودي» الإيراني بدلاً من التركيز على قضية الاستيطان.
وأشارت «هآرتس» إلى أنّ ميتشل تقدم بهذا الطلب الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك خلال زيارته إلى إسرائيل الأسبوع الماضي. وقال ميتشل ان الدول العربية لن تقوم بمبادرات تطبيعية تجاه إسرائيل من دون ضمانات بإنهاء البناء في المستوطنات، معتبراً أنّ موافقة إسرائيل على تجميد الاستيطان مؤقتاً سيسهل تقديم تنازلات من قبل الدول العربية.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي بارز انه فيما لم يرفض نتنياهو وباراك الطلب، إلا أنهما اختلفا مع الأميركيين على بعض التفاصيل. وأوضحت أنّ ميتشل طلب تجميد الاستيطان لمدة عام على الأقل، لكن إسرائيل وافقت على ستة أشهر، مشيرة إلى أنّ الأميركيين لم يقولوا بوضوح بعد ما الذي سيحدث في نهاية فترة التجميد.
وبحسب «هآرتس» فإنّ نتنياهو وباراك طلبا، خلال فترة التجميد، إكمال بناء 2500 مسكن قيد الإنشاء حالياً في مستوطنات الضفة الغربية، فيما طالب ميتشل بخفض هذا الرقم الى الحد الأدنى.
وكانت الولايات المتحدة اقترحت «الوديعة» حول تجميد الاستيطان، في اجتماع للرباعية الدولية عقد في القدس المحتلة، يوم الجمعة الماضي. وقال مساعد ميتشل ديفيد هيل ان إدارة باراك اوباما ستسعى للحصول على وعود مماثلة من العرب.
في المقابل، قال متحدث باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية إنه «ليس على علم بالمعلومات» التي نشرتها «هآرتس»، واصفاً إياها بأنها «مجرد تكهنات إعلامية تنشر للأسف في اغلب الأحيان»، فيما اكتفى باراك بالقول إن أي محاولة للتوصل إلى تفاهمات مع واشنطن «تأتي في إطار خطة واسعة لاتفاقية إقليمية شاملة تتبلور فيما يبدو كمبادرة محتملة للرئيس (باراك) أوباما، تركز في الأساس على الفلسطينيين مع إبقاء الباب مفتوحاً، مع بعض التأجيل، أمام سوريا ولبنان».
وفي السياق اعتبر عضو مجلس النواب الأميركي اريك كانتور إنّ على العالم وقف الضغط على إسرائيل بشأن المستوطنات والتركيز بدلاً من ذلك على التهديد النووي الإيراني، معتبراً أنّ العقبة الرئيسية أمام السلام في الشرق الأوسط هي رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وليس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وقال كانتور للإذاعة الإسرائيلية، في أعقاب محادثات أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين في القدس المحتلة على رأس وفد يضمّ 25 نائباً وسيناتوراً أميركياً، «لا أعلم بالضبط ما الذي يدفع إلى التركيز على مسألة المستوطنات. نعتقد أن التركيز يجب أن يكون على التهديد الوجودي لإسرائيل من إيران نووية»، معتبراً أنّ على واشنطن أن تسعى إلى فرض عقوبات قاسية على «النظام الإرهابي» في إيران.
وأضاف كانتور، وهو النائب اليهودي الوحيد عن الحزب الجمهوري في الكونغرس، «نحن نشاطر رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو رأيه. إننا لا نريد أن نرى ضغوطاً غير ضرورية تمارس على إسرائيل»، معتبراً أنه «إذا كان يهمنا تطبيق الحل القائم على دولتين، فعلينا أن نقبل وعلى الفلسطينيين أن يقبلوا بان إسرائيل دولة يهودية».
وتابع «نحن هنا لأن الإدارة (الأميركية) أبدت رغبة في أن تتدخل في قضايا مثل المستوطنات والنمو الطبيعي والبناء في القدس الشرقية. هذا النوع من القضايا، اعتقد شخصياً أنها تأخذ أولوية متأخرة بالنسبة لقضية رئيسية، أعاد العديد من زملائي للتو التأكيد عليها، وهي قضية التهديد الوجودي الذي قد تشكله إيران ليس فقط لهذه الدولة (إسراائيل) وإنما أيضاً للولايات المتحدة».
في غضون ذلك، دعا مستوطنون متطرفون يسكنون في مستوطنات شمالي الضفة الغربية، إلى «حرب مستمرة لا تتوقف» ضد الفلسطينيين. وقرع هؤلاء طبول الحرب، من خلال ملصقات وضعوها مؤخراً على طريق تربط محافظة نابلس بمحافظتي قلقيلية ورام الله، تتضمن شتائم ضد الفلسطينيين والعرب.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة الغربية غسان دغلس إن المستوطنين وزعوا تلك المنشورات والملصقات على مفترقات الطرق التي تؤدي إلى القرى، مشيراً إلى أنّهم يعملون على إيذاء المواطنين دون رادع.
وفي السياق، استكملت الجماعات اليهودية، بمشاركة بعض الحاخامات وتلاميذ كنيس ديني، إقامة مجسم كبير لـ«الهيكل اليهودي» المزعوم قبالة المسجد الأقصى بالقدس.
وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» إن المجسم يقع على بعد أمتار من المسجد الأقصى وحائط البراق من الجهة الغربية، «حيث يطل على المسجد الأقصى بشكل بارز وواضح»، مشيرة إلى أنّ هذا المجسم سيستعمل كمركز للزوار لربطهم بما يسمونه الهيكل. واعتبرت أن نصب هذا المجسم «خطوة أخرى للجماعات اليهودية لتسريع بناء الهيكل الثالث المزعوم تحت المسجد الأقصى».
إلى ذلك، وجّه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء الرباعية الدولية، يطلب فيها تدخلهم للضغط على إسرائيل لوقف الإجراءات التي تتخذها ضد الأسرتين الفلسطينيتين بطردهما من منازلهما في القدس الشرقية.
من جهة ثانية، سمحت إسرائيل، أمس، بتوريد ثلاث شاحنات محملة بمواد بناء إلى قطاع غزة عبر فتح اثنين من معابر القطاع التجارية جزئياً. وقال رئيس لجنة إدخال البضائع إلى غزة رائد فتوح، في بيان، إن السلطات الإسرائيلية فتحت معبري كرم أبو سالم والشجاعية لإدخال مساعدات غذائية ووقود في حين قررت الإبقاء على معبر المنطار مغلقاً.
وأوضح أنه من المقرر إدخال 82 إلى 92 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم محملة بالمساعدات للقطاعين التجاري والزراعي، بينها شاحنتان من الإسمنت وأخرى من الحديد لمصلحة سلطة المياه وذلك لمشروع الصرف الصحي في بلدة بيت لاهيا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...