الإبراهيمي يهول ويبشر بصوملة سورية لتمرير خطته حول نظام برلماني يقلص سلطات الأسد
كرر المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، تحذيره من «صوملة» سوريا إذا لم يتم إيجاد حل سياسي قريباً للأزمة يستند إلى «اتفاق جنيف»، موضحا أن لديه «مقترحاً يمكن أن يتبناه المجتمع الدولي» لإنهاء الأزمة «يتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات إما رئاسية أو برلمانية، وأرجح أن تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسي».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر أمس الأول أن التوصل إلى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لا يزال ممكناً، مشيراً في الوقت نفسه إلى تعذر إقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، إن المباحثات مع الإبراهيمي أظهرت وجود فرصة للتسوية السياسية في سوريا. وأشار إلى أن «الإبراهيمي مستعد لمواصلة مهمته المكوكية لحل الأزمة السورية وإجراء لقاءات في إطار ثلاثي يجمع كلاً من روسيا والولايات المتحدة والإبراهيمي»، موضحاً أن «هذا اللقاء قد يجري في كانون الثاني المقبل».
وواصل الرئيس المصري محمد مرسي أمس الأول حملته على الأسد، معتبراً انه «لا مجال للنظام السوري الحالي في مستقبل سوريا»، معلناً أن «أولويات مصر هي وقف نزيف الدم السوري ومنع أي تدخل عسكري فيها». وقال، في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشورى المصري في القاهرة، إن «الثورة السورية ثورة الشعب السوري ستنتصر بإذن الله ونحن ندعمها».
وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، «لدي مقترح اعتقد انه من الممكن أن يتبناه المجتمع الدولي». وأوضح أن هذا المقترح «يستند إلى إعلان جنيف» في 30 حزيران الماضي «ويتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات إما رئاسية أو برلمانية، وأرجح أن تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسي». وأضاف إنه تحدث «في هذا المقترح مع سوريا» ومع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون.
وحذر الإبراهيمي من انه «إذا كان 50 ألفاً قتلوا خلال ما يقرب من عامين فان الأزمة إذا استمرت، لا قدر الله سنة أخرى، سيقتل 100 ألف». وأضاف «إما أن يتم التوصل إلى حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة، أو تتحول سوريا إلى جحيم. سوريا لن يتم تقسيمها بل ستحدث صوملة وسيكون هناك أمراء حرب في سوريا».
وأعلن الإبراهيمي إن الوضع في سوريا يتدهور بشدة، لكن لا يزال من الممكن التوصل إلى حل في العام 2013 بموجب شروط الخطة التي تم الاتفاق عليها في جنيف في حزيران، مضيفا إن المشكلة تكمن في أن الجانبين لا يتحاوران معاً ولهذا هناك ضرورة للمساعدة من الخارج.
وحذر الإبراهيمي من أن الدولة السورية ستنهار من دون التوصل إلى حل من خلال التفاوض وستتحول إلى «جحيم». وقال «هناك أمران، إما حل سياسي يرضى عنه الشعب السوري ويحقق رغبات الشعب السوري أو تتحول سوريا إلى جحيم. إما الحل السياسي أو الانهيار الكامل للدولة السورية». وأضاف «أسس الحل السياسي موجودة. هناك أسس لبناء عملية سلام وإنهاء الحرب والاقتتال، بحيث يتم وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي لانتخابات، والانتخابات قد يكون فيها رئيس إذا اختار الشعب السوري النظام الرئاسي أو على الأرجح أن يكون هناك نظام برلماني يضمّد سوريا من جراحها».
وأضاف «الحل ممكن، ولكن يزداد صعوبة كل يوم، ولو تم التعامل في سنة 2011 لكان أسهل بكثير اليوم. لا شك في أنه أصعب بكثير لكنه ممكن، ممكن جداً». وتابع «نحن عندنا اقتراح وأعتقد أن هذا الاقتراح سيتبناه المجتمع الدولي».
وحول إصرار المعارضة السورية على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل الحديث عن أي حل للأزمة، قال الإبراهيمي «من حق المعارضة السورية أن تطالب برحيل رئيسها اليوم قبل الغد، ولكن كيف؟، هم يتحدثون بذلك منذ أكثر من عامين».
وشدد الإبراهيمي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في موسكو أمس الأول، على ضرورة تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا لتجنب «الجحيم». وقال «إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعاً أن نعمل بلا كلل من اجل حل سياسي»، إلا انه أضاف «من وجهة نظري، المشكلة هي أن تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع»، محذراً من «خطر تحول سوريا إلى صومال ثانية».
وأعلن لافروف أن «هناك إجماعا على القول بان فرص التوصل إلى حل سياسي ما زالت متوافرة». وأوضح «قال الأسد مراراً إنه لا ينوي الذهاب إلى أي مكان، وإنه سيبقى في منصبه حتى النهاية، وليس ممكناً تغيير هذا الموقف».
وقال الوزير الروسي إنه «عندما تقول المعارضة إن رحيل الأسد هو وحده الذي سيسمح لها ببدء حوار حول مستقبل بلدها، فإننا نعتقد أن هذا خطأ، بل ويؤدي إلى نتائج عكسية. تكلفة هذا الشرط المسبق هو أرواح المزيد من المواطنين السوريين».
وأشار لافروف إلى أن «موسكو ستدعم فكرة إرسال مجموعة كبيرة من المراقبين الدوليين إلى سوريا أو أي شكل آخر من أشكال الوجود الدولي تقبله أطراف النزاع في سوريا، لكن ذلك يمكن فقط بعد تحقيق الهدنة». وأعرب عن قلقه «بشأن أخذ الأزمة السورية بعداً طائفياً وتزايد نشاط الإرهابيين في سوريا الذين يستغلون الأزمة في هذا البلد لتحقيق أهدافهم». ودعا أيضا إلى إشراك السعودية وإيران في «مجموعة العمل» حول سوريا.
وأعلن لافروف انه «فوجئ» برفض رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب دعوة موسكو للمشاركة في مفاوضات لتسوية الأزمة. وقال «إذا كان الخطيب يريد أن يكون سياسياً جاداً يجب عليه أن يستمع إلى تحليلنا مباشرة من قبلنا».
وأعلن مصدر في هيئة الأركان العامة الروسية أن سفينة الإنزال «نوفوتشيركاسك» التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي خرجت من ميناء مدينة نوفوروسيسك باتجاه البحر الأبيض المتوسط، متوجهة إلى نقطة الدعم الفني المادي في مرفأ طرطوس في سوريا. وأوضح ان سفينتي الإنزال «آزوف» و«نيكولاي فيلتشنكوف» غادرتا أيضاً البحر الأسود باتجاه سوريا.
المصدر: السفير+ وكالات
التعليقات
الابراهيمي
إضافة تعليق جديد