إسماعيل: قمة دمشق تبحث "الأمن القومي العربي" بعد طول تغييب

25-03-2008

إسماعيل: قمة دمشق تبحث "الأمن القومي العربي" بعد طول تغييب

قال مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل إن لمؤتمر القمة العربية الذي يعقد الأسبوع المقبل في دمشق أهمية كبيرة، من حيث المكان الذي له دلالة خاصة، ومن حيث موضوعاتها ذات الحساسية الخاصة، فهي تأتي في وقت وصلت فيه القضايا العربية إلى درجة كبيرة من الاستقطاب، ومنها الأوضاع في لبنان والعراق وفلسطين. ووصف الوضع العربي بأنه يتردى من عام إلى عام. وأوضح في لقاء مع وفد إعلامي عربي في مكتبه في الخرطوم أن موضوعات قمة دمشق اختيرت بعناية، ومنها “الأمن القومي العربي” الذي يُطرح لأول مرة منذ سنوات، مع تداعياته الاقتصادية والاجتماعية المختلفة.

وردا على سؤال عما ينتظره السودان من القمة بشأن قضاياه المتعددة والتحديات الأمنية والتنموية التي يواجهها، قال إسماعيل إن بلاده تذهب إلى دمشق وليس في جعبتها قضاياها فقط، بل ستطرح أيضا مساهماتها بشأن الوضع العربي العام، ومنها استضافة السودان في أراضيه اللاجئين الفلسطينيين من العراق الموجودين على الحدود السورية العراقية ومن يكون منهم قد وصل مؤخراً إلى الحدود الأردنية. وأفاد بأن السودان يتقدم بمبادرته هذه بعد أن شعر أن دولاً عربية غير مستعدة لحل هذه القضية، وينظر للمسألة من بعدها الوطني، بمعنى أن يكون الفلسطيني قريبا من أرضه ومهيئا بشكل دائم للعودة إلى بلده، فلا يضطر إلى الهجرة إلى البرازيل أو شيلي، وكذلك من بعدها الإنساني. وأوضح أن السودان لا يقوم بهذا للمزايدة على أحد، وأطلع الأردن وسوريا ومصر على خطوته قبل أن يتبناها ويشكل لجنة حكومية يترأسها هو  نفسه، وبعد موافقة كاملة في مجلس الوزراء السوداني الذي يشارك فيه 17 حزباً. وقال إنه يتم حالياً تهيئة المدن والمنازل التي ستستضيف هؤلاء اللاجئين الذين سيعملون في المجالات التي كانوا  يعملون بها أصلا، ولن يتم أي تمييز بينهم وبين السودانيين في الصحة والعمل والتعليم، ولن تتم معاملتهم كلاجئين.

وكشف المسؤول السوداني البارز أن لبلاده دوراً في تحقيق وحدة الصف الفلسطيني، وأنها طرحت مبادرة من أجل الحوار بين حركتي فتح وحماس وحل الأوضاع المتأزمة بينهما، وصيغت بعد أن تقدمت كل من الحركتين بورقة بشأن مطالبها، وأضاف “بعد ذلك جاءت المبادرة اليمنية التي رحبنا بها، لأن المهم هو توحيد الصف الفلسطيني، وكانت حماس مترددة في قبولها، ونصحناها بقبولها”. وأفاد بأن مبادرة السودان ستظل مفتوحة وستتواصل، وستكون بعيدة عن الإعلام لكي تنجح، وستنشط إذا تعثر تنفيذ المبادرة اليمنية.

وقال إسماعيل إن السودان يذهب إلى القمة العربية، وهو يتطلع إلى دور عربي في قضية إقليم دارفور التي تمّ تضخيمها في الغرب والإعلام الأجنبي، وأصبحت القوى المعادية للسودان تستغلها. وأفاد أن المساهمة العربية في حل القضية تتم عبر ثلاثة مسارات، أولها الإنساني، حيث هناك دول عربية تقوم منظمات طوعية فيها بدور في الإغاثة والمعونة في الإقليم. كما أن الدول العربية تتوج هذه الجهود بما تم الالتزام به في مؤتمر الدعم الإنساني الذي عقد في الخرطوم، حيث بدأت دول عربية تبني قرى نموذجية ومدارس ومستشفيات في دارفور، ووصف إسماعيل التزام العرب في هذا الإطار بأنه جيد ومستمر. وقال إن المسار الثاني أمني مرتبط بالمساهمات العسكرية من الدول العربيّة في إفريقيا في القوات المختلطة من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة المرتقب أن يصل عديدها إلى 26 ألف جندي، وتستعد مصر ذات المساهمة العربية الأكبر فيها لإرسال ثلاثة كتائب قريباً.  وبشأن المسار السياسي فإن دولاً عربية أهمها مصر وليبيا تسهم فيه على صعيد جهود المفاوضات مع حركات التمرد في دارفور، فضلا عن أن لجامعة الدول العربية وجودها الدائم في هذه المفاوضات.

وقال إسماعيل إن الأمن القومي السوداني يتأثر سلباً وإيجاباً بالأوضاع العربية، من ناحية التوتر والوفاق، كما أن للعرب دوراً كبيراً يمكن أن يسهموا من خلاله في تحقيق الوحدة والسلام الدائم في السودان، وان ما تبادر إليه دولة الإمارات في جنوب السودان يعدّ نموذجاً لما يمكن أن يقدمه العرب عموما من أجل أن تكون الوحدة خياراً جاذباً للسودانيين في الجنوب حين استفتاء تقرير المصير في ،2011 ذلك أن مشاريع الإمارات كبيرة في الجنوب في قطاعات البترول والفندقة والبنوك والصحة، ومثل هذه الاستثمارات الخدمية والإنمائية تقنع السودانيين من أهل الجنوب بأن العرب الأقرب لهم سياسياً واقتصادياً. وأوضح أن هذه من القضايا التي سيطرحها السودان في قمة دمشق، وشدد على أهمية الاستثمارات العربية الجاذبة التي ستساعد في قطاع الزراعة على أن يكون السودان سلة غذاء للعرب، وأن يصبح هذا الأمر حقيقة مؤكدة، بالنظر إلى إمكاناته وثرواته، من ناحية توفر كميات كبيرة من مياه الأمطار والمياه الجوفية، ووجود مساحات واسعة من الأراضي الخصبة.

معن البياري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...