إسرائيل تكتشف حقلاً للغاز قرب عسقلان

17-01-2012

إسرائيل تكتشف حقلاً للغاز قرب عسقلان

في إطار البحث الإسرائيلي المحموم عن مصادر جديدة للطاقة، أُعلن يوم أمس عن اكتشاف حقل جديد للغاز على مقربة من ساحل عسقلان المجاور لقطاع لغزة.
وأشارت الأنباء الإسرائيلية إلى أن مخزون هذا الحقل ليس كبيرا ولكن الحاجة إليه ماسة حاليا للتعويض على النقص الكبير في إمدادات الغاز من مصر إثر تعرض الأنابيب للتفجيرات في سيناء. ويبلغ مخزون هذا الحقل حوالى مليار متر مكعب ولكن قيمته تكمن في أنه قريب من حقل «يام تاطيس» كما أن ضغط الغاز فيه مرتفع جدا، ما يتيح ضخه بسرعة نحو منصة قائمة.
وكانت إسرائيل قد عانت بشدة جراء انقطاع الغاز المصري، ما دفعها إلى الضخ بكثرة من حقل «يام تاطيس»، الأمر الذي كاد ينفد المخزون فيه. ولهذا السبب يعتبر اكتشاف الحقل الجديد مهماً في هذا الوقت بالذات وليس بالضبط لأسباب اقتصادية، فحقل «تمار» الذي تم اكتشاف كميات اقتصادية فيه لن يبدأ الضخ قبل العام 2013، ما يضع إسرائيل في حاجة ماسة للغاز طوال العام الجاري. ولهذا السبب تحاول الشركات صاحبة الامتياز في المنطقة ابتزاز الحكومة الإسرائيلية لجعل استثمار هذا الحقل مجديا لأن تطوير الحقل يتطلب ما بين 100-200 مليون دولار، ما يجعله غير مجد لأن العائدات لن تكون أكبر من ذلك بكثير.
وأعلنت شركة «نوبل انرجي» الشريكة في استكشاف وحفر حقل «لفيتان» غربي حيفا أن التقديرات حول كميات النفط المحتمل وجودها في الحقل تراجعت، في حين تزايدت احتمالات العثور على النفط. ومن المقرر أن تبدأ هذه الأيام أعمال الحفر الجديدة في الموقع مع وصول منصة الحفر الجديدة بعد توقف الحفريات في المنطقة منذ شهر نيسان الماضي. ومن المتوقع أن تنشر النتائج الفعلية للحفريات بعد ثلاثة شهور.
وأشارت الشركة إلى أنها لم تعد تتوقع العثور على كميات نفط كبيرة، وأن تقديراتها الحالية هي 600 مليون برميل، وليس كما كان في السابق، أي أكثر من 4 ملياران برميل. ولكن في نوع من التعويض عن ذلك، أعلنت الشركة أن تقديراتها بخصوص كمية الغاز في الحقل زادت بحوالى 4 تريليونات قدم مكعب، ما يجعل المخزون المحتمل في الحقل حوالى 20 تريليون قدم مكعب.
وبحسب البيان فإن مخزون الغاز يقع على بعد 4900 متر تحت قعر البحر، وعلى مسافة 6200 متر إلى 7400 هناك احتمال بوجود كميات من النفط. وعموما يجري الحديث عن ثلاث طبقات مختلفة يقع فيها الغاز والنفط.
تجدر الإشارة إلى أن الحفريات في موقع «لفيتان 1» بدأت قبل حوالى عام، لكنها سرعان ما توقفت قبل ثمانية أشهر بسبب أعطال فنية. ويقع حقل «لفيتان» على بعد 135 كيلومترا شمالي غربي حيفا. وقد تكلفت الحفريات في الموقع حتى الآن حوالى 170 مليون دولار من مبلغ إجمالي مخصص للحفر بقيمة 215 مليون دولار.
وللتذكير، فإنه في كانون الأول عام 2010 أعلنت منصة «سيدكو إكسبرس» عن وجود حقل غاز بحجم 16 تريليون قدم مكعب في «لفيتان». وتم اكتشاف هذا الحقل في الطبقة ذاتها التي اكتشف فيها حقل «تمار» في العام 2009. وواصلت المنصة الحفر على أمل العثور على نفط في الطبقات الأعمق. وبعد ذلك توقفت الحفريات لأسباب فنية فانتقل الحفر إلى «لفيتان 2» و«لفيتان 3»، وتوقفت هي الأخرى بعد أعطال فنية في منصة «نورث أميركا».
ولم تخل عمليات البحث الإسرائيلية عن الغاز والنفط من مشاكل سياسية، فإضافة إلى المشكلة القائمة على ترسيم الحدود البحرية للمياه الاقتصادية الحصرية بين إسرائيل ولبنان، هناك العديد من المشاكل مع السلطة الفلسطينية. ولا تقتصر مشاكل السلطة الفلسطينية مع إسرائيل على الحدود البحرية، وإنما هناك مشاكل في الحدود البرية، وخصوصا في الضفة الغربية وفي الحقول المشتركة التي تستغلها إسرائيل منفردة.
ومؤخرا اعتبرت السلطة الفلسطينية أن الحفريات الإسرائيلية في موقع «ميجد» غير قانونية لأنها تجري على الأرضي الفلسطينية غربي رام الله. وبحسب جميل المختار الذي يعمل نائبا لرئيس دائرة البيئة في السلطة الفلسطينية فإن 80 في المئة من مخزون حقل «ميجد» يقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وليس من حق إسرائيل استغلالها منفردة. وبالرغم من أن حقل «ميجد 5» ليس كبيرا، ويحوي حوالى 1.5 مليار برميل، ويعتقد أن بالوسع استخراج 1000 برميل يوميا منه، إلا أنه في ظل الحاجة يعتبر مهماً. وإلى جانب هذا الحقل، هناك عدة حقول صغيرة أخرى يرى البعض أن بوسعها توفير ما بين 10-40 في المئة من حاجة إسرائيل للطاقة.
وفي هذه الأثناء حذر رئيس الموساد السابق مئير داغان الذي انضم إلى إحدى شركات التنقيب عن النفط من وصف إسرائيل بأنها «قوة عظمى في النفط والغاز».
وقال داغان «واقعيا تم اكتشاف موارد غازية في البحر المتوسط قبل بضع سنوات، في (يام تاطيس)، وقبل ذلك في غزة. وهناك احتمال كبير بوجود موارد طاقة قبالة سواحل إسرائيل، لذلك يستحسن البحث في كل مكان. ولكن دولة إسرائيل ليست غنية بالمناجم، وإذا حررنا الاقتصاد الإسرائيلي من الاستيراد من الخارج فهذا عمل مبارك، ومن واجبنا القيام بالبحث. ومع ذلك فإنني حذر من توصيف إسرائيل بأنها قوة عظمى في النفط والغاز. إذ لا نملك الاحتياطيات التي تملكها قطر أو روسيا، وليست لدينا كميات نفط كالتي في العراق. هناك كميات يجدر بدولة مثل دولتنا استغلالها».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...